في الليلة الظلماء يفتقد البدر
في مثل هذا اليوم تم احتلال بغداد
ومنذ ذلك الحين والأمّة تتفسخ وتهوي إلى منحدر الزوال والتلاشي والاندثار، لولا ثلةٌ من المقاومين العرب الشرفاء في فلسطين، وقد تكالب عليهم ضباع العالم بمساعدة مرتزقة العرب..!
أيها العراق العظيم منذ اغتالوك سقطت الأمّة وانهارت ..!
أرادونا هنوداً حمر ، والعراق كان يبني ويسير في طريق الاكتفاء الذاتي .. كان يرفع راية العلم ويفتح ذراعيه لكل الطلاب العرب على درب النهوض بالأمّة ..
الطريق الحقيقي للنهوض ببناء الإنسان العربي والاستثمار بالعقول..
قولوا عنه ما شئتم
حين كان يدخل الجامعة العربية المهترئة، كانت تهتز أركانها وما كان يجرؤ أحد على الجهر بالخيانة
ادعوا اختباءه في حفرة .. خدروه لإذلالنا .. أعدموه في صباح عيد الأضحى ..
أضحية.. ولكن..!!
كذّب أفلامهم الهوليودية حتى آخر رمق وكان سبعاً لا يهاب المنايا ولا ينحني
في محكمة الاحتلال الأميركي وزبانيته نظر إلى قاضي الاحتلال مبتسماً وقال:
((عندي بيتين أهديك إياهم))
عندها ضغط القاضي على الزر الذي يمنع وصول الصوت ، ولم يسمع القصيدة الا من هم داخل جلسة المحاكمة، وسربها محاموه .
قال:
لا تأسفنَّ على غدرِ الزمانِ لطالما
رقصت على جثثِ الأســودِ كلاب
لا تحسبن برقصها، تعلو على أسيادها
تبقى الأسودُ أسوداً والكلابُ كِلاب
يـا قمـةَ الزعمـاءَ إنـي شاعـرٌ
والشعـرُ حـرٌ مـا عليـهِ عتـاب
إنـي أنـا صـدّام أطلـق لحيتـي
حيناً ووجـهُ البـدرِ ليـس يعاب
فعلام تأخذنـي العلـوج بلحيتـي
أتخيفُـها الأضـراسُ والأنيـــاب
وأنا المهيـب ولـو أكـون مقيـداً
فالليث مـن خلف الشباك يهـاب
هلا ذكرتم كيـف كنـت معظمـاً
والنهـرُ تحـتَ فخـامتي ينسـاب
عشـرونَ طائـرةٍ ترافـقُ موكبي
والطيـر يحشـر حولـها أسـراب
والقـادة العظمـاء حـولي كلهـم
يتزلفـونَ وبعضكـم حجّــاب
عمّـان تشهـدُ والرباطُ فراجعوا
قمـمَ التحـدّي ما لهـنَّ جـواب
وأنـا العراقـي الـذي في سجنـهِ
بعـد الزعيـم مذلـة وعـذاب
ثـوبي الـذي طرزتـهُ لوداعكـم
نسجـت علـى منوالـهِ الأثـواب
إنـي شربـتُ الكأس سمـاً ناقعـاً
لتـدارَ عنـدَ شفاهكـمُ أكـواب
أنتـم أسـارى عاجلاً أو آجـلا
مثلي وقـدْ تتشابه الأسبـاب
والفاتحـونَ الحمرَ بيـن جيوشُكم
لقصوركم يوم الدخـول كلاب
توبـوا إلى الله قبل رحيلكم
استغفروه فإنـهُ تـوّاب عفـواً إذا غدت العروبـةَ نعجةً
وحمـاةُ أهليها الكرام ذئـاب
قال أحد الأميركيين الذين حضروا عملية إعدام الرئيس صدام رحمه الله
لا أزال في حيرة من التفكير عن ما حصل وكثيراً ما أسأل ماذا يقول الإسلام عن الموت؟
إن صدام رجل يستحق الاحترام فقد فُتح باب زنزانته الساعة الثانية صباحاً بتوقيت غرينتش.
ووقف قائد المجموعة التي ستشرف على إعدامه وطلب من الحارسين الأميركيين الانصراف ثم أخبر صدام أنه سيعدم خلال ساعة.
لم يرتبك وتناول وجبة من الأرز مع لحم دجاج مسلوق كان قد طلبها وشرب عدة أكواب من الماء الساخن مع العسل وهو الشراب الذي اعتاد عليه منذ طفولته
وبعد تناوله وجبة الطعام دعي لاستخدام الحمام فرفض
وفي الساعة الثانية والنصف توضأ وغسل يديه ووجهه وقدميه وجلس على طرف سريره المعدني يقرأ القرآن الذي أهدته له زوجته، وخلال ذلك الوقت كان فريق الإعدام يجرّب حبال الإعدام وأرضية المنصة.
وفي الساعة الثانية و45 دقيقة وصل اثنان من المشرحة مع تابوت خشبي منبسط وضع إلى جانب منصة الإعدام .
وفي الساعة الثانية و50 دقيقة أُدخل صدام إلى قاعة الإعدام ووقف الشهود قبالة جدار غرفة الإعدام وكانوا قضاة ورجال دين وممثلين عن الحكومة وطبيباً
وفي الساعة الثالثة ودقيقة بدأت عملية تنفيذ الحكم والتي شاهدها العالم عبر كاميرا فيديو من زاوية الغرفة بعد ذلك قرأ مسؤول رسمي حكم الإعدام عليه
صدام كان ينظر إلى المنصة التي يقف عليها غير آبهاً ورفض تغطية وجهه، بينما كان جلادوه خائفين والبعض منهم كان يرتعد خوفاً والبعض الآخر كان خائفاً حتى من إظهار وجهه فقد تقنعوا بأقنعة شبيهة بأقنعة المافياً وعصابات الألوية الحمراء فقد كانوا خائفين بل ومذعورين
كدت أن أخرج جرياً من غرفة الإعدام حينما شاهدته يبتسم بعد أن قال شعار المسلمين ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
قلت لنفسي يبدو أن المكان ملغم بالمتفجرات وهو يعرف، فربما نكون وقعنا في كمين وقد كان هذا استنتاج طبيعي فليس من المعقول أن يضحك إنسان قبل إعدامه بثواني قليلة
ولولا أن العراقيين سجلوا المشهد لقال جميع زملائي في القوات الأميركية بأنني أكذب فهذا يبدو من المستحيلات
ولكن.. ما سر أن يبتسم الرجل وهو على منصة الموت ؟
لقد نطق شعار المسلمين ثم ابتسم
أؤكد لكم أنه ابتسم وكأنه كان ينظر إلى شيء قد ظهر فجأة أمام عينيه ثم كرر شعار المسلمين بقوة وصلابة وكأنما قوة خارقة أنطقته
نعم..
في الليلة الظلماء يُفتقد البدر
- الحاكم العربي الوحيد الذي قصف تل أبيب براجمة الصواريخ
- كان يرتعب منه الصهاينة
- استخدم شعارات العروبة والإسلام والشعر في الحروب
- قال لقاضي المحكمة تتذكر لما عفيت عنك لما حكم عليك بالإعدام ! فارتبك القاضي و قدم استقالته ليأتي بعدة القاضي رؤوف
- قال لقاضي المحكمة يا علوج إحنا الموت تعلمناه في المدارس
نخاف منه بعد هالشيبات !!
- طلب مراراً من سورية و لبنان أن يسمحوا له بالدخول إلى الحدود ووعدهم بتحرير ما احتل من لبنان وسورية وتحرير فلسطين في أسبوع
- قبل إعدامه سأله الضابط الأميركي عن آخر مطالبه فقال له :
((أريد المعطف الذي كنت أرتديه))
قال له طلبك مجاب ولكـن أخبرني لماذا ؟
قال له: ((الطقس في العراق عند الفجر يكون بارداً ولا أريد أن أرتجف فيعتقد شعبي أن قائدهم يرتجف خوفاً من الموت))
كانت الشهادة آخر كلامه في الدنيا
قال مقولته الشهيرة للحكام العرب :
((أنا ستعدمني أميركا أما أنتم ستعدمكم شعوبكم ))
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|