في الرد على السيد ـ كوشنيرـ
في سهرة الأربعاء الموافق ل 14ـ1ـ09 وعلى قناة ـ5ـ العالم الفرنسية كان لقاء خاص بغزة أستضاف فيه معد البرنامج في مرحلة أولى الوزير كوشنير والسفير الإسرائيلي وسفيرة فلسطين لدى الإتحاد الأوروبي ثم ثلة من الخبراء الفرنسيين لكن ما شد اهتمامي عدى الإجابات المغالطة والمستهجنة على عادة كل ممثلي الدولة العبرية عموما وساستها خصوصا وهذا ليس بالغريب عن فكر لا فكر فيه وله سوى ما فاض من قناعات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الفارغي الوفاض وخصوصا ما يعتمد تاريخيا من ـ بروتوكولات حكماء صهيون ـ وكثير من العنف والغطرسة والعنجهية تسد الفراغ الفكري والسياسي والفشل الذر يع طبعا في استنباط الحلول للمشاكل التي تخلقها على الأرض
لكن ما صدمنا كمشاهدين أن يكون وزير دولة تعتد بالثقافة والفكر والسياسة على مر مراحل وجودها التاريخي فالمغالطة التاريخية التي وردت على لسان الوزير كوشنير في إجابته المغازلة لليهود وبالتالي الفكر الصهيوني وإرضائهم بأي شكل وعلى حساب شعب يذوق طعم الموت والدم والإبادة في كل مراحل تاريخه الحديث وعلى يد معتد واحد ألا وهو العدو الصهيوني لذالك أردت في هذه الكلمات المختصرة أن اذكره أن كان ناسيا وان اعلمه آن كان جاهلا وليس بالعيب آن نتعلم في حال نقص وغياب المعلومات التي من المفروض أن تعدها سلفا دوائر وزارة الخارجية للوزير قبل آن يباشر أي ملف
أولا سيدي الوزير الأعظم في معرض ردك قلت أن إسرائيل هي تاريخيا دولة اليهود وان ارض اليهود تاريخيا هي إسرائيل والصحيح أن تقول أن فلسطين وهو الاسم الصحيح والتاريخي ـ وليس جبل إسرائيل ـ هي دولة الأديان السماوية كلها ولا أنكر هنا أن اليهودية ولدت ونشأت وترعرعت على ارض فلسطين ومنها ومن بين ظهرانيها جاءت المسيحية لكن هؤلاء اليهود والمسيحيين هم عرب بالأساس كنعانيون بالنسب تهودوا في مرحلة وتنصر منهم من تنصر ثم وعند مجيء الإسلام اسلم منهم من اسلم في مرحلة ثالثة وأخيرة وليسو بولونيين أو روس أو أوروبيين أو فلاشا أو عرب من عراقيين ويمنيين ومغاربة وتونسيين وليبيين وغيرهم ممن لعب بهم الفكر والساسة الصهاينة لخلق شعب لقيط نتاج لفكرة لقيطة عن ارض للميعاد وبالتالي طرد السكان الأصليين والأصيلين للأرض وجرمهم الوحيد أنهم اسلموا وكانوا ديمقراطيين مع الديانات التي عايشوا أهلها بتسامح مفرط في بعض الأحيان والظروف وبذالك تكون الصورة المصغرة للاستعمار الأمريكي لأرض الهنود الحمر ويكون النموذج الأمريكي في أوضح تجلياته وتمظهراته المعاصرة للحل الأمثل لإنشاء دولة لليهود تعوضهم عن ما تعرضوا له من اضطهاد ومجازر في أوطانهم الأم في أوروبا المعاصرة مع ما يمثله ذالك من حل مثالي لخلق شوكة في خا صرة امة وهبها الاهها النفط وبمعزل عن رغبة جامحة في طرد هؤلاء اليهود من ديارهم واستخدامهم كدرع واقي وخط أمامي يحافظ على مصالح أوروبا في الشرق الأوسط من خلال الاستعمار الاقتصادي المعوض الرئيس للاستعمار المباشر العسكري
إذا فكان من الأجدر بك أن تنأى بنفسك عن الإجابة عن السؤال عوض أن تغالط شعبك المثقف الواعي والذي حتما يعلم أكثر مما تعلم وأكثر حتى من بعض العرب المستعمرين ثقافيا وعلميا واقتصاديا وسياسيا بهذه المعلومة التاريخية وبأحقية الشعب الفلسطيني في كل الأرض وليس فقط ما افرزه القرارين 242و338 وغيرهم ممن يصلحون فقط لسد الرمق ورغم أننا نقبل بالتقسيم وحل الدولتين فان إسرائيل أثبتت وتثبت في كل مراحل التاريخ أنها تريد وترغب وبشدة في إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل والوحيد عدى من بعض من استنهضهم الدم في مواجهة الآلة العسكرية المدمرة والتي دعمتها وأنتجتها أمريكا والصهيونية العالمية
ولأذكرك وللتاريخ فحسب أن من طالب بوجود حماس في الانتخابات التشريعية والبلدية التي صعدوا فيها إلى دفة الحكم والقرار السياسي الفلسطيني هم الأمريكان اللذين على عاداتهم يخطؤن الحساب وعوضا أن تمثل حماس ورقة ضغط على عباس وكادره التفاوضي في إطار طريق السلام وفي مصلحة إسرائيل أصبحت وبقدرة قادر ورقة هدم ونسف لكل أحلام الصهيونية التي لم تعرف كيف تجاريها سياسيا والآن عسكريا
وعلى عادة الإمبريالية العالمية المستخفة بقدرة الشعوب تاريخيا ولم تتعلم من ـ سيقن ـ ما يكفي لكي تكون حكيمة بما فيه الكفاية اختارت الحل الأمثل لديها وهو إعلان الدمار والقتل المنظم فهي لم تتعلم من العراق ما يكفي لكي تحافظ على مكانتها التي ربحتها بعد تحلل الإتحاد السفياتي وليس الفكر اليساري أي أن التجربة التي فشلت هناك ليس بالضرورة نهاية الفكر وأيضا لم تتعلم من استعمالها لهاذ الدعم الذي تقدمه لليمين العربي كما حدث ذالك في أفغانستان حين جمعتهم لطرد الروس ورغم النجاح للمهمة الأولى كانت النتائج كراثية على أمريك وفي عقر دارها ومن خلال دعمها اللا مشروط للصهيونية والدولة العبرية في إسرائيل تعيد الأخطاء ذاتها وتسمح بهامش اكبر من النصر الذي ستحرزه هذه الأطراف اليمينية مع علم القلة بأنها في واقع الحال الآن مدعومة في موقفها المبدئي من طرف قوى ديمقراطية علمانية واليسارية
ولأذكرك أن تغافلت أن داخل كل مركز مخابرات أمريكي شعبة دعم مادي ومعنوي لمعارضة باعت نفسها وضميرها وتاريخها للعدو واختم سيدي الوزير فوق العادة أنني بلغت اللهم فاشهد
المختار ألأحولي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|