عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 01 / 2009, 08 : 11 AM   رقم المشاركة : [1]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رسالة للأديبة ميساء البشيتي

أسمحي لي ميساء ان أنثر هنا بوحي المتعب الموشى بالمحبة، فأنت الأخت وانت الصديقة وأنت طفلتي الرقيقة التى يؤرقني ما يكدر صفوها ويجعلها تصمت عن التغريد.

على جناح صدفة ولدت صداقتنا، ركضنا سوياً في بيتنا الكبير نور الأدب والتقينا في نقطة معتقة بالصفاء والبراءة ، تشاركنا وجع الكلمات ، وشقاوة البوح، واستعدنا طفولتنا بين أروقة المنتدى ، وعطرنا كل الأركان ببخور الألفة الذي سكن القلوب والأرواح.

عرفتك من الوهلة الأولى ونفس الشيئ حدث معك فقد قرأت كتابي المفتوح من أول محادثة ، كنت أسكب نفسي بصدق وعفوية في أحرفي حتى أقصر المدة ليعرفني الجميع بأسرع وقت،

جمعتنا نقاط تشابه عديدة لدرجة احسست فيها بإننا قد كبرنا بنفس الشارع وجلسنا على نفس المقعد المدرسي وخضبنا أصابعنا البريئة بنفس الحبر،

كنت أشعر بتنهيدتك تشق صدر كلماتك فأهاتفك و أسألك مالسبب ، كنت تتعجبين كيف عرفت انك مكدرة؟ أتذكرين؟

عندما كنت أكتب كنت اتخيلك تكملين ما نقص من أسطري ، وعندما كنت أقرأ كتاباتك كنت أشعر بإن افكاري قد هجرتني الى أوراقك ، لم يكن هذا يحزنني،على العكس تماماً كنت أشعر بالفرح لأنها بين يدي ميساء الأكثر بلاغة والأكثر شفافية وبراءة في التعبير.

كنا نحتفل بإنطلاق كلماتنا ونعزف سيمفونية ثلاثية ، ولا أنسى هنا الأخ الصديق رشيد الميموني الذي كان يشاركنا العزف ويكمل المثلث الذي يضمنا.

بالرغم من قصر عمر صداقتنا الإ انه عمر ملئ بالذكريات الجميلة ، جمعنا فنجان قهوتك الذي أدمنته وعندما شاءت الظروف ان أبتعد شعرت بحالة من يتم الأفكار ومرارة غلفت كلماتي التى غاب عنها طعم القهوة الجماعية واحسست بإن الشريان الذي كان يغذي أفكاري قد انقطع.

خنقني البوح كثيراً في ليالي الشتاء القاسية ، تحسست قلمي اكثر من مرة ولملمت اوراقي لأسكب عليها ما يدور في رأسي من أفكار، ولكنني تراجعت لإحساسي بأنه لا مكان في البوح الخريفي لهذياني.

التزمتِ الصمت فأجبرتني على الصمت وبالرغم من انني أؤثر الأستماع عن الكلام الا انني اكثر من مرة حاولت الكلام حتى اخرجك عن صمتك المفاجئ ، أتفهم بإن كلنا لدينا ما يجعلنا نتغير كفصول السنة في اليوم الواحد ولكن الأخوة تحتم علينا ان نقفز من فوق سياج الخصوصية احياناً لنسرق بعضنا من همومنا.

انتظرت ندائك ميساء طويلاً، واعترف بإنني كنت اتسلل بصمت ابحث عن احرفك لأطمئن عليك، كنت سعيدة بأنك متواجدة كما أنت تزرعين في كل ركن زنابق افكارك الجميلة وكنت سعيدة لأن الجميع من حولك يحيطونك بالحب الذي تستحقين.

لقد تركت حيزاً من الفراغ بداخلي ، وسيطر علي شعور بالأسى وتسائلت كثيراً الى متى يا ميساء؟ وهل يعقل ان يٌغتال جزء من الوطن ونحن على ضفتي البعاد؟

أعتذر لك ميساء لأنني مضيت كعابر سبيل دون ان أسألك عن سبب صمتك

أعتذر لأنني لم أمارس حقي عليك كأخت وصديقة وأطالبك بتفسير يمحو كل علامات الإستفهام التى أرقتني.

أعتذر لإنني عجزت ان اصنع من اوراقي البيضاء النقية حمامة تطير الى حيث انت لتوصل لك رسالة مفادها ان صمتك يؤلمني.

أعتذر لإنني لم أمارس طقوس طفولتي وأرسل لك طائرة ورقية زاهية الألوان تحمل اسمك وجملة معلقة على أطرافها ترفرف وتقول لك " اشتقت لك أيتها الزنبقة الندية"

أعتذر لك ميساء لإنني لم أعنون رسائلي الهاربة من ثغرات الروح المحملة بكل الحب لك ولكل الأحبة هنا فتاهت في غفلة مني ولم تصلك.

أعتذر لإنني لم أكن الكتف الذي تذرفين عليه دموعك المقهورة من أجل غزة وان أعلم كم يعني الوطن لميساء.

ميساء الصديقة الغالية ،

لا تندهشي من صمتي فنحن في زمن أصبحت فيه الحروف أضيق من أن تستوعب مشاعرنا، ولكن بيننا تاريخ من محبة واحترام مكتوباً بصدق الأحاسيس التى لا تخطئ طريقها أبداً.

هاك يدي أمدهما اليكِ لنسير سوياً الى مدينة غزة الغافية على صدر الخارطة المثخنة بالجراح ، غزة التى هجرها النوم بعد ان سكنت جفونها كوابيس الهمجية الصهيونية وتلونت سمائها برمادية الظلم والجور.

هاك يدي ميساء ولنختصر مساحات السفر في صمت الكأبة الذي يسيطر علينا منذ بدء الحرب الهمجية التى صبغت كل ما حولنا بمخلفات الظلم الأسود.

وأطمئنك ميساء بإننا الفلسطينيين سنبقى كما عرفنا الجميع، كطيور الأساطير ، نٌبعث من رماد المحرقة وفي أيدينا حفنة من إصرار تأبى الإنفلات برغم الضربات.

سأغرس قلمي في محبرة الروح ، واقتنص كل أهات الوجع الذي يسكن كل اجزائي حزناً على ما حدث في غزة من ظلم وقتل وتشريد ، وما يحدث في باقي الوطن من انتهاك.

سأخرج عن صمتي لأخرس صوت البكاء وأنين الشتاء بداخلي لإن طبيعة الحياة ان نسايرها لا أن تسايرنا هي.

سأخرج عن اعتصامي وأسكن بقعة ضوء على جبين بارقة أمل تلوح في أفق وطني المغدور.

فلنتوسد جميعاً ذراع الوطن الذي يحلم بضمنا ولنعيد رسم ملامحنا التى تاهت في غربة الروح فنحن في أمس الحاجة لإن نوحد خفقات قلوبنا المنهكة.

طمئني الرفاق الحائرين يا ميساء، فالصداقة هي نبتة الصدق التى تنبت في الوجدان والقلب والشعور الإنساني ولا تتأثر .

وسيبقى القلب عنواني وسيبقى مفتوحاً لا يوصد ابوابه مهما حدث وستبقى الروح صندوق بريدي الذي يتطلع دوماً الى لقاء كلماتك النقية.


بكل الحب،

سلوى حماد

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس