| 
				
				المظليون يهبطون في عيني حبيبتي.نزار قباني.إهداء لميساء البشيتي
			 
 1سامحيني ، يا سيدتي
 إذا كنت جارحاً ، وعدوانياً ،
 وعصبي الكلمات .
 فلم يعد بإمكاني أن أتصالح مع اللغه ..
 ولا مع الحب ..
 ولا مع نفسي .
 فقد دخلنا مرحلة فك الإرتباط
 وما عادت تنفعنا الكلمات الطيبه
 ولا العبارات المهذبه .
 فلماذا التكاذب ؟
 ولماذا التظاهر ؟
 ولماذا نلبس ثياباً عاطفية
 صارت ضيقة علينا ؟..
 
 2
 إن الستارة قد نزلت ..
 وانصرف الجمهور .
 و أطفئت الأنوار .
 ولم يبق لي دور في المسرحية العبثيه
 ولم يبق لك دور .
 فلماذا نصر على قراءة نص لا نعرف معناه ؟
 وعلى تكرار حوار لا نحس بحراراته ؟...
 
 3
 إنني آسف يا سيدتي
 فأنا لا أستطيع أن أحبك
 في منأى عن وجع الأرض..
 ووجع الإنسان..
 ووجع التاريخ العربي .
 لا أستطيع أن أعانقك
 فوق بحر من العهر .. والقهر ..
 والنفايات السياسية .
 لا أستطيع أن أمشط شعرك الطويل
 وأنت مستلقية...
 على سطح هذا الكوكب العريبي المحترق !!
 
 4
 سامحيني يا سيدتي
 فأنا جزء من هذا الخراب الكبير
 ومن هذا الموت الكبير
 ولا أستطيع أن أفصل سواد عينيك
 عن سواد السماء في بلادي .
 و لا أن أفصل زمن القمع ..
 عن زمن الياسمين ..
 ولا أن أشرب النبيذ الفرنسي
 والناس في بلادي
 يشربون دمهم..
 
 5
 إن وجهك الجميل
 أصبح صفحة بيضاء
 لا أرى فيها شيئاً..
 ولا أقرأ شيئاً..
 ولا استوعب شيئاً ..
 صوتك أبيض .
 كلامك أبيض.
 شعورك أبيض.
 سواد عينيك ..هو أيضاً
 أبيض!!.
 
 6
 لماذا لا نعترف ، أيتها الإستثنائيه ..
 أن حبنا الإستثنائي
 قد دخل في ( الكوما ) ..
 ولن تنقذه الوصفات العريبه
 ولا الإبر الصينيه ..
 
 7
 ألا تحسين معي ؟
 أن شراشف الطاوله
 التي نجلس عليها في هذه الكافيتريا
 ملطخة بالدم العربي ؟
 
 8
 ألا تبصرين السفن الصليبيه
 وهي تبحر ..
 في فناجين قهوتنا ؟؟
 
 9
 كيف يمكنني ، يا سيدتي
 أن أقطف الياسمين
 من بساتين يديك ؟
 والنظام العالمي الجديد
 ألغى قصائد الحب العربيه ..
 وشنق قيس بن الملوح
 على ضفائر ليلى العامريه ..
 
 10
 وداعاً يا سيدتي .
 وداعاً يا لؤلؤتي .
 فلم يعد لي مكان
 على شواطئ عينيك الحزينتين
 لأن المظليين الأمريكيين
 سبقوني إليهما
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |