[رشيد الميموني]

حين أعثر على صديق فإني لا أدعي أنني بحثت عنه واخترته .. لأن هذا يأتي تلقائيا .. ربما يكون اختياري له عفويا طبقا للمواصفات التي تميل إليها نفسي .. فلا أشعر إلا و هذا الشخص الصديق يحوز على ثقتي و تهفو نفسي إلى مكاشفته ببعض أو كل أسراري .. وبذلك يصير الحب و الثقة والمكاشفة متبادلة ..
وحين تأتي ساعة الفراق التي تختلف حسب الظروف ، فإن الشعور بالإحباط والألم يكون نابعا عن انفراط عقد الألفة التي ملأت حنايا القلب .. لكن النسيان سرعان ما يغلف هذا الألم مع الاحتفاظ بذكريات جميلة ..
أما إذا كان هذا الفراق نتيجة لسوء تفاهم أو جفاء لم يجد طريقه للزوال فإني أعتقد أنه يجب مراجعة النفس و التساؤل حول ماهية هذه الصداقة برمتها .. ويمكن أن نتجرأ بوضع السؤال :"هل كانت تلك صداقة بالفعل ؟" أم أن ظروفا ما جعلتنا نتوهم أنها كانت كذلك بالفعل ؟ ..
يمكنني إذن أن أجيب أختي ميساء أن قرارك " لا أريد أصدقاء" يمكن أن يكون فقط تحت تأثير عاطفة اجتاحتك .. أما الحقيقة فهي أنك سوف تنشئين "صداقات" أخرى ، دون أن تسميها كذلك .. سوف تحبين أشخاصا و تألفين عشرتهم و تبوحين إليهم بمكنونات قلبك لتتساءلي عندئذ :"هل هؤلاء أصدقائي؟"
دمت بكل الود ، أختا و..."صديقة" للجميع .