[هدى نورالدين الخطيب]

بمناسبة انتهاء شهر رمضان المبارك هل كان يفترض أن أرسل تهنئة بالعيد أقول فيها للناس عاماً سعيداً وكل عام وأنتم بخير؟!
أو أكذب هذا الكذب السمج المفضوح بعبارة بغبغائية مكررة؟!
العيد ليس سعيداً وأنتم ونسلكم لن تكونوا بخير لا العام القادم ولا ما يليه من أعوام.
الأمّة التي تستسلم لتفككها وانهيارها وتنساق للأعداء ولخونتها وحكوماتها الوظيفية؛ وتُقذف إلى وادي سحيق ليست بخير ولن تكون..!
أمّة كاملة تُساق إلى مسلخ ذبحها وتفتيتها وتشريدها والتهام ما تبقى قطعة تلو قطعة من محيطها لخليجها في درب مسلخ التفكيك بينما تُقسّم بلادها وأراضيها بين ضباع العالم ..!
أمّة تنصاع لخونة يحتلون كراسي حكمها وظيفتهم تنفيذ عملية التفكيك والإفناء التي يريدها الضباع لن تكون أبداً بخير ..!
لن يكون المستقبل سوى في مطابخ ضباع العالم وخرفان ذبيحة على موائدهم ..
مشردون معدمون في كل اتجاه بينما تقسّم الكعكة وتراب الآباء والأجداد لآلاف السنين، بين ضباع العالم وبلطجيته بإرضاء خونة الوطن وخونة دماء الضحايا بمكاسب آنية هشّة ، لأن هؤلاء كالأعشاب السامّة يدفعون أرض بلادهم وأموال الشعوب المنكوبة الصامتة على نكباتها المساقة إلى حتفها.
أيها المندثرون المسلمون العرب وأنا منكم ، أي عيد وأي سعيد ؟!..
سعيد مبارك للضباع التي ستشتتكم وتنهيكم وتستولي على أراضيكم المقدسة الغنية بمواقعها ومواردها، لتدنس وترث تراب أجدادكم..!
عيدك أيها الصامت المستسلم الذي يرقص على جرف الهاوية؟!..
ماذا ستقول لأولادك وأحفادك في منفاكم وشتاتكم غداً وكيف ستبرر لهم استسلامك وصمتك وخنوعك؟؟!
أكلّ هذا الاستسلام لأنك / لأننا نخشى من خائن مرتزق مجرم عميل مرتعش ، نصّبه الضباع على عرش البلاد المعدة للهدم والاحتلال ؟!
هل سألت وأنت ترتعب وترتعش، ماذا سيبقى منه ومن عسسه وحاشيته القذرة غير المال القذر الذي سيهربون به، والبلاد كلها ذاهبة للتفتيت فالدمار والاحتلال بسبب خنوعك / خنوعنا؟
قبل أن تعيّد فوق أنهار الدماء عليك واجب مقدس حتى لا تجد بلادك ضاعت نهائياً وورث الضباع بيتك وحطموا عظام والديك وأجدادك ليبنوا فوقها صالات قمار وفنادق دعارة ونوادي شذوذ لأغنيائهم .. قبل أن تغدو ابنتك جارية وسلعة ترفيه يهدونها بينهم لتذبح كل ليلة على سرير أحد ضباعهم؟!
هبّوا قبل أن تكبّوا في منافي العالم عبيداً لهذا العصر
اليوم هم وغداً أنت / نحن / فالدور آتيك / آتينا لا محالة..
لا عيد ولا سعيد ولا مبارك علينا نحن الصامتون عن الحق واستباحة الأرض والعرض وإبادة أبناء جلدتنا، فالعيد للأحرار كما كان رسولنا الكريم ( ص) وصحبه..
فقط حين نصحو وتقوم بواجبنا الوطني والإنساني والشرعي نستحق العيد .. العيد السعيد..