( معاناة فتاة حالمة تعيش خلف الجدار- جدار الفصل العنصري في فلسطين)
تلألأتْ شمس الصباح فوق جمالها الحالمْ
نظرت وصمتها المحزون خلف دموعها حائم..
وتطلعت نحو السماء وغضّت طرفها الحائر..
" لا العين تقدر ان تصبر
لأن الشمس تقواها
ولا أحلامي الحرّه
لأن الموت سجّاها"
نظرت الى قرص الشمسِ
وغضّت طرْفها الثائر
وقالت "آه يا وطناً
حملنا همّك فينا
حملنا همّ أشعارٍ وأغانٍ
لأحيانٍ
و نخوةَ لحظةٍ حينا..
كبرتَ كطفلٍ في الاحضانِ..
في الازمانِ..
في جدّي وفي أمي وفي عمّي
وفي الزرعِ وفي الضرعِ
تناجينا..
سنبقى نمشي نحملكَ
في أسباب أدمعنا
الى أينا؟
..
أريد أنسى أحزاني
أريد أعيش كفتياتٍ في قديم أزمانِ
في أوطان بعافيةٍ
تلوح لنا حكاياتٍ.. تنادينا..
أريد يوماً أبتهجُ..
وابتعدُ
عن آمالٍ تلبسنا في كل صباح
وفي المساء ترمينا..
...
قامت تغني اغنيةً..
" الشمس لي هذا الصباحْ
وكذا البحار والرياحْ
وكذا أنا..
أنا كل شيء..
أنا خَضار بساتينٍ تناديني
لتحتفل بميلادي أزهار الرياحينِ..
...
أشعر أنني الآن كما الملكة..
لا بل انني الملكة..
...
أيا بحرُ.. رطّبْ يوميَ هذا بزخّاتٍ من أمواجك الحرّه
ويا عشبُ.. امتدَّ تحت اقدامي
وامنح زهرك عطره.."
...
... وصار رمشها يحلمْ..
الشمس لها .. قد توّجتها بالذهبْ
والبحرُ أهدى موجهُ
ومن كنوزه العجبْ
فتخيّلت أرض الجمال
وبيتها..
وجدّها بلا دموع الذكريات والكربْ..
وتمتمت
"أنا الملكة .. ياللجمال الحيّ يرقص حوليَ مما يرى
أنا الملكة..!"
...
ولكن رقصة النشوه
كما آمالها الحلوه
عثرت بصخرةٍ فصحَتْ
" والمملكة؟؟
أين تراها المملكة؟!!!"
وتعالى صوتها حَزِناً على حلمٍ تغشّاها
فتمرّدت شمس الصباح وارتدّت عطاياها
والبحر غار تهرّباً فلا يريد لقياها..
...
ومشت بيأسٍ باكيةً
" لا لست أخرج من فؤادك يا شجنْ
ولست أنت بهاجري.."
ومضت تتمتم في وهَنْ
" لا العين تقدر ان تبقى لأن الشمس تقواها
ولا أحلامي التعسى.. لأن الموت سجاها...
ولست اعرف مملكةً ان لم تكن لي يا وطن!!"
ان لم تكن لي يا وطن..
هلا عكاري