رد: بوح خريفي
[align=justify]
سئلت مرة :"وما فائدة الحزن والغضب ؟"
فأجبت :" حين أصمت حزينا ، وأتحدث غاضبا ، وأتميز غيظا ، أمام الملإ ، من صغار و كبار ، فإني بذلك أزرع بذرة في نفوس جيل لا يعرف من القضية سوى حربا طاحنة .. قد يسميها عدوانا وظلما .. لكنه يرى في انتهائها نهاية لكل مشكلة ..
حين تراني ابنتي حزينا وينظرإلي تلامذتي وأنا أتحدث بمرارة فإن السؤال يأتي عفويا .. وأجد فرصة لإنارة عقولهم الصغيرة و أسهب في الحديث .. فأرى في العيون بريقا و أطمئن إلى أن الجيل الصاعد لن ينسى - كما يراد له - أن القضية هي قضية وجود وليست صراعا آنيا ."
ولى الخريف وجاء الشتاء .. وكما بحنا في الماضي نبوح الآن ونحن أكثر تصميما وعزيمة على جعل أنهار الدماء وأمطار الدموع شلالا هادرا سيجرف كل الظلم و الطغيان .. المهم ألا ننيأس .. فلكل مقاومة ضريبة و ثمن .. المهم أن يعمل الكل حسب استطاعته ولو بأضعف الإيمان .. المقاطعة .. التوعية .. الدعاء .. التآزر .. نبذ الخلافات .. نكران الذات .. فضح المؤامرات .. ولنتمعن في كلام الله تعالى حين يقول :
1-" ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم . إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب أليم ."( آل عمران :آية 178 )
2-" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم . مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله . ألا إن نصر الله قريب ." ( البقرة : آية 214 )
3- "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء . و الله لا يحب الظلمين ." ( آل عمران : آية 140 )
4- " ولا تهنوا في ابتغاء القوم . إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون." ( آل عمران : آية 140 )
5- "ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا . سنة الله التي قد خلت من قبل . ولن تجد لسنة الله تبديلا ." ( الفتح : آية 23 )
صدق الله العظيم ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[/align]
|