عندما يمنحنا المطر فرصة البدء من جديد
أرى المطر همسات تراقص زجاج نافذتي، كأنها أنفاس روح عتيقة تتذكر أياما خلت، وتهمس بأسرار منسية في غياهب الذاكرة.
أراه يغسل شوارع المدينة، كأنه يمسح عنها غبار السنين، ويكشف عن وجهها الحقيقي، وجه مدينة تتلألأ ببريق خفي، كجوهرة ثمينة خبأتها الأيام في طياتها.
أرى المطر رسائل شوق ، كأنها أنين روح عاشقة تتوق إلى لقاء أبدي، وتعبر عن حنينها الدائم بدموع الغيوم .
أراه يراقص أغصان الأشجار، فتتمايل طربا، كأنها تشاركه فرحة اللقاء، وتعزف لحنا سمفونيا من أوراقها الخضراء.
أرى المطر دمعات تذرفها الغيوم، كأنها تبكي على فراق الشمس، أو على حزن دفين يسكن قلبها.
أراه يغسل وجوه الأطفال، فيبتسمون براءة، كأنهم يستقبلون الحياة بقلوب مفتوحة، وأرواح نقية كقطرات المطر.
أتخيل المطر أنغاما تعزف على أوتار النوافذ، كأنها لحن سحري يأخذني إلى عالم من الخيال، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والحلم.
أراه يبلل أوراق الأزهار، فتفوح عطرا، كأنها تشكر الرحمن على هديته، وتعبر عن امتنانها بعبقها الفواح.
أتخيل المطر حكايات تروى على ضوء المصابيح، كأنها قصص قديمة تحكى في ليالي الشتاء، قصص الحب والفقد والأمل.
أراه يملأ الطرقات بالبرك، فتعكس فيها أضواء المدينة، كأنها مرآة تعكس جمال العالم، وتظهر لنا وجهه الحقيقي.
أتخيل المطر قبلات تطبع على جبين الأرض، كأنها علامات حب وتقدير.
أراه يروي عطش الأرض، فتنبت الزهور والأشجار، كأنها تستجيب لنداء الحياة، وتعبر عن فرحتها بالماء.
أرى المطر لحظات من الهدوء والسكينة، كأنها فترة استراحة من صخب الحياة، فترة نتأمل فيها أنفسنا والعالم من حولنا.
أراه يغسل همومنا وأحزاننا، فيجعلنا نشعر بالراحة والاطمئنان، كأنه يمنحنا فرصة جديدة للبدء من جديد.