[حسن الحاجبي]

...و انا عائد من التظاهرة الخاصة بمساندة اهل غزة , كنت اتحسس بين الفينة و الاخرى , ورقة مطبوع عليها اسماء المنتجات و الشركات الصهيونية المساهمة في الحرب القذرة على اهالينا الصامدين , اخرجها و اعيد قراءتها كانني تلميذ مزهو بنتيجة نجاحه .
عقدت العزم على تنفيذ امر المقاطعة , وكل جوارحي تسب و تلعن المغتصبين ...
وانا اهم بفتح باب بيتي , إكتشفت ان قفل الباب و مفتاحه من صنع شركة صهيونية . غضبت كثيرا , ولكنني لم انزع القفل , فلا يعقل طبعا ان اترك باب بيتي مفتوحا .
دلفت إلى داخل البيت, توجهت مباشرة نحو جهاز التلفاز لاعرف آخر رقم من اعداد الشهداء في غزة السليبة . توقفت عند نصف المسافة , فتلفازي من صنع اميريكي . ولكنني لن اغلقه طبعا . اعذروني من فضلكم , فانا في امس الحاجة إليه ...
وضعت زوجتي طعام العشاء على المائدة , فتحلقنا جميعا حول السفرة , شرائح دجاج من شركة صهيونية, و جبن للاطفال من اخرى , حتى الصحون التي ناكل فيها , حتى الشوك والسكاكين , حتى القلاية و فرن الغاز , يا إلهي ما هذا ؟ لم انتبه من قبل إلى انهم يعيشون معي بهذا الشكل . ولكن اعذروني مرة اخرى فلا يصح ابدا ان نبيت بلا عشاء .
راسي تؤلمني من شدة ما انا فيه , اريد ان اشرب فنجان قهوة ...اتدرون ؟؟..حتى البن الذي استعمله محمص في غير بلدي , ,, ولكنني مضطر لشرب قهوتي , فلا تلوموني من فضلكم ..
إبني الصغير بدا بالصراخ , لاشك انه مبلل ...امه تاخذه لتجديد حفاظته , يا للهول ...حتى حفاظة الطفل هم من صنعها , و لكن , هل ينام طفلي مبللا ؟ لن تقبلوا ذلك طبعا ,...فرشاة و معجون اسناني مصنوعة في إسرائيل . قلمي الذي اكتب به مستورد , خبزي الذي سافطر به في الغد مستورد , حذائي , نظارتي , محفظتي, كل ما استعمله, ....الم اقل لكم من قبل إنني عاجز ...انا عربي يا ناس , ولكنني موجوع ...موجوع ...ومجوع