عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 02 / 2009, 12 : 07 PM   رقم المشاركة : [6]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: حصريا: كتاب اليهودية بين النظرية والتطبيق

[align=justify]
الباب الثاني

محتوى التعاليم الدينية اليهودية

الفصل الأّول

"النزعة العدوانية"


إنّ روايات الثأر والانتقام والاعتداء والقتل تطغى على كلّ ما يرد في النصوص التوراتية والتلمودية المتداولة حالياً، وهي لاتخلو من الغدر والخيانة والحضّ على الاستعلاء والعدوان والتسّلط والعزلة وضرورة التوّجس من الأغيار والتّرفع عنهم ، وهو ما اتخذته الصهيونية منهجاً رئيسياً وأعادت تشكيله بما يتّفق والواقع الراهن.( 1)

هذه الروايات التوراتية تنسب تلك الروح العدوانية إلى " يهوه " الاله المسّمى " ربّ الجنود "، فهي تؤكد على مشاركته في كلّ عدوان، فتغدو الحرب حربه والثأر ثأره والانتقام انتقامه حتى على شعبه المقدّس إن تردّد في تنفيذ مخّططاته العدوانية أو استنكر.(2)
نستشّف من هذه الروايات أن ليس هناك سبب منطقي لهذه الروح العدوانية إلاّ الروح العدوانية نفسها ورغبة يهوه أن تعرفه الشعوب والأمم على أنّه القادر القوي المتّميز الحامي لشعبه المقّدس .(3)
وحسب الرواية التوراتية نجد أنّ الاله اليهودي ومنذ بدء الخليقة مّيز بين الانسان وأخيه الانسان ، فخلق من هذا التمييز ذلك الحقد المشبع بالعدوان والانتقام، فنقرأ أنّه تقّبل قربان هابيل ولم يتقّبل قربان أخيه قابيل، فاغتاظ الأخير وحقد على أخيه وقتله وكانت النتيجة أن لعنه الاله يهوه إلى الأبد.(4)
ثم جاءت لعنة نوح الناطق باسم يهوه لحفيده كنعان بن حام وبعد ليلة سكر وتعرٍّ، بداية لطوفان جديد لايزال مستمراً، تمثّل في تقسيم العائلة البشرية بين سادة وعبيد ، فأرسى هذا التقسيم العداء الأبدي، وولّد لدى اليهود نزعة الاستعلاء والتسّلط والعدوان تجاه الشعوب الأخرى، نظراً لأنّهم نسبوا أنفسهم إلى النّسل المبارك والزرع المقّدس.(5)
إنّ ما قام به أسلاف اليهود من أعمال عدوانية تعتبر بطولات وأمجاداً وعلى كل يهودي أن يلتزم بسلوكية هؤلاء الأسلاف، وأن يكوّن من هذه السلوكية شخصيته المتمّيزة والمترفّعة والمشبعة بالتوجس والعدوان. ولهذا فإنّ نظام التعليم اليهودي يرتكز على تعريف الطفل في سّن الرابعة على هويته واسلافه ويدّرب على الاحتراز من الأغيار وعدم مخالطتهم، وزرع فكرة القداسة والاختيار في عقله الباطن.
في نصوص التّوراة نقرأ كثيراً من أعمال العنف والعدوان، وهي كما يزعم اليهود، بطولات قام بها أسلافهم التزاماً بأوامر الرّب يهوه، كما نقرأ أوامر وأحكاماً تؤكد على التسّلط والتوّجس والاحتراز والعدوان والعزلة وعدم الاختلاط بالشعوب والأمم الأخرى نظراً لنجاستها ودونيتها، ونجد الروح العدوانية واضحة تماماً في السلوك والأفكار.
إنّ سفر التكوين عبارة عن معمعة من أعمال العنف والغدر والقتل والرذيلة أراد منها الأحبار اليهود أن تكون منهجاً وسنة يقتضى اتباعها في كل زمان وأوان.. حيث إرادة الاله يهوه كما يزعمون.
ففي الاصحاح الرابع والثلاثين نقرأ عن اعتداء أبناء يعقوب بن اسحق “ إسرائيل “ على سكان منطقة شكيم التي كانوا يسكنون فيها ويلقون كلّ الاحترام والمحبة منهم. فقد أحبَّ " شكيم" ابن حمور زعيم المنطقة إبنة يعقوب، وأرادها زوجة له وقد طلبها من والدها وإخوتها، لكنّ أولاد يعقوب غدروا بشكيم ووالده وبسكان المنطقة جميعهم، بعد أن احتالوا عليهم وتمكنّوا منهم وقتلوهم، ثم هربوا من المنطقة بعد أن نهبوا البيوت جميعها وسبوا النساء والاطفال.( 6)
في سفر الخروج يعاني المصريون معاناة كبيرة من سياسة يهوه العدوانية دون أن يكون هناك أي سبب منطقي إلاّ رغبة يهوه في أن يعرفه المصريون ويتمجّد بهم وبفرعون ويخرج شعبه الخاص المدلل إلى كنعان . وكأنه لايستطيع أن يدفع بالمصريين إلى معرفته بأعمالٍ خيّرة وطيبة تكون أكثر فاعلية من العدوان والرعب.
كان يهوه وراء قساوة قلب فرعون وهو الذي دفع المصريين أن يتشّددوا ويقسّوا قلوبهم، لقد كانوا مسّيرين تماماً ولم يكن بمقدورهم إلاّ أن يكونوا كذلك إنّها إرادة يهوه الراغب في دفع المصريين إلى الخطيئة ومن ثمّ معاقبتهم دون رأفة.(7)
إنّ كل المصائب والأهوال التي حّلت بالمصريين كان وراءها يهوه ، وقد سّمى محرّر السفر هذه المصائب والأهوال ب " العجائب " و" الأحكام العظيمة". أليس من الممكن أن تتّم عملية خروج بني إسرائيل من مصر دون اللجوء إلى هذه الأعمال العدوانية ، فقط لو ليَّن قلب فرعون وعبيده وأعطى آياته وعجائبه طابع الخير والمحبة فيخّلف انطباعاً ايجابياً لديهم ليحبوه ويعرفوه.؟.
كان من الممكن مثلاً أن يحوّل لهم الصحراء إلى حدائق مليئة بالأشجار المثمرة والينابيع الرّقراقة، تلك آية عظيمة. وكان من الممكن أيضاً أن يزرع الايمان في قلوب المصريين فيصيروا من شعبه الخاص المقدّس. أو حتى أن يعتم على عملية الخروج من مصر بطريقة لاتؤذي المصريين ولا تشّكل قضية راح ضحيتها غرقاً آلاف القتلى من المصريين . لكنّه لم يفعل هذا لأنّ محرّر السفر لايريد أن يكون إلهه متسامحاً شمولياً. ولهذ فقد حوّل المياه في كل مناطق مصر إلى دماء، فمات السمك وأنتنت المياه وهلك السكان من العطش.(8)
ثم نشر الضفادع بعد هذا في كلّ تخوم مصر حتى دخلت كلّ بيت وكلّ فراش وامتزجت بالطعام والشراب ووصلت إلى مخدع فرعون ذاته فعانى المصريون معاناة كبيرة جداً وهلك الكثير منهم حتى استنجد فرعون وعبيده.(9)
وسّلط البعوض على المصريين في كل مكان ، وهيّج بعده الذباب ثم أمات جميع المواشي، وحّول رماد الأتون إلى غبار انتشر في كل مكان بمصر وصار على الناس والبهائم دمامل طالعة ببثور.(10)
كما أرسل البرد الشديد على كلّ أرض مصر فمات من السكان عدد كبير وضرب البرد جميع ما في الحقول من الناس والبهائم والأعشاب والأشجار والنباتات والمحاصيل، وبعد ذلك سّلط الجراد حيث أرسل ريحاً شرقية فغّطى الجراد كل أرض مصر فأكل الشجر والنباتات والمحاصيل وملأ البيوت وخرّب الكثير في أرض مصر.(11)
بعد ذلك نشر الظلام مدّة ثلاثة ايام في كل أرض مصر ، ثم أمات كلّ بكرٍ في مصر من بكر فرعون الجالس على كرسّيه إلى بكر الجارية خلف الرّحى وكلّ بكر بهيمة ، فلم يكن هناك بيت في مصر إلاّ وفيه ميت باستثناء شعبه الخاصّ المقدس بني إسرائيل.(12)
وكانت الضربة القاضية التي مزّقت المصريين هي إغراقهم في البحر بعد أن دفع بهم إلى ملاحقة بني إسرائيل والدخول وراءهم في البحر عندما انشّق لموسى وجماعته.(13)
لم يعد هناك جيش مصري حسب الرواية التوراتية، فقد غرق الجيش وكل المعدات وغرق فرعون وأعوانه . وغادر بنو إسرائيل باتجاه أرض كنعان ..
هذا ما حلَّ بالمصريين من كوارث ومصائب من إله بني إسرائيل رغم أنّهم احتضنوا شعبه الخاصّ ومنحوه الأرض والأمان والحرية، حيث نقرأ في سفر التكوين قصة يوسف وكيف بيع في مصر، وصار بعد فترة من المتنفذين في البلاط المصري. وكان هذا من العوامل المساعدة التي دفعته أن يستدعي والده وإخوته من كنعان ليسكنوا في مصر بموافقة ورغبة فرعون نفسه(14)
لقد كان موقف المصريين من بني إسرائيل موقفاً إنسانياً معبراً عن كرم الضيافة والمروءة والمحبة والنظرة الشمولية للانسان والاله .. فخيّر فرعون يوسف واهله في اختيار المكان الذي يرغبون السكن فيه قائلاً له :
“ أبوك وإخوتك جاؤوا إليك. أرض مصر قدامك في أفضل الأرض اسكن أباك وإخوتك "(15)
لكنّ بني إسرئيل ومنذ أن دخلوا مصر فضّلوا بدافع من عنصريتهم وتعصّبهم الانعزال عن المصريين وعدم الاختلاط معهم، فاختاروا أرض جاسان المستّقلة والبعيدة من أجل هذا الهدف . وعاشوا فيها بهناءٍ فتكاثروا واثمروا وأمضوا أكثر من أربعمئة عام باطمئنان في ظّل الاحترام المصري.
لقد غدر بنو اسرئيل بالمصريين وتجاهلوا كل هذا التكريم الذي غمرهم به فرعون وشعبه، وجاءت هذه الأحكام العجيبة العظيمة كما يسّميها محرر سفر الخروج لتدفع بالمصريين إلى التهلكة، ويهرب بنوإسرائيل بعد أن يسرقوا حلّي وأمتعة النساء المصريات باحتيال مدروس ومخطط له من الاله يهوه .(16)
إنّ كتّاب الأسفار التوراتية الذين يدفعون بيهوه لأن يكون وراء هذا الحقد والتشّدد والرؤية الضيّقة كانوا هم من يعاني من هذه النزعات الّلاإنسانية، وحّملوا يهوه كلّ التبعات فغدا العدوان عدوانه الذي يخطط له ويحضّ على تنفيذه وهذا العدوان لايجوز إلاّ أن ترافقه أعمال القتل والحرق والتدمير والسبي دون رحمة أو رأفة لا بالنساء ولا بالاطفال ولا بالشيوخ الكبار.
في سفر الخروج نجد كثيراً من وصايا الاله يهوه إلى شعبه المختار المقّدس محذراً ومتوعداً ومنذراً :" ها أنا مرسلٌ ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك إلى المكان الذي أعددته . احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه لأنه لا يصفح عن ذنوبكم لأن اسمي فيه ولكن إن سمعت لصوته وفعلت كلّ ما أتكلم به أعادي أعداءك واضايق مضايقيك. فإنَّ ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحثيين والغرزيين والكنعانيين والحوّيين واليبوسيين فأبيدهم ". (17)
إنَّ موسى كما يصّوره كاتب سفر الخروج كان قاسياً متشدداً إلى الدرجة التي لم يكن ليتوانى عن تنفيذ أيّة عقوبة حتى على شعبه المميّز المختار من الاله يهوه، فقد كانت نزعته العدوانية متفّوقة على النزعة الانسانية، والأصح فإنّ كاتب السفر محى تماماً كل ما يتعّلق بالانسانية . فهو انعزالي تسّلطي، مقدّس متمّيز ، مختار.
لهذا كان موسى ينظّم جماعته تنظيماً خاصّاً على أنّهم الشعب المقّدس المختار صاحب الاله الخاص . الذي لايريد لهذا الشعب أن يختلط بالأمم الأخرى لأنّه الأطهر والأنقي والأخّص. كان يغذي فيهم عقيدة التفوق والعنصرية والانعزالية والحقد تجاه كل الشعوب والأمم الأخرى . وكونه كان ناطقاً باسم يهوه فقد كانت وصاياه مبرمجة ومنظّمة ولا مجال للنقاش فيها ، إنّها أوامر صارمة صادرة عن الاله بالذات. فهو الذي يرغب في إبادة الأمم والشعوب التي خلقها أو ربما خلقها إله غيره. فنقرأ مثلاً في سفر الخروج :" أرسل هيبتي أمامك وازعج جميع الشعوب الذين تأتي عليهم واعطيك جميع أعدائك مدبرين وأرسل أمامك الزنابير فتطرد الحوِّيين والكنعانيين والحثيين من أمامك .."..(18)
فخلال الفترة التي أمضاها موسى في الصحراء يدرّب جماعته تدريباً يتناسب وافكاره العدوانية العنصرية، كان دوماً يشير إلى ضرورة الانعزال وإبادة الآخرين من الأمم الأخرى والتمسك بمبادئ يهوه الناطق باسمه. وقد نجح موسى في زرع النزعات العدوانية في نفوس جماعته كما نستشّف من خلال ما أورد كاتب سفر العدد . الذي يروي عن غزو مديان والمجزرة التي ارتكبها أتباع موسى في هذه المنطقة والتي يعتبرها كاتب السفر بطولات وواجب ديني وتنفيذاً لأوامر الاله يهوه . حيث نقرأ:" وكلّم الرّب موسى قائلاً انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضّم إلى قومك : فكّلم موسى الشعب قائلاً جرّدوا منكم رجالاً للجند فيكونون على مديان ليجعلوا نقمة الرّب على مديان .."(19)
". فتجنّدوا على مديان كما أمر الرّب وقتلوا كل ذكرٍ وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم آوي وراقم وصور وحور ورابع ، خمسة ملوك مديان وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكلّ أملاكهم واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنّار . وأخذوا كلّ الغنيمة وكلّ النهب من الناس والبهائم وأتوا إلى موسى وألعازر الكاهن وإلى جماعة بني إسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة إلى المحّلة إلى عربات موآب التي على أردّن أريحا فخرج موسى وألعازر الكاهن وكلّ رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحّلة فسخط موسى على وكلاء الجيش ورؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حيّة. إنّ هؤلاء كنَّ لبني إسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرّب في أمر فغور فكان الوباء في جماعة الرّب . فالآن اقتلوا كلّ ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكرٍ اقتلوها..".(20)
إنّها مجزرة تقشّعر لها الأبدان وسببها أنّ رجلاً من بني إسرائيل تزوج بامرأة مديانية، فاعتبر موسى أنّ هذا العمل بمثابة خرق : للشريعة والقوانين التي تحرّم الزواج بأجنبيات وتحضّ على العزلة وضرورة الحفاظ على الزرع المقّدس. وعلى الرغم من أنّ الكاهن الشّاب فينحاس بن ألعاز بن هرون وثب على الرجل الاسرائيلي وعلى المرأة المديانية وقتلهما فوراً ، إلاّ أنّ هذا لم يشف غليل موسى ولا يهوه فأمر أن تحرق مديان وأن تسبى النساء وتقتل وأن يقتل كل ذكرٍ وكلّ طفل كما مّر معنا. مع الاشارة إلى أنّ مديان ، كانت الملجأ الذي التجأ إليه موسى عندما هرب من مصر بعد أن قتل مصرّياً دفاعاً عن عبراني من بني جلدته حسب ما يروي كاتب سفر الخروج، وقد أمضى في مديان مدة تترواح بين أربعين إلى خمسين سنة ، تزوّج خلالها من إبنة كاهن مديان " صفّورة" وأنجب منها ولديه " جرشوم وأليعازر ".(21)
إنّ موسى وكما نستشّف من الرواية التوراتية لم يحترم أنّه كان نزيلاً لدى المديانيين وأنّ زوجته مديانية " صفورة إبنة كاهن مديان يثرون" وأنّ المديانيين احتضنوه وعاش في كنفهم معزّزاً مكرّماً. وكان حميه يحبّه وينتصر لآرائه وأفكاره وقد وقف إلى جانبه مؤيداً دعوته، وعندما خرج موسى بجماعته من مصر وعلم بذلك حميه يثرون خرج لملاقاته، وكان قد نزل موسى وجماعته في التربة في مكان يدعى " جبل الّله" وقد رافقته زوجة موسى وولديه والتقيا هناك حيث أثنى ثيرون على موسى وقدّم له نصائح ومعلومات هامة ساهمت في تنظيم دعوته وقد أخذ بها موسى وطبّقها.(22)
لقد نسي موسى أو تناسى كل هذا فكانت مجزرة مديان تأكيداً واضحاً على سياسة الانغلاق والعنصرية والغدر والعدوان، وطريقاً سار عليه أتباعه فيما بعد، ولايزال حتى الآن المنهاج الرئيسي للحياة اليهودية .
وكان تعقل " بلعام بن بعور" نبيّ الموآبيين تأكيداً آخر على أنّ الكاتب التوراتي كان يرغب أن تكون الروح العدوانية منهجاً دائماً حتى مع الذين يتحالفون مع بني إسرائيل وينتصرون لهم. فالزرع المقّدس ينبغي أن لا يدّنس برجاسات الأمم والشعوب . ولو استدعى ذلك مزيداً من الغدر والخيانة ومقابلة الاحسان بالاساءة.(23)

---------------------------------------------

( 1) يردّد قادة إسرائيل دائماً الحجة التوراتية لترسيخ المطالب الاقليمية والحقّ الالهي في التّملك بفلسطين وترسيخ شريعة الأعمال الارهابية ضد العرب وإسباغ الشرعية على كيانهم السياسي. فيروى عن بن غوريون قوله:" إنّي أعتبر يشوع هو بطل التوراة ". وفي رسالة وجهها إلى