الموضوع: علم التغذية (10)
عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 01 / 2008, 43 : 09 AM   رقم المشاركة : [10]
وفاء النجار
ضيف
 


Post علم التغذية(4)

[frame="15 98"]




الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي





الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى









كما جاء ذكر الحب بمعاني أخرى ومنها الحرث. فقد جاء هذا اللفظ في عدة آيات من القرآن الكريم، ونلاحظ أن الحب أو الزرع يعني الحبوب النشوية وليس القطاني، وقد اختار الله سبحانه وتعالى الحب كرمز للتغذية، وهذه الرمزية في القرآن إن كانت تعني شيئا، فهي تعني أن أصل التغذية بالنسبة للبشر هو الحب أو الزرع، ويعني الحبوب الثلاث القمح والشعير والذرة، وربما تضاف إليه بعض الأنواع التي تصنف مع الحبوب النشوية، لكنها غير معممة، أو قد توجد في مناطق محدودة، وقد ساد في العصور الأولى من تاريخ البشر، أن العملة كانت كذلك بالحبوب، ولم يكن النقد معروفا إلا في وقت متأخر من تاريخ البشرية. وإلى عهد حديث جدا كان التجار يستعملون الحبوب للتبادل التجاري، وهو ما يبين أهمية هذه الحبوب بالنسبة لتغذية الإنسان.

وحسب كتب التفسير فإن الحب جاء كذلك بتسمية أخرى في سورة البقرة، وهي الآية الوحيدة التي جاءت بشأن الخضر، وكل الآيات التي جاء فيها ذكر الحب أو الزرع تتحدث عن الفواكه، ولم يقرن الله سبحانه وتعالى الحب مع الخضر، وإنما جاء مقرونا مع الفواكه فقط، إلا في آية واحدة مع الخضر، وجاء هذا الوصف للتحقير وليس للتذكير، وهو قوله عز وجل في سورة البقرة: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبث الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )البقرة(61. وتشتمل هذه الآية على خمس مكونات غذائية، وهي البقول والخضر الباردة أو الطازجة، ممثلة بالقثاء والحبوب ممثلة بالفوم، والقطاني ممثلة بالعدس، والخضر الحارة ممثلة بالبصل. ونلاحظ أن الآية جاءت بالتنوع واختيار الأقصى أو الأحسن من كل مجموعة، فالبقول هي أحسن الأوراق الخضراء وهي غنية بالكلوروفايل والفايتمنات والألياف الخشبية وبعض الأنزيمات، والقتاء هو أحسن الهاضمات بالنسبة للسلطات، والأطباق الفاتحة للشهية، ويحتوي على أحماض عضوية تساعد على الهضم، وهو خضرة باردة ومنعشة يمكن تناولها على شكل عصير كذلك، والقتاء يضبط ارتفاع الضغط، ويساعد على علاج السرطان، والفوم فيه اختلاف إذ قيل أنه الثوم، وقيل أنه الحنطة كما سنبين ذلك، إن كان الثوم فهو يوافق السياق العلمي للآية، لأنه مشاكل للبصل الذي جاء بعده، وإن كانت الحنطة فالمعنى يحمل على المقارنة فقط مع المن والسلوى، أما العدس فيمثل القطاني، وأهميته من الناحية البروتينية والمعدنية لا يستهان بها، والبصل كذلك يعتبر واقيا ومطهرا للجسم ومنافعه طبية وليست غذائية.

وربما نتكلم عن هذه الخضر بالتدقيق في الفقرة المخصصة للخضر، والعدس كذلك في فقرة القطاني. أما القول بأن الفوم هو الحنطة ففيه اختلاف، فمن الجمهور من قرأه بالثوم بالثاء المثلثة، لأن الثاء تبدل من الفاء، كما في كلمات كثيرة، والرواية لجويبر عن الضحاك وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنهما، وروي كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، والقول بأن الفوم هو الثوم للكسائي والنضر ابن شميل، وقيل الفوم هو الحنطة روي عن ابن عباس أيضا وأكثر المفسرين، واختاره النحاس، وهو القول الراجح وإن كان الكسائي والفراء قد اختارا القول الأول، للقاعدة العامة وهي إبدال العرب الفاء من الثاء، ونأخذ بالقولين لنبين أن السياق العلمي يذهب إلى الثوم بدل الحنطة، ومجيئ الحنطة في هذه الآية مع الخضر للتحقير غريب، والقول بأن الفوم هو الثوم أقرب للحقيقة العلمية، لأن ذكر الحب جاء في الآيات التي تخص الأساس في التغذية، وليس استثناءا للتحقير، ولا ندري كيف فسر السلف الصالح الفوم بالحنطة، لكن لا يمكن أن نخرج على اتفاق علماء التفسير، ونأخذ بما جاء في كتب التفسير، رغم أنه لا يوافق السياق العلمي للآية، وهذا السياق هو مجيئ كل الآيات التي ذكر فيها الحب باللفظ، أو بما يعطي الحب، وهو الزرع بالنسبة للنبات. وجاء ذكر الحب والزرع في أكبر عدد من الآيات بالمقارنة مع المواد الغذائية الأخرى، وأكثر المواد الغذائية ذكرا في القرآن هي الفواكه، وأكثر الفواكه ذكرا هو العنب. وجاء التين في آية واحدة فقط.

وتبين هذه الآيات أن الحبوب هي الأصل في التغذية البشرية، لكن هذه الآية تضع من قيمة الخضر بالمقارنة مع المن والسلوى، ويذكر هذا اللفظ الغريب ليصف الحبوب، أو نوع من الحبوب وهي الحنطة كما جاء في كتب التفسير، رغم أن الحبوب لم تكن تقتصر على الحنطة في ذلك الوقت، وإنما مئات الأنواع من القمح ومثلها من الشعير والذرة. وإذا قبلنا هذا التفسير فإننا سننقص من قيمة الحبوب الغذائية، لكن نسبيا فقط لأن التحقير جاء للمقارنة وهو ما عبر عنه عز وجل ب - أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير-. ولعل ما يجعل تفسير الفوم بالحنطة هو هذه المقارنة مع أشياء كانت جد راقية في التغذية وهي المن والسلوى، حتى أن تصورها يصعب علينا. ولا يمكن تفسيرها في أي حال من الأحوال، لأن هناك حقيقة علمية قوية في الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: طعام واحد، بمعنى أن هذا الطعام كان يكفي الجسم فيما يخص التركيب والمكونات، ويقيه من الأمراض من الناحية الصحية.



الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )
يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]
  رد مع اقتباس