رد: أوان الانتفاضة الكبرى وتغيير المصير
الأخت والزميلة الغالية الأستاذة هدى
كيفما تصرف الإنسان حاليا و هو تحت وطأة أحاسيس الغضب و الإهانة و تأنيب الضمير فهو معذور و لن يلام .. وأستطيع أن أؤكد لك أن مقالك المحذوف لم يثر أي إحساس آخر غير الإحساس بالخجل مما يقع .. ربما ، وعلى العكس ، كان لانفعالك صدى في كل النفوس .. السيل بلغ الزبى .. وبلغت القلوب الحناجر .. و أنا معك في أن سيناريو المظاهرات والتنديد والاستنكار لم يعد يفيد شيئا ، بل صار يخيف أكثر .. لأن العدو و من والاه قد تعودوا على ذلك ، فما هي إلا حناجر تهتف في الفضاء ورايات تحرق وتماثيل يداس عليها .. ثم - كما قلت - يعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي وكأن شيئا لم يكن ، بل و كأن تلك الصرخات والمظاهرات قد نفست عن الجميع مكبوتات صدره وأنهت أزمة ضميره ، وصارت هي الغاية بدل أن تكون هي الوسيلة ..
أختي .. أتوقف عند هذه الجملة من ردك الأخير : ونحن ككتاب أتمنى أن نتحاور ونطرح السبل الكفيلة بالتأسيس لدور رائد للمجتمع المدني العربي وأن نوظف أقلامنا لهذا الغرض..
************************************************** ***************************
آن الاوان أن ننضج ونتعلم الدرس جيداً ونؤسس لمجتمع مدني له كلمة تحترم ووجود يقف كالجدار أمام كل هذا الظلم والإجرام وقرارات إعدام أمة العرب
أجل .. آن الأوان أن يخرج المثقف من تقوقعه و انغلاقه على نفسه ويساهم في تطوير الوعي في مجتمعه وإلا دخل هو أيضا مزبلة التاريخ ، لا فرق بينه وبين من والى العدو .. وموالاة قد تكون عن قصد وهذا ما نراه اليوم بالمكشوف ، أو عن غير قصد ، وهو حالنا اليوم وحال كل الكتاب و الأدباء عبر أرجاء العالمين العربي والإسلامي .
دمت وسلمت بكل التقدير
|