عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 01 / 2009, 30 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

فلسطين أرض البرتقال والزيتون التي أتاها البائسون و الجياع وشهيتهم مفتوحة للدم

كتبت غولدا مائير وهي تروي قصة حياتها بكل التفاصيل التي شاءت أن تحكيها عن إستعدادها وأقربائها للهجرة إلى فلسطين ،و يجدر بالذكر هنا أن غولدا مائير لم تستعمل كلمة تشير إلى فلسطين أو تتجنب تسميتها مستعيضة عنها بلفظ إسرائيل أو أرض الميعاد أو ماشابه ذلك إ نها تسمي فلسطين باسمها الذي يكاد يغيب في الكثير من الخطابات المعاصرة و يتوه بين غزة و الضفة والقطاع ومايسمى إسرائيل,
رغم كل ماسمعناه عن فلسطين و ماقرأناه عنها إلا أن فكرتنا عن الحياة هناك كانت بدائية ،توقعنا أن نسكن خياما ، بعت كل أثاثنا ، الستائر، المكواة وحتى فرو معطفي الشتوي ؛ شيء لا واقعي تماما ظننا أنه لا حاجة لملابس الشتاء في فلسطين ؛ الشيء الوحيد الذي أردنا أن نأخذه معنا الغراموفون و أقراصه ،كان يشغل باليد لذا ظننا أنه سيصلح للإستعمال حتى في خيمة وأننا بحاجة إلى الموسيقى في أرض موحشة ولنفس السبب أخذنا الأغطية و الأفرشة لنكون مستعدين للنوم على الأرض.
بهذه الأفكار المستهينة بواقع الحياة الفلسطينية جاءت غولدا مائير البائسة التي عانت من الفقر في بيت والدها ومن رغبتهما في أن تترك مقعد الدراسة للعمل وبعد ذلك الزواج.
ولم تكن الوحيدة على هذاالنحو فغيرها من اليهود كثيرون أتوا بؤساء ، من أسافل المجتمعات التي كانوا ينتمون إليها ليبهروا بما وجدوه من خيرات أو يصلوا إلى هرم السلطة مثلها ليكون أندادا للزعماء العرب المجاورين لهم.
لم يكن أهل فلسطين بدوا رحلا يسكنون الخيام ولا جياعا لا يجدون مايقتاتون به ،كانوا أبناء الأرض المعطاء التي وصف البلجيكي يوس فان خيستل Joos van Ghisteleبعض أمكانها،حين وصلها حاجا كما كان العديد من المسيحيين يحجون إليها مسالمين ويعاملون بتسامح و كرم، فقال عن عكا :'بالقرب من هذه المدينة الفضية تمتد مساحات كبيرة جميلة مليئة بأشجار الفاكهة ..في الإنجيل تسمى هذه الأرض أرض الحليب و العسل' وعن القدس:'للحديث عن حجم القدس ولإعطاء فكرة عن مساحتها إنها حتما تضاهي مساحة كورترايك البلجيكية...بجوارها أشجار زيتون رائعة وأشجار لوز والكثير الكثير من الخيرات ...وعن المنطقة بين رام الله ونابلس:'على يمين الطريق كانت تبدو الأراضي الكثيرة الثمار والخيرات:حبوب وأشجار تفاح ورمان وتين وليمون وغيرها..
والشيء الذي يلفت الإنتباه في ماسرده هذا الرحالة عن فلسطين إلى جانب انبهاره بالأرض الغناء أنه لم يذكر لا حائط المبكى ولا حجاجا يهود بينما تحدث عن الأماكن المقدسة والمسلمين والمسيحيين وحجاجهم وحتى المماليك.
فلسطين كانت آمنة يزرعها أبنائها ولايصدون من يأتيها متشوقا لربوعها المباركة، إلى أن عصف بها الإحتلال ثم غرزت فيها مخالب الصهيونية لتدمر وتهجر وتحاول إقتلاع السكان الأصليين لإنبات بؤساء العالم المليئين بعقد النقص و الحرمان والمتأهبين للقتل وإراقة الدماء والترهيب.
يحكي جاك ريينييJacques reynier وكان مبعوثا من الصليب الأحمر في المنطقة وصل إلى ديرياسين فيقول:'في سبت 10أبريل ـ نيسان وصلتني مكالمة من العرب. طلب عاجل بالتوجه إلى دير ياسين أين تم تقتيل كل السكان.
سمعت أن تلك المنطقة القريبة من القدس إستولى عليها الإرجون .
نصحني الضباط اليهود بأن لا أدخل نفسي في أمور دير ياسين؛إذا ذهبت إلى هناك سيعني ذلك إنتهاء مهمتي ، بدا لي أن قائد فرع الإرجون منزعج لإستقبالي .في النهاية بدا يتعمق ويصغي لكن بلمعان في عيونه شرير وبارد.
شرحت له أن مهمتي ليس مهمة المحاكم أو الحكم و أنني أريد أن أنقذ الجرحى وأنقل الموتى.
وأن اليهود موقعون على إتفاقية جنيف لذا فمهمتي تتخذ شكل رسميا ؛هذه الجملة الأخيرة أغضبته جدا.
وصلت بقافلتي إلى القرية.
الفرقة العسكرية كانت تلبس ملابس عسكرية وخوذات ، كلهم شبان وحتى فتيات مسلحون جميعا بالمسدسات و الرشاشات و القنابل و حتى السكاكين يمسكونها في أيديهم ومعظمها لاتزال دامية.
