[رشيد الميموني]

أشد ما كنت أخشاه و أنا أتابع النشرات الإخبارة سواء في الصحف أو على شاشات التلفزة هو انسياق هذا الجيل وراء محاولة تبليده على الاقل في ما يخص القضية الأولى للعرب و المسلمين .. وكنت ألاحظ بكل امتعاض ورود كلمات و مصطلحات على ألسنة الصغار .. هي مفردات حشرت بكل منهجية و ذكاء حتى أصبحت طبيعية .. وعلى سبيل المثال مصطلح الدولة المغتصبة لفلسطين .
لكن ... و الهجمة الشرسة على غزة تستعر نارها ، كان لا بد لكل واحد منا من جس النبض لدى الصغار .. فكانوا عند حسن الظن .. وكأن نار غزة قد أحرقت تلك الأعشاب الطفيلية التي أريد لها أن تنبت في مكان لا يناسبها .. طفيليات أصرت على شق طريق التطبيع في كل المجالات .. وعادت الأمور كما كانت من قبل .. و القضية كما هي .. شعب يحارب من أجل استرداد أرضه من محتل غرس بالقوة و الإجرام ..
الأروع في كل هذا .. أن الكثيرين بدأوا ينتبهون إلى أن القضية ليست دعما و مساندة لإخوة لنا ، بل إنها قضية الجميع .. و فهم الكثيرون الآن ألا أحد له الحق في المن على المقاومة أو الشكوى من المعاناة بسبب قضية تخص شعبا بذاته .. لأن العدو عدو الجميع .. وما المقاومة إلا رأس الحربة التي تدفع الأذى عن الأمة بأكملها .
حين تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الوعي .. نستطيع أن نرى المستقبل بعين الرضا و الاطمئنان . طبعا مع الحذر و الانتباه إلى ما يخطط له في الخفاء من طرف العدو و مواليه .