رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
أحبتي في نور الأدب سلام عليكم احمله كل شوقي ومحبتي لكم
الغالية ميساء نادتني كي اساعدها في اعداد القهوة التى تجمعنا كأسرة واحدة وها أنا البي ندائها الغالي ، ولكنني لا أجيد صنع القهوة كما تجيدها ميساء فتحملوها.
غيبتني الظروف عنكم ، منها العائلي ، ومنها العام كالأحداث التى شلت تفكيرنا حتى عجزنا عن الكلام ولهذا اعتصمت عن الكتابة لفترة والتزمت الصمت.
كنت في حالة من الغضب والإحساس بالعجز لإنني فلسطينية انتزعتني الغربة من تراب الوطن وصرت مجرد نبتة بلا جذور فجذورنا مازالت هناك في الوطن الحبيب.
جمعت العديد من أرقام التليفونات في غزة ، أرقام أقارب، أصدقاء ووجدت ان الحديث معهم ربما يكون له أثر ايجابي وهم في هذه الظروف الحالكة،
والمفاجأة كانت ثبات لا مثيل له، صمود لا ترقى كل الأبجديات الى مستواه، الكل مؤمن بأن الله لن يخذلهم والكل كان يردد نحن بألف خير المهم انتوا ديروا بالكم على حالكم.
تخيلوا كم رائع هذا الشعور،
تحدثت مع زميلنا ماهر جمال عدة مرات وطمئنني عن اخته زميلتنا سماح، قال لي:" نحن بألف خير كلنا يعمل كخلية النحل في مراكز الإيواء، ونحن في حالة تكافل غير عادية، لقد وحدتنا المأساة".
تحدثت أيضاً مع زميلتنا هبة أكرم وقالت لي :"ما تقلقي يا خالتو احنا بخير وما راح يصيبنا الأ ما كتب الله لنا "ولكنها كانت حزينة لإن جامعتها ( الجامعة الإسلامية) قد دٌمرت تماماً.
اقولها بصدق، لقد حسنت هذه المكالمات معنوياتي المحبطة ، وانعكست علي مشاعرهم المتفائلة وبدأت أتماثل للشفاء بعد ان وقعت مريضة لمدة أسبوعين، كان هناك شيئ بداخلي يرفض الشفاء في ظل هذه الظروف المحزنة.
لله دركم ايها الصامدون المرابطون ، علمتوا الدنيا بأسرها ثقافة المقاومة بعد ان لازمتنا ثقافة الإنهزام منذ توقيع مهازل السلام.
سامحوني اطلت عليكم ولكنني في شوق لإن اسكب كل مشاعري بين يديكم وانا ارتشف فنجان قهوتي في دفء قلوبكم.
أخوتي وأخواتي الأعزاء ، بكل الحب أقول لكم أشتقت لكم كثيراً ، لا حرمني الله جمعتكم
سلوى حماد
|