[طلعت سقيرق]

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:3px ridge crimson;"][cell="filter:;"][align=justify]
تمضي الصباحات والليالي مترنحة من شوق وحرقة .. القلق مركب لا ينام ..هل كان هذا العام كما نتمنى ..اليوم الثلاثاء 30/12/2008 أخرج من مكتب المجلة تاركا الأصدقاء ومتجها إلى عرض الطريق أو طوله لا فرق .. يوم دوام بعد عدة أيام كانت فيها عطلتنا طويلة إلى حد ما .. في 27/ 12/2008 اندلقت واندلعت النار الإسرائيلية المجنونة تحرق غزة بمن فيها ..وصل عدد الشهداء إلى 390 شهيدا وعدد الجرحى 1800 جريح ..وما تزال الآلة الهمجية تأكل الأخضر واليابس في غزة .. نصرّ رغم ذلك على أن ملحمة الدم لا بد أن تنتصر على الجلاد .. هكذا كانت معادلة التاريخ دائما ..
عالم لا يختلف في شيء عن جثة متفسخة مرمية على قارعة الطريق .. عالم من الصمت الغريب العجيب .. عالم وعام يودع فيه بوش بجرائم يمهرها بخاتمه دون أن يدري أنها سواد سيبقى يلاحقه طوال عمره ..غزة تحترق وبوش يطلب من المقاومة الفلسطينية أن توقف عدوانها .. مضحك هذا العالم الأصم الأبكم الأعمى !!..
يوم 2/12/2008 حضرنا تكريم يوسف جاد الحق في مكتبة الأسد برعاية رياض نعسان آغا وزير الثقافة ..تحدث في حفل التكريم كل من : حسين جمعة ، خليل الموسى ، نذير العظمة،باسم عبدو ، يوسف اليوسف ، جمانه طه ، نضال الصالح ، خالد أبو خالد ، عزت السيد أحمد ، حسن حميد ،علي القيم .. وبعدها حضرنا حفل عشاء دعي إليه إضافة إلى عدد من كتاب الاتحاد ، الوفد الصيني الزائر للاتحاد ..
في العام 2008 رحل كثيرون منهم : يوسف شاهين ، سهيل إدريس ، محمود درويش ، راجي عشقوني ، مي المر ، فوزي عطوي ، منير اسماعيل ، عبود خير الله عبود ، أحمد حاطوم ، بيار روفايل ، وجيه رضوان ، جان شرف ، يوسف رضا ، فؤاد التكرلي ، رجاء النقاش ، يونان لبيب رزق ، وليد مدفعي ، جبران كورية ، خالد محي الدين البرادعي ، عبد الوهاب المسيري ، كمال محمد اسماعيل ، سامي خشبة ، مصفى الفارسي ، نزيهة سليم ، مصطفى محمد سند ، محمد زعيتر..
حتى الآن لا أدري لماذا كلما ذكرت صديقي القاص رشيد الميموني وهو المشرف الفاعل والنشيط في موقع نور الأدب الالكتروني ، أتذكر الروائي الجزائري رشيد الميموني هذا المتسكع المدمن في شوارع باريس ، كما يقول غسان الرفاعي ، وهو – أي الجزائري رشيد - صاحب روايتي " محنة تعاش " و" اللعنة " فما هو سر اللقاء في الاسمين حرفيا ؟؟.. وإن كان البعض يكتب اسم الكاتب الجزائري رشيد ميموني مسقطا الألف واللام لكن على صديقنا رشيد الميموني أن يجد حلا ..وهذا ما يذكرني بروائيين يحملان الاسم نفسه الياس خوري ، أحدهما لبناني والآخر فلسطيني ، وهذا ما دفع صديقنا الروائي والقاص الفلسطيني إلى اختيار الاسم الثلاثي : الياس أنيس خوري للتخلص من هذا المأزق ..وهو ما كان دفع الصحفي المعروف حسن يوسف إلى كتابة اسمه بوضع الميم في الوسط / حسن م يوسف / كي لا يضيع القارئ بينه وبين الممثل المعروف حسن يوسف .. وإذا أردنا أن نمضي بذلك فالقائمة طويلة ..
