[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]
الأخت العزيزة الأستاذة نصيرة..
المطالب معروفة بالفعل وعلى لسان كل عربي شريف من المحيط إلى الخليج، وتحقيقها ليس صعب المنال كما يتراءى لك بل هو أسهل وأيسر مما تظنين.
أترين هذه المظاهرات العارمة والغضب الشعبي المتأجج؟؟
هذا هو المفتاح بشرط ألا يكون ككل مرة جذوة تشتعل مع الحدث ثم سرعان ما تصبح نارها رماداً وينفرط عقدها ويتفرقون كلٌ إلى شأنه!!
لأن هذا للأسف ما أصبح معروفاً عن الشعب العربي والشعوب الإسلامية أنها شعوب تمتلك ذاكرة قصيرة وتفتقد إلى الصمود على مواقفها إلى أن تتحقق والمحافظة على الانتفاضة الثابتة المستمرة إلى أن تصل إلى ما ترمي إليه، وهذا ما يراهن عليه النظام العربي، أيام وكل شيء يعود إلى طبيعته والشعب يعود إلى ثباته!!
ولهذا هم لا يكترثون بشعوبهم لأنهم يراهنون على قصر النفس وسرعة تحول نار الشعب إلى رماد وعدم الاستمرار والتصعيد ولكن..
ولكن لو استمر الشارع العربي على ذات الوتيرة وثبت في انتفاضته وإصراره لرأينا الحكام أنفسهم ترتعد فرائصهم ويعيدون كل حساباتهم ويستميتون رعباً لإرضاء شعوبهم وتحقيق مطالبه العادلة!!
بل ولرأينا حتى الحكومات الغربية وإسرائيل من وراءهم يتراجعون عن تعنتتهم وكشف وجوههم القبيحة ويسترونها بألف قناع وهم وينظرون بعين الاهتمام والوجل لما يحصل في هذا الشارع العربي وسيفهمون حينها أن هذا الشارع يمكن له أن يشكل خطر حقيقي يقلب كل المقاييس رأساً على عقب.
العالم قد يشفق على المظلوم لكنه لا يعمل حساباً إلا للقوي والثابت على مواقفه.
الانتفاضة الشعبية العارمة والستمرة أقوى من كل أسلحة العالم وقنابله الذرية، سلاح إن ثبت لا يقوى أحد على الوقوف بوجهه أو الاستخفاف به
ليس مطلوباً لتحقيق هذه المطالب وأكثر منها إلا صمود الشارع على ماهو عليه اليوم...
وعندها فقط سيتغير كل هذا الواقع المزري وسيبزغ فعلا فجر جديد..
[/align]