[د. نوال بكيز]

أتذكرين صديقتي طيبة الطيبة و البيت الحرام.
أتذكرين عزيزتي الطواف يحيى القلوب دفئا و وئام.
أتذكرين الروضة تزهر ببديع السلام.
أتذكرين السجود بين الركن و المقام.
أتذكرين الدعاء يتصاعد بين الدموع نحو السماء.
أتذكرين صوت الاذان من المنابر يملأ النفوس طمأنينة و سلام.
أتذكرين رائحة الحرم حين يتنفس الفجر.. فيملأ الجوارح وجدا و هيام.
أتذكرين وقع الخطى على المكان الذي باركته الأرض و السماء.
أنا لا زلت هناك عزيزتي حيث الذكريات تنسج عبيرها.. حيث الهواء غير الهواء و الناس غير الناس.
هناك على عتبة البيت العتيق تركت قلبي حيث دفء الروح و سكينة الأيام.
فبكة ليست مجرد مكان..
غبت عنه بجسدي لكن روحي ضلت تطرق بابه كل ليلة تبكي أطلال الطواف.
كم أشتاق عزيزتي إلى طواف يطهرني من هموم الدنيا و إلى وطن لا يغادره سلام.
اللهم خذني إلى هناك ففي مكة و المدينة تشفى الأرواح و يطيب المقام.
اللهم يارب البيت الحرام اجعل قلبي معلقا بحبهما وارزقني و احبتي زيارة إليهما لا يعقبها غياب و لا ينقطع بعدها دعاء.
اللهم اجعل لنا فيهما سجدة لا تنسى و دعاء لا يرد و اجعلنا قريبا من راكبي الرحيل المفعم بعبق الوجد الذي لا يفتر ذكرا و لا يزال.