كنت قد كتبت تحت نفس العنوان قبل شهور وتحديدا عندما كانت تنطلق محادثات الفصائل فيها لإعادة لم الشمل وكانت تحتدم هناك الصراعات على مقرات وبنايات من حجر والتي كانت تشكل الجسم المادي لسيادة حكم في غزة واهم لأنه استثنى تربص الصهاينة وتحينهم للفرص على قاعدة الشرذمة الفلسطينية والأصوات المنطلقة من قطاع غزة وكأنها جمهورية عظمى بتطميع فاضح من محطة الجزيرة التي تدار بعقليات خبيثة مستوردة !! ..المهم وبعد هذا العدوان المدمر والمزلزل لغزة وأحيائها المدمرة التي استبيحت في أحياء الزيتون والشعف والعطاطرة والشيخ عجلين وتل الهوا والدرج وحصار منازل قادة !... وللقطاع بمدنه ومخيماته المدمرة في عبسان والقرارة وبيت حانون والنصيرات وبعد هذه الأعداد المهولة من المغدورين بالة عسكرية صهيونية تدميرية لم يسبق لها مثيل وبعد هذه الصدمة لكل واهم قد استبعد الصهاينة وغدرهم.. وبعد مجازر وتشتيت وهدم كامل لكل تلك المقرات والمؤسسات موضع الخلافات سابقا كانت:
مصر العروبة وبموقعها وإرادتها وأخويتها وحرصها هي الدولة الوحيدة التي أثرت بشكل ملموس وعملى وساعدت لوقف هذه المجازر وهذا العدوان وقد أنجزت بحمد الله واستطاعت تجنيد كل قوى العالم الفاعلة حتى أن مجلس الأمن لم تستطيع أمريكا حجب قرار قد أصدره لوقف النار... حتى كانت قمة شرم الشيخ لتدعيمه بمشاورات وراء الكواليس مع من يهمهم الأمر وبيدهم مقاليد حكم غزة واليوم جاءت قمة الكويت وصدور هذا السخاء المعلن من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت لإعادة الاعمار الذي لن يتم إلا باتفاق الفلسطينيين أولا حتى تتفاعل وتفتح المعابر فكل الأطر العريضة حولت تفاصيلها إلى قاهرة المعز فلا قطر ولا جيبوتى ولا جزر القُمر لها شأن في هذا ولن يكون فهذا أكبر من أوهام الصغار.. فلن تمر كل المؤامرات على تمزيق وحدانية تمثيله المتمثلة في (م.ت.ف) والى الواهمين أقول لن تستطيعوا فعل ذلك لأسباب اكبر من وهمكم بكثير..
فالي قاهرة المعز أن هرولوا جميعا .. من اجل بقاء الكرامة والعزة لشعب قطاع غزة و إعادة الأمل في عيون قد أطفئ سراجها .. فحتى نصل إلى مبتغانا فى رفع الحصار وفتح المعابر ومنع التهريب الذي دمر غزة واستنفذ مواردها ونهب مدخرات شعبها بتجارة من أقذر التجارات وقت الحروب.. وحتى نصل إلى لم الشمل الفلسطيني
فاليكى يا مصر العروبة أقف وانحنى تقديرا واحتراما وشكرا وعرفانا فحقا لقد كان زعيمنا الأوحد الشهيد أبو عمار محقا في نظرته وإستراتيجيته ونحن نسير على نهجة..
ومرة أخرى و بفارق زمني ليس بالبعيد نكرر قولنا أن هرولوا إلى قاهرة المعز لان ركام المباني المعطرة بروائح الموت لن تزول من أمام أنظاركم أبدا إلا بالوحدة وإلا ستكون الشاهد الباقي والدائم على عجزكم وانبطاحكم في أحضان الغير ولأجندات بعيدة عن مصالح شعبنا تعيش وتترعرع على شعارات اكبر من حجمها وقدراتها.. كما وننوه بان القادم سيكون وبالا على جبهتنا الداخلية بتقسيم المناطق إلى حارات فكلنا في الشارع نلتحف السماء وقد انفضت نهائيا بعض الشعارات الرنانة وسقطت إلى الأبد وولت الأدبار.. فإما التدبر والإمعان وحسن البصيرة وإما الهلاك لقطاع غزة أبدا...
فلا تنسوا بان العدوان قد يتكرر ثانية فيما لو سمح شعب القطاع لتكرار العبث بمصير أبنائه وعرق جبينه فلن يكون القادم صدمة وإنما صعقة على الجميع فهل يسمح شعب القطاع للعبث أن يعود وللتهريج أن يستمر !؟..
إلى اللقاء.