رد: يوميات في حب نور الأدب
الاثنين 10 مارس 2025 الموافق للتاسع من رمضان 1446
رمضانكم مبارك بيومياتي
تحياتي لكم من مكناس؛
منذ مدة وأنا أحاول أن أفتح اليوميات هذه، ولكن القدر حكم علي فتحها بعد خمسة أحوال تحديدا من أول افتتاح لها. أتذكر جيدا ذلك اليوم، أتذكر حتى الوقت الذي كنت أجلس فيه وأنا أكتب لكم، أتذكر تلك الليلة، حالي...كيف كنت وأين؛ ولماذا فتحت هذه اليوميات أول مرة، أتذكر وأجد أن خمسه أحوال مرت سريعا.
اشتقت لكم هنا واشتقت ليومياتي التي تسمح لي بأن أتحدث كثيرا، وأتحدث في كل شيء.. أن أفرغ جل الكلمات التي أسكت عنها في أحاديثي الشفهية هنا أو هناك.. وقد لملمت الحروف لتشكل حوارات متخيلة معكم، وأحاديثي لكم التي تجعلكم منتبهين لما أقول أو تصيبكم بالملل، أو ربما تجدونها كحكايات ما قبل النوم.
يبدو أنكم لاحظتم اجتهادي (ابتسامة).. لقد صرت يوميا أفتش في أرشيف نور الأدب، وأتجول بين دروبه وأحيائه من حي الشعر مرورا بدرب الشعر العمودي فالتفعيلي، إلى حي القصة عبر درب القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة،.... ثم الخاطرة، وكلمات وجداول ينابيع... ووووو...
لاحظت أن هذا يحفز بعض الزوار لقراءة ما جد في آخر المشاركات، وكذلك بعض الأعضاء الذين يطلون على نور الأدب من حين لآخر بصفة زائر. هناك مواضيع جديدة أيضا برزت خلال هذه الأيام من بينها مشاركات "نوال بكيز"، أما صديقتي عزة فعادت بنشاطها الذي كنت افتقدته إلى "هي تقول".
أحيانا بعض الكلمات عند الآخرين تحسها بداخلك إلا أنك لم تعبر عنها وهي لم ترد الخروج إلى عالم الكتابة بعد، أو كتبت في دفقه شعورية ما هنا أو هناك، ولم تنقل بعض إليكم.
دعوني أعود لما كنت قد كتبته في اليوميات بآخر ثلاث صفحات؛ "منتدى الأطفال" لم أعد له بجدية منذ يوم القطار. تبعثري الذي أخبرتكم به ما زلت أعيشه.
واسمحوا لي بالعودة للصفحة 77 الآن؛ لأتابع لكم قصة معرفة أمي بمرضي..
بدأت الكتابة، ثم كدت أمحو، فالأمر ليس متعلقا بحب نور الأدب، ثم قلت لنفسي:
"والمذكرات أدب أيضا، لعلي أكتبها هنا، لأجمعها في يوم من الأيام إن شاء الله تعالى، وأحولها لنص مسترسل، قد يكون ورقيا"
تبدأ القصة من شتنبر 2022 حيث احتفلنا بذكرى مولد صغيرتين مع بنات صغيرات من بنات الجيران، لم يكن معي ضيوف غير أم إحداهن..
الحياة مع الأطفال متعة يجب عيشها تفاصيلها.
يومها لعبت كثيرا مع الصغيرات، رقصت معهن وغنيت معهن، وأخذنا صورا احتفظت بها للذكرى.
مر ذلك اليوم في سعادة، وظلت تلك الجارة بعدها تزورني يوميا وتظل معي المساء كله أحيانا عادتها أيضا قبل أن تسافر في العطلة الصيفية، بعد أن أحبت ابنتها الصغيرة التي لم تكن قد بلغت بعد الرابعة في يوم من أيام شهر ماي البقاء معي بالبيت ومنذ ذلك الحين وهي تحب أن تظل معي من الصباح إلى أن تنام ابنتاي ليلا، فتأتي أمها أحيانا لتأخذها، وفي يوم كان شتنبر على مشارف مغادرته لاستقبال أكتوبر..
كانت الجارة تجلس أمامي بغرفة الجلوس نتحدث، وفجأة قالت:
"أشعر بوخز أحيانا هنا، أرجو أن يكون بخير"
قلت: "تفاءلي؛ لن يكون إلا خيرا، ولا تخشى شيئا"
بينما هي كانت خائفة خوافة مما جعلني أغرق في هستيريا ضحك، وقلت لها:
"المسي هنا.. أحسها تعيش معي منذ زمن"
ارتاعت؛ وصاحت:
"مجنونة أنت خولة، إنها بارزة حتى دون لمسها، يا إلهي، ولم تذهبي لأي طبيب"
استمريت في الضحك، وأخبرتها اني لم أفعل، ولن أفعل، أصلا تلك الكرة التي أستطيع لمسها وتمييزها، واللعب بها أحيانا، لا تؤلمني إلا في لحظات الغضب.
أقسمت الجارة أن تخبر أمي إذا قرأتها، وانقلبت ضحكاتي لصرامة حينها، وقلت:
"إن حدثت أمي في الأمر، فلا داعي لأن تطرقي باب بيتي مرة أخرى"
لا أعرف كيف جرأت على قول تلك العبارة، لكنها كانت عبارة جادة، ومع ذلك علمت فيما بعد أن الجارة لم تعر تهديدي اهتمامات، ربما لأنها عرفت أني لا أملك أن أمنع طارق بيتي من الدخول، حاولت مرارا أن تلتقي أمي ولم تفلح، حاولت أن تأخذ رقمها من هاتفي حين طلبت مني أن تحدث زوجها عبره، ولم تنجح حياتها...
في أيام شتنبر تلك، كنت قد ذهبت يوما إلى فاس لأسحب ملف تسجيلي الدكتوراه الذي أكمل عامه الخامس، دون أن أجتهد فيه لظروف أخرى..
وهل أكتوبر، ووجدت أن كلية مكناس قد فتحت باب الترشيح لسلك الدكتوراه، سُجلت، وأثناء فترة انهماكي بالتسجيل الإلكتروني، وكتابة التقرير ووووو
بدأت أشعر بألم الورم أكثر من قبل، وأحيانا يكاد يقتلني وأنا أصلي ركوعا وسجودا..
مع ذلك قررت ألا أذهب لأي طبيب قبل أن أتم التسجيل الذي حصل لي فيه مشكل إلكترونيا، وكان عليه حله بالاتجاه إلى مكتب خاص بإصلاح الأمر برئاسة الجامعة..
حين حل المشكل، شعرت بالسعادة تغمرني، كأن نتيجة قبولي قد ظهرت..
وأحبكم
|