رد: أوان الانتفاضة الكبرى وتغيير المصير
[align=justify]
الأخ والزميل العزيز الأستاذ رشيد .. تحياتي
قبل أن أقوم بحذف تعليقي الانفعالي أعلاه وكما أصبحت تعرفني أتحكم بانفعالاتي جيداً ونادراً ما اخرج عن طوري ولكن نحن في ظرف اسشتثنائي جداً وضاغط جداً على أعصابنا وضمائرناا..
نادراً ما أهتم بموادي العادية حتى أني أنسى أحياناً حين أرسل رسالة نور الأدب أن أضم موادي إليها ولا شك أنك لاحظت هذا من قبل.
هذا الموضوع اليوم الذي فتحته للحوار والاستفتاء عليه كان يعنيني جداً ومتلهفة على الاستجابة له مع أنه واحد من مواد كثيرة كتبتها ونشرتها في الأيام الأخير وكثير من المواضيع التي أنشرها متناثرة في أرجاء المنتدى في غير أوراقي هنا لا تجد قراءات ومع هذا لا أضمها حين الإعلان عن جديد المواد ولا أراسل بها.
أمام المجازر الجديدة في غزة هاشم أشعر كإنسانة أن ضميري مثقل ويحمل ما ينوء به من أعباء ولعلي سبق وعبرت في أكثر من مكان عن شعور بغليان هذه الكتلة الدماغية القابعة داخل رأسي!
المجزرة وحشية أكثر من أي تصور والمؤامرة فاضحة أكثر من احتمال العقل لها، وما زلنا نحن على حالنا في مواجهة كل نكبة جديدة..
ننفس ونشتم ونخرج في مظاهرات وندعو إلى ندوات ونقدم عرائض ..ثم ندعو الله أن يقوم بكل شيء عنا دون أن نفعل نحن أي شيء على الأقل خجلاً من الله الذي ندعوه..
أفتح نور الأدب.. وأجد معظم ما يكتب يعلو فيه الغضب والحماس ولكنه أيضاً يصب في خانة التنفيس العاطفي.
يزداد لدي تعب الضمير والإحساس بالوزر ..
هل تصدق لو قلت لك أني أشعر هذه الأيام بأني مجرمة وأكثر النظر بالمرآة حتى أتأكد بأني لست ملطخة بالدماء ؟!
منذ بدء المجزرة وأنا أعجز عن النوم وتناول الطعام وفي داخلي بركان هائل يريد أن ينفجر خصوصاً حين أفكر بما سيكون عليه الحال بعد أن تفرغ العصابات الصهيونية من مجزرتها واللغو في دماء أهلنا وأطفالنا الأبرياء في غزة !
سيعود كل هؤلاء الغاضبين إلى بيوتهم وكأن شيئاً لم يكن وتعود حفلات الرقص والمجون وبوس الواوا أسوأ مما كانت وبالتالي تكون قد ذهبت كل هذه الدماء الطاهرة هدراً وكأنها لم تكن دون أن يستفيد هذا الشعب العربي المستباح من الدرس ويؤسس لصحوة وكرامة ووجود!!
كل ما أتمناه أن تبلغ شعوبنا العربية سن الرشد ولا تهدر بأيديها هذه الدماء التي سالت وأن تتحول هذه الدماء إلى مصباح حقيقي يؤسس لفجر جديد ويبني مجتمع مدني يقف ويبدأ بتأدية دوره ..
ونحن ككتاب أتمنى أن نتحاور ونطرح السبل الكفيلة بالتأسيس لدور رائد للمجتمع المدني العربي وأن نوظف أقلامنا لهذا الغرض..
أنا مجرد إنسانة أعتز بانتمائي وأرفض هذا المصير المظلم الذي نساق إليه كما تساق الشاة إلى مذبحها
آن الاوان أن ننضج ونتعلم الدرس جيداً ونؤسس لمجتمع مدني له كلمة تحترم ووجود يقف كالجدار أمام كل هذا الظلم والإجرام وقرارات إعدام أمة العرب
دمت وسلمت
[/align]
|