فتاة جميلة لكن بعيون مجرمة أرتني سكينها الذي يقطر دما؛ كانت تحمله معها ككأس فوزتفتخر به.
كانت تلك حتما الفرقة العسكرية التي أنجزت العملية بأكملها..
البيت الأول كان مظلما ، كل شيء كان فوضويا، مقلوبا لكن لم يكن هناك أحد.
في البيت الثاني وجدت بين الأثاث المكسور والمبعثر و الخراب بعض الجثث الباردة. هنا أنجزوا مهمتهم أولا بالرشاشات، ثم القنابل اليدوية وبعد ذلك بالسكاكين؛ كان ذلك واضحا؛وفي البيت الآخر نفس الشيء.
كان هناك 400شخص في هذه القرية؛ حوالي 50هربوا و3بقوا أحياء والباقي ذبحوا بوحشية و عن قصد.لأنه كان واضحا أن تلك الفرقة المجندة مطيعة تنفذ الأوامرالتي أعطيت لها.
الجريمة لم يتكتم عليها بل بالعكس إستعملها الصهاينة في الأخبار كأداة في حربهم النفسية.
بعد هذه المذبحة ترك الفلسطينيون طبريا يوم 19أبريل وحيفا 21أبريل و يافا 4ماي .
مناحيم بيغين زعيم الإرجون وبعد ذلك الوزير الأول لإسرائيل تجرأ أيضا وكتب مفتخرا في مذكراته :لو لم تكن هناك دير ياسين، لما كانت هناك إسرائيل''
فأي مواطنين هؤلاء وأي وزير هو وزيرهم وومثل شعبهم وكيانهم .
برتقال يافا وفواكه الكرمل وجدوها جاهزة ولم يحملوا معهم إلا شريعة العنصرية و القتل والذبح والإقتلاع ليتلذذوا بها و ينتشوا.
يروي الصهيوني يوزيف ويتز والذي كان يؤمن بالتطهير العرقي كسبيل لإستيطان اليهود وكان موظفا مختصا في إستصلاح الأراضي فيورد في مذكراته:
'تل أبيب 4يونيوـ تموز1948
وضعت لائحة للقرى المهجورة فكان هناك 155قرية داخل مخطط التقسيم و 39في باقي البلاد.
كل المواطنين هربوا ..من كان يتوقع أن معجزة كهذه ستحدث ؟ لكن هذه المعجزات لاتحقق لنا واقعا مستديما هذا علينا أن نخلقه نحن ؛ إيزرا و إلياهو وأنا قررنا أن نعيق ونمنع العرب بكل مانملك من العودة...'
حيفا 18ديسمبر 1948
تحدثت مع بن غوريون عن اللاجئين العرب قبل أن أغادر طبريا.
قال لي بن غوريون أننا لن ندفع في أي حالة ثمن الأراضي التي تركها العرب. سألته إن كانت المؤسسة اليهودية الوطنية ستأخذ جزء ا من القرى ويترك الباقي للعرب في حالة ما إذا عادوا فأجاب أنه علينا أن نأخذ كل القرى و أنه يجب منع العرب بكل الأشكال من العودة .
يوم الثلاثاء توجهنا من القدس إلى تل أبيب وفي اليوم الموالي كنا في حيفا.
من هناك زرنا الجليل وطبريا ؛ تجربة رائـعـة!
مناظر شاسعة و أفكار نقية!
قرية الزيب دمرت بأكملها، سويت بالأرض .
كنت أتساءل إن كان مافعلناه جيدا بتدمير كل تلك البيوت العربية الجميـلة .
هل لم يكن إنتصارنا أجمل بترك تلك البيوت ليسكنها اليهود الذين سيرحلون إلى هنا.
حتى قرية البسة كانت خالية تماما من السكان. لقد فجرنا ودمرنا كل شيء.
شعور عميـق تخللني ، أحسست بفوزنـا ، بسيطرتنـا، بالإنتقام .
وبعد جزر ذلك الإحساس مضيت أدخل تلك البيوت الخالية التي كانت تنتظر إخوتنا، المهاجرين ، لإستقبالهم.
تجولنا كل اليوم في الجليل بالسيارة وذهلت بغنى الأراضي الزراعية التي تركوها لنا .
قلبي كان ينبض بقوة في صدري : هل سنجد عددا كافيا من الناس ليعملوا بهذه المزارع؟
هل سنجد عشرات آلاف اليهود ليقيموا هنا و يجعلوا الجليل يزهر؟
التهجير والذبح و القتل و التدمير هذا ماجاءت به الصهيونية إلى أرض الزيتون و العسل و الحليب و البرتقال ،ليس غريبا اليوم أن نراها تحاصر غزة وتقتل صغارها لتحيل البشر أشلاء ا و الديار ركاما و ليس عجبا أن تكون غولدا مائير قد قالت:'دعوني أخبركم ماعندنا ضد موسى، تبعنا موسى 40عاما في أرجاء الصحراء ليأخذنا للمنطقة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا توجد فيها قطرة بترول واحدة
لو أتيحت للصهيونية الفرصة لمدت الحدود سافكة للدماء حتى تشبع طموحها ،ساخرة من العقائد و الأنبياء لكن العجب العجاب الوحيد هو أن ننسى كل التاريخ الدموي لهذا الكيان وأن نتحدث عن السلام وتاريخه القصير و نتعود على كل السخافات التي تسوقها لنا بروبغاندا لوبي إعلامهم و نقبل التدجين متناسين حقوق أرض عربية شهدت مقدم رسولناصلى الله عليه وسلم على البراق ليصلي بالأنبياء والرسل ويكون لهم إماما.
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس