رد: حكاية سجني وغربتي مع تفاهات تعمل على مصادة جهودنا في مستنقعاتها
ردا للجميل ...
قد يعتقد البعض بعد تناول رسالتي أنها مجرد فاصل من المجاملة . وقد يرى البعض الأخــــــر
أن ما هي سوى محاولة للسباحة والغوص في بحور النفاق والرياء غير أن الشــــافع لي في
كتابتها هو صاحبة الرسالة فهي تعلم جيدا أن رسالتي بعيدة عن هذا وذاك .
وما يشفع لي أيضا حجم قلمي الضئيل فالخارج منه على الورق مجـــرد كلمـــات لا تمنح مـن ذهبت إليه أوسمة أو نياشين لتتقلدها على صدرها كما وأنى لست من هواة التحيز أو الانسياق لرأى معين فيه مجاملة لأحدهم لأن ما سأنحاز إليه أو أجامله اليوم غير مستقر وليس بســـاكن أيضا وبالتالي فكيف أسكن لمتحرك أو اســتقر على مذبذب . ولكنها كلمات للــحق أودعــها في خـــــزانته .
قالوا ؟؟
تصان البلاد بالبروج المشـــيدة . والقلاع المنيعة . والجيوش العـــاملة . والأســـلحة الجـــــيدة
قلت ؟ نعم . ولكنها مجرد ألآت لا تعمل بنفسها ولا تحرس بذاتها ولابد أن يتناول أعمالها رجال
ذوو خبرة وألو رأى وحكمة .
قالوا ؟؟
إن الأدب في كل أمة هو الفن الذي يقصد به تهذيب العادات وتلطيف الأحاسيس وتنبيه النفوس إلى الخير فتجتلبه والى الشر فتتجنبه .
كما قالوا ؟؟
أن الأدباء هم ساسة أخلاق الأمم بل هم أجنحتها تطير بهم إلى ذروة فلاحها هم المنيعة الواقية
والقوة الغالبة . قلت نعم لكن لابد وأن يكون للأدب أناس قلوبهم فائضة بمحبة البـــــلاد طافحة بالرحمة والشفقة والحمية ضاربة في نفوسهم .
لذلك ؟ قرأت وقرأت وعن هؤلاء بحثت حتى أنني (( في الصباح أشترى ســــندوتشات الطعمية والتي يلفها البائع لي في الورق كنت أقرأ الورق أولا ربما يصيبني بعض من خيرهم )) .... ..
كما قرأت السيدة / هدى نور الدين الخطيب .. فرأيت إنسانه ميلادها كان ميلاد أديبة وكأنهـــــــا
جاءت الدنيا من أجل ذلك .
وجدتها ؟ أديبة بالفطرة أثقلتها الدراسة أديبة تكتب بكل جوارحها قرأتـــها ؟ فقربت إلــى عقـلي ما بعد عن إدراكه وسهلت ما تعسر عليا النظر فيه . قرأت سطورها وما وراءها وجـــدتها تعبر
عن المعنى الواحد بطرق مختلفة سهلة العبارة ليستفيد العــامة والخـــاصة وجدتها أديبة حتى
النخاع قرأتها فوجدت مخزون عتيق من الفكر السامي عندما نثرته علــى ورقـــها انتشــــرت فوق السطور ملائكة الإلهام ومعها كل نفيس الدر . فتجرعت منها حتى الثـــمالة اغتنمت منها واقتنصت نصيبا من ذكائها وفطنتها وسعة بيانها وطلاقة قلمها نعم قرأتها بعمق فأحيت قلبــــي وأنارت بصري وشفت صدري حررته من الضغائن والأحقاد كما أزالت جهلي . أديبة أمنت أن الحــق تبـــارك وتعالى خلق الإنسان ويسر له سبل العمل لنفسه وهداه للإبداع والاختراع وقدر له الرزق من صنيع يده وجعله ركن وجوده ودعامة بقائه وأن الإنسان على جميع أحواله من ضيق وسعة وهبوط وصعود هـــــي صنيع يديه . لذلك وجدتها وكأنها في كتاباتــــها تبحث عن سبل انطلاق الفكر وتحـــريــره من قيد الأوهام وتنقيته من غبار (( الهبل والعبط )) وجـــدتها تتحدث وتكتب عن كل شــيء فكتبت عـن ؟
العفة والسخاء . الصبر والشجاعة .الصدق والأمانة . الوفاء وسلامة الصدور من الأحقاد وكل
هذه فضائل لو أصابت بشر ورسخت في نفوسهم لأفاقت الهمم الخامدة وحركت القلوب الجامدة
فضائل لو اكتسبتها أمة لعلت وارتقت .
لذلك ؟ أشكرك
ودعيني أهمس في أذنك ؟ لا مجال لليأس والإحباط فقلمك نحتاجه جميعا فلا تحزنك ولاتجزعك
كلمات قلة من الحاقدين الذين مزجت دمائهم بالحقد وعجنت بها طينتهم من أزمان طويلة .
فالمعلم أو الأستاذ يسعد وينتفض فرحا عندما يستطع ويتمكن من إيصال معلومة ما إلى 15%
من متلقيه وأعتقد وكشاهد عيان أن نسبة محبي قلمك والمستفيدين منه ومن نور الأدب وصل مؤشرها إلى 95% وهى نسبة كبيرة تصب في وعــــــاء نجاحك ولذلك فهذا النجاح لا يمنحنا الحق أن نخط على الورق اليأس أو مجرد ما يشير للانكسار أو الاستسلام .
الأخت الغالية / هدى نور الدين الخطيب ؟
إلى الأمام دائما أقـــدر تعبك جيدا وتلك ضـــريبة كل ناجـــح وكل نجاح فقافلة نــــور الأدب بك وبأعضائها الموقرين وأقلامهم الراقية النظيفة والتي تصبوا إلى بناء مجتمع عـــربي موحـــــد ومتماسك فرضت نفسها وبقوة على الساحة الكترونية وتتحرك بثبات وثــــقة فـــــي الاتجـــــاه الصحيح فأنتم تزرعون الحب والخير ولابد أن يكون حصادكم كذلك .
الأخت الغالية ؟
من أعماق صميم قلبي ؟ أشكرك
|