رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
[align=justify]
صباح الخير على عيونكم جميعاً
أستاذة ميساء الناس الذين يجيدون الطعن وإيلام الآخرين طقس نفوسهم عاصف بشكل دائم صيفاً وشتاءاً.
شاركت منذ بضع سنوات بندوة كبيرة للبحث في موضوع الشر الذي جبلت عليه بعض النفوس وكان لي مداخلة في الكلمة التي ألقيتها لعلي يوماً أختصرها، بعض الشر مكتسب ويعود لعقد نفسية يكون الإنسان قد تعرض لها وجعلت نزعة الشر تنمو لديه وبعضها للأسف فطري تماماً وهذا يتضح في نوعين من الأطفال الرضّع نجد أحدهما عدواني بالسليقة والآخر رقيق حساس، وكلنا خبر هذا مع الأطفال حين يقبض الطفل على خصلة شعر من يحمله وعلى سبيل المداعبة نتظاهر بالبكاء ، فنجد الصنف الأول يضحك فرحاً بما تسبب به من ألم ويعاود الهجوم على الشعر، بينما نجد الصنف الثاني يقلب شفته ويبكي لأنه تسبب لنا بالألم! سبحان الله..
أستاذ رشيد الله يهنيك، ما شاء الله بحر ومطر وجمال الطبيعة التي وإن زمجرت فبحنو ورحمة..
أنا ابنة البحر ومحرومة من رؤية البحر فحيفا على البحر وكذلك طرابلس وانا أعشق البحر.. مونتريال جزيرة نهرية..
جاء تعبيرك عن هذه اللوحة الرائعة في يوم شديد الكآبة عندنا، الحرارة 38 تحت الصفر في النهار والرياح شديدة والرطوبة عالية والرؤيا شبه معدومة والثلج لا يتوقف عن الهطول، مجرد النظر من النافذة يجعلك تشعر بقشعريرة!
بقدر ما هي الطبيعة جميلة في كندا بفصل الصيف بقدر ما تكون كئيبة في فصل الشتاء والذي طبعاً ليس فيه شتاء ولا مطر وإنما ثلج وثلج فقط والطبيعة تموت تماماً في الخارج.
الغريب أني كنت في لبنان أحب الثلج لأنه كان ضيف خفيف الظل في المدينة وغالباً ما كنا نحن نتعقبه ونذهب إليه في الجبال، أما هنا في بلد الثلج فهو مقيم ثقيل الظلّ جداً.
حقيقة لا يوجد مثل بلادنا ومناخها وترابها..
أول ما لاحظته في كندا كان المطر الذي وإن أمطرت صيفاً وخريفاً ليس للتراب رائحة معطرة كما هو في بلادنا، مشتاقة جداً لمطر بلادنا وخصوصاً رائحة التراب حين تمطر والتي لا تجدها على هذا النحو إلا عندنا..
سبحان الله..
هندية حمراء كانت تؤكد لي أن للتراب رائحة مميزة هنا حين تمطر لكن لا يميزها غير الهنود الحمر!!
ربما.. أنا لا أستبعد فكثير من الألغاز بين الإنسان وتراب وطنه، التربة الأصلية التي منها جبل..
نحن أكثر الناس إحساساً بهذا.. تراب فلسطين المغتصب نشعر فعلا أنه ينادينا...
أتمنى لكم نهاراً سعيداً
[/align]
|