[رشيد الميموني]

كل عام و أنتم بخير أحبتي
أعتذر إن كنت أقللت من الكلام هنا أو التعليق على ما ورد في مداخلات أحبتي وما أبدوه من مشاعرهم الجياشة .. ربما لأني أجد نفسي لأول مرة أبحث عن الكلمات فيتسعصي علي تقصيها أو ترويضها .. ربما لأني أحسست بحاجة إلى الانعزال قليلا أتأمل في صمت وأجتر حزني في صمت .. لكني لم اجد لهذا الانعزال فائدة وقررت المجيء إلى مجلسنا الأسري الدافئ هنا لأبث أحاسيسي وأبوح كما تبوحون .
ما يحدث لا تستطيع الكلمات إيفاءه حقه .. لكني أعترف أنني من خلال هذه الظلمة الداكنة أستشف وميضا يبشر بالخير .. كل شيء يوحي بأن الفجر سيبزغ عما قريب .. وأن الليل حين تشتد حلكته يكون قريبا من نهايته .العدو حائر وهو في حيرته يهرب إلى الأمام فيستمر في القتل و هدم ما سبق وهدمه .. و صدقوني أنه هو الذي بدأ في السر يطلب حلفاءه للتسريع بالتهدئة مع الإعلان على الملإ أنه يرفضها ..
المظاهرات عندنا تشتد وتيرتها ، وموعدنا غدا هنا مع المسيرة الحاشدة ..
أريد أن أقول شيئا يبلغ آذان العدو وحلفائه .. "لقد عولتم على التطبيع منذ البداية .. لكن الشعوب العربية و الإسلامية لن تعترف بكيان يفتقد إلى الشرعية .. العدو المغتصب عام 1948 ، هو نفسه عام 1956 ، و1967 .. لا فرق بين الحمائم و الصقور .. الكل مجرم و يجب محاكمته على غرار ميلوزفيتش الصربي وغيره من مجرمي الحرب .. أنا أعرف أن فلسطين هي من الجليل إلى النقب و من الضفة إلى غزة .. وأنا عاهدت نفسي منذ أمد بعيد على ألا أستعمل إسما تتداوله وسائل الإعلام والألسن ، و الذي يضفي صبغة شرعية على الدولة المغتصبة .. الأجيال القادمة ستشرب من معين هذه المبادئ ولن تعترف بلقيط أو ورم سرطاني زرع عنوة في جسم الأمة."
وأتوجه أخيرا إلى أختي عليا و عبرها إلى أهلي بغزة و في كل فلسطين فأتلو قوله تعالى :"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء . والله لا يحب الظلمين . وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكفرين ."
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .