[نصيرة تختوخ]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/22.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]إنسحاب الجنود الصهاينة من قطاع غزة وتمكن عدد من الصحفيين الأجانب أخيرا من الوصول إلى المكان إختصر بعضهم مارآى من دمار في تشبيه غزة بمنظر من خارج كوكب الأرض، غزة بدت للعيون الغربية كمنظر كئيب رمادي من كوكب القمر، المباني صارت ركاما وفتاتا وحل السواد والرمادي أمام الأخضر ,لكن الأهالي الذين لم يستشهدوا و لم يرقدوا في المستشفيات مستسلمين لجروحهم و إعاقاتهم لم تحولهم الضربة الى سكان فضاء طائرين أو متبخرين فقد تجولوا في ربوع القطاع يبحثون عن ماكان دارا أو من كان قريبا أو جارا، أهل غزة صاروا يكنسون الخراب و يبحثون عن رقعة مستوية على الأرض يقيمون فيها خيمة بدل منزل الإسمنت و الآجور.
الخيمة التي تضرب أوتادها داخل الأرض تشهد لهم بقوة إرادتهم على التمسك بالأرض و بعزيمتهم على مواصلة الحياة مع الأبناء و الأحفادفي عيون الأجانب غزة قطعة كئيبة من كوكب آخر تبعث على الرثاء و الشفقة و هي لأصحابها أم حنون لا تخيفهم تجاعيدها أو تشوهاتها لأن الأم تظل الأروع والأجمل مهما قسى عليها الزمن.
تحدثت إحدى أطر مؤسسة للمساعدة الإنسانية ,و تدعى إيلينا كلايبو ,مقيمة في غزة منذ سنين فقالت أن أطفال غزة رغم ممارستهم لأنشطتهم الصبيانية صباحا ولعبهم إلا أنهم ليلا يستيقظون مرعوبين بكوابيس تقظ مضاجعهم ،كم من قنبلة سمعوها تدوي و كم من جثة رأوها تترامى وكم من طائرة مرت على بيوتهم لتنثر الرعب من حولهم ، لكنهم أطفال اكتسحت الدبابة الصهيونة يومياتهم فلاعجب، إن قارنناهم بالمستوطنين في سديروت و أسدود الذين يصابون بالهلع من سقوط صاروخ بعيد بأمتار عن بيوتهم فإنهم يبدون أبطالا .
غزة بعد العدوان منظر من كوكب القمر ،أثناء العدوان عوملت أيضا كجزء من كوكب القمر بعيدة كانت عن ضمير العالم الذي يقرر ويجزر و ينهر ، قصفت ، هدمت، شرد أبناءها ،طحنوا، سحقوا لا تجريم ولا إيقاف ولا عقاب لإسرائيل الديمقراطية و الحداثة.
تبرعات يتم النطق بها و صناديق إعانات تفتح و تؤسس ليفتخر أصحابها بها وبسخاءهم وشهامتهم التي تكسبهم إياها الدولارات , فالدولارات تسعى لتزيين ماشوهته الحرب وكما تجد طريقها للكيان الغاصب لا بأس أن تجد لها طريقا ذات مناسبة إلى جزء من القمر إسمه غزة.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]