رد: لو كنتَ مسؤولاً عربياً تفكر بكرسيك بذكاء ماذا تفعل وكيف تتصرف حتى لا تخسر؟
أشعر بضيق في صدري وتشوش في ذهني وشعور لا أستطيع له تفسيراً..
نعم .. لدي رغبة عارمة بالجلوس مع نفسي بعيداً عن كل المستشارين والحاشية..!
أريد ألا أسمع صوتاً غير صوتي وألا أرى وجهاً أمامي .. أحتاج ربما لأول مرة أن أكون بعيداً وحدي تماماً ودون أن يعرف أحد أين أنا.. أتمنى ألا يكون معي حتى الحرس.. أنا فعلاً بحاجة للهدوء والاختلاء بنفسي والتأمل الذي لا يقطعه أحد كائن من كان.
أستمع شارد الذهن.. دائماً هناك من يفكر لي وعني، ما كل هذا؟..
هل أنا حر كما كنت أظن ؟!
أريد أن أكون نفسي فقط ومع نفسي ولو ليومين أو ثلاثة ..
نعم .. نعم وسأفعل
استولت عليّ الفكرة وبدأت أخطط لها بسرية تامة .. لن أتواصل بالانترنت، وهاتفي الشخصي سأبقيه مغلقاً تماماً وأفصل الشاحن، هناك حارس واحد أثق به تماماً ولن أخبره قبل أن أغادر إلى حيث أختلي بنفسي..
بأناة وبشكل متقطع جهزت حقيبة صغيرة فيها بعض الكتب والدراسات
متى آخر مرة قرأت كتاباً؟!
ضحكت.. لكني هذه المرة سأفعل.
استطعت أن أفبرك رحلة لن أكون فيها وسيكون مكاني شخص آخر.. رحلة مقنعة ليكون الجميع مني على مسافة، وهذا ما كان..
أخيراً ..
وقفت على باب الشرفة وأمواج البحر تتكسر أمامي، وفي يدي كوباً من القهوة بالحليب ..
جربت كل ما لم أجربه من قبل .. تناولت طعامي في السرير وأنا أفرد أمامي كل الكتب والمراجع .. استمتعت فعلاً بالتجربة..
استوقفتني سيرة هرون الرشيد عند المؤرخين العرب اللذين عاصروه.. هالني الفرق بين سيرته المأخوذة عن مصادر عربية والأخرى عن مصادر غربية.. ما كل هذا التشويه وقلب الحقائق ؟؟!
أظنني اطلعت بفترة وجيزة على الكثير مما كان يجب الاطلاع عليه ..!
كنا نضحك على العامّة ونسخر .. نحن فعلاً أمّة عظيمة لها شأن كبير وفضلها على العالم بأسره وعلى الحضارة والعلوم..
ربما لأول مرة أشعر بدماء العروبة حارة في شراييني..
عدت إلى الحاضر وفكرت..
غزة هاشم بن عبد المطلب بوضع اليد عليها وبأموالنا ستكون رفييرا أميركا ونوادي قمار شبيهة بنوادي لاس فيغاس وفنادق فاخرة ومواخير عالمية ، يتم السطو على غاز بحرها الهائل وثرواتها ومن ثم تقدم هدية لإسرائيل بعد أن يستمر القضم للدول العربية وتتلاشى شيئاً فشيئاً ونتلاشى ونفقر ويتم وضع اليد على كل ما شاركنا به ووضعنا به أموالنا..!
لماذا وهل نحن ضعفاء إلى هذا الحد بنظرهم؟؟..
الدول العربية مجتمعة رابع قوة في العالم
إذا لما لا تكون ريفييرا العرب وغاز وثروات العرب، ويبقى شعب غزة في غزة وهو لن يمانع إن كنا نحن من نقوم بالمشاريع ونستفيد منها مقابل الإعمار ونشغلهم ونحسن أوضاعهم؟؟
أستطبع فعلاً أن أحصّن نفسي وأجد دعم من بعض الدول .. اللعب على التناقضات دائماً ما ينجح ويثمر
العرب لا يتفقون .. لكن أنا أستطيع توحيدهم حول هذه الفكرة والاستفادة منها
الكل سيستفيد وسيصبح زعيماً محبوباً وثرياً في آن .. شعوبنا طيبة وعند موقف ومشروع كهذا سيقف الجميع خلفنا
أما أنا فسأصبح زعيماً عالمياً ملهماً يُعمل له ألف حساب وأدخل التاريخ من أوسع أبوابه وأحقق أمنياتي ومشاريعي لي ولمكانتي وليس للغرب..
سأهادن المستشارين وأخدعهم وأعمل بسرية تامة حتى أحقق النجاح المأمول
كيف أخطط وأبدأ وبمن أستعين وكيف؟؟..
بالتأكيد سأحتاج من يساعدني في الدراسة والتخطيط ..
من يا ترى بإمكانه مساعدتي بحكمة وإخلاص وأمانة؟؟
|