يقول حسن الحاجبي :" ..إن هي إلا زفرة صعدت من الفؤاد ,حاولت أن اكتمهافأبت,فلم يعد لي بد من أن أسال حضرتك, و من خلالك , كل أعضاء نادي نور الأدبالمحترمين :ما معنى أن تكتب؟أو ليست الكتابة لعبا طفوليا لذيذا يا سيدي؟ فهل يلعبالأطفال وحدهم؟...ما فائدة أن تكتب إذا لم يقرا الناس كتاباتك,؟ ما معنى أن تنتسبإلى عالم الكتابة و تغمس ريشتك في مداد نفسك الموجوعة, لتنقل للناس أحاسيسك ,فلايلتفت احد إلى ما تكتب ؟ أليست الكتابة كسباق الماراتون , تحتاج إلى أرانب ؟ ما ألذأن يستفزك المرء لتكتب , و ما أروع أن يشاركك الآخرون فيما تكتب , و ما أقسى أنتقرا لوحدك في كل يوم ما كتبته بالأمس ولم يقرأه أحد ، أليس كذلك ياسيدي؟؟؟"...
كنت مرة قلت لهدى الخطيب : أكتب لأنني أشعر بحاجتي إلى الكتابة ، ولأن العالم أيضا بحاجة إلى الكتابة ، فلا أتصور أن يكون العالم دون كلمات تكتب .. تصوري عالما لا شعر فيه .. لكن لا أريد أن أواصل القول في ذلك الآن فالدم أغرق أصابعي ..
قالت هنية البحري :
- كأنك في كل ذلك تهرب من شيء ما ..لماذا تورد كل ذلك ..
- أحب لعبة تفكيك القطع وتركيبها ..

- لا .. أنت تهرب من الضاغط النفسي ولا تريد أن تختم عام 2008 بكل هذا الحزن الذي يخيم على العالم ..
- ربما معك حق ..وربما لا ..
- معي حق مائة بالمائة ، فلهجتك توحي بكل هذا ..
- مرة لاحقت غيمة في السماء وطلبت منها ألا تفلت من يدها المطر حتى لا تسبب بللا في القلوب أو الخطوات ..
- لم أفهم شيئا .. !!..
- هذا أفضل يا هنية .. أفضل بكثير ..
- لماذا لا تقول ما تريد قوله دون مواربة ..
- اليوم اتصلت مادلين إسبر وأخبرتني أن علينا أن نجلس معا كي نفكر بكتابة الجديد ..
- ماذا تريد أن تقول بالتحديد ؟؟...
- وكأن العالم هذا دفتر مفتوح على البياض ..ببساطة تريدين أن تعرفي كل شيء .. صعب ..
- أريد أن أعرف ماذا تريد ولماذا تتحدث بهذه اللهجة الغريبة ؟؟..
- لن تعرفي شيئا .. سأحكي لك حكايتي :
ذات يوم أحببت أن أعرف كم الساعة ..سألت الشخص الأول فقال لي الرابعة والنصف .. سألت الثاني قال لي الرابعة والربع .. سألت الثالث قال لي الرابعة والثلث .. ضعت وتهت .. مع أنني سألت الثلاثة في الوقت نفسه ، فأيهم يقول الحقيقة .. ؟؟..
نظرت إلى ساعتي كانت تشير إلى الخامسة .. أقول لك الحقيقة منذ ذلك اليوم لم أعرف التوقيت الصحيح .. أسير في الشوارع ولا أبحث عن عناوين ما .. أسير في الطرقات فأتلهى بمراقبة الوجوه ، لأن الشوارع أيضا تتغير وتتبدل .. كل شيء خاضع للتغير والتبدل .. لماذا ؟؟..فعلا لا أدري ..فهل من البساطة أن تعرفي بماذا أفكر ..
امرأة وأطفالها يقتلون لماذا ؟؟..
الدم يصير بحجم العالم لماذا ؟؟..
الصمت خنجر جارح ..لماذا ؟؟...
سكوتنا هل مدفوع الثمن ..ولماذا ؟؟..
في أي عالم نعيش ..ولماذا ؟؟...
الجثث التي انفردت على الشوارع هل نحفظ أسماءها ..ولماذا ؟؟..
الدبابة التي تدمر والطائرة التي تقصف من يحاسبها ..ولماذا ؟؟..
الجامع المتكئ على جدار باهت لماذا يدمر ماذا فعل ؟؟..
من يحكم هذا العالم ..ولماذا ؟؟..
هل نستطيع أن نوقف شلال الدم ولماذا ؟؟..
إذا دخلت رأسي ووجدته مبلبلا إلى آخر حد فهل تجدين الدواء ولماذا ؟؟..
من يعطي إسرائيل الحق بأن تقتل على هذا الشكل ولماذا ..؟؟..
هل نعيش بعالم حقيقي ..؟؟لا أظن ..
هذا العالم الغريب عالم وهمي مسكون بالأوهام .. دائرة الرعب تكبر .. ولا شيء يبقى كما هو ..
[/align][/cell][/table1][/align]