[خولة السعيد]

أملنا طبعا في أن يطل علينا فجر العيد مجددا، نتفاءل، وقلوبنا مشتعلة حسرتها..
أرى غزة، فأرى معها طنطورة ويافا وحيفا، صبرا وشتلا، عسقلان وعكا وبئر السبع وووو
طالما رددنا أناشيد وأغنيات تحيي فينا لهيب الفقد، فقد عروبية هذه الأماكن والأسماء..
أسماء عربية فلسطينية، صارت تنتمي للا منتمي، لمن لم تكن لهم الأرض يوما، لكنهم ينتزعونها بإرهابهم وإبادتهم للإنسانية، والطبيعة...

نحن هنا نبارك العيد، نصل الرحم، ونجالس بعضنا، ومع ذلك تبدو للعيان الابتسامات تغيرت، أحاديثنا تبدلت، ضحكاتنا تراجعت، والعبارة التي تتردد بكل بيت وعلى كل لسان "مشات حلاوة العيد "..
نحن البعيدين عما يجري بغزة، القريبين من أحداثها ومأساتها، نمارس طقوس الاحتفال بالعيد، حتى من هم بفلسطين أيضا، حتى أهل غزة أنفسهم حاولوا التغلب على كل ما يعيشونه، وبقوة وصمود عزموا على الاحتفال بالعيد..
هم صامدون، يبتسمون حين يسمح لهم صمت لحظة بذلك، يعيشون مادامت الحياة مقدرة لهم، وهم بذلك أقوى منا، نحن الذين نتابع أحداثهم فنضعف، ولا نملك لهم إلا...
اللهم منك القوة والنصر والرحمة
أحس بك وبألمك سيدتي سيدة نور الأدب، وكوني واثقة أننا لسنا أقل منك ألما، لكن التعابير عن ذلك ربما تختلف، ومحاولة التغلب على هذا الوضع، وهذه الحسرة التي نعيشها بشكل يومي تختلف كذلك حسب شخصية كل منا..
وعسى الله يقلب الألم لتحقيق الأمل
الحمد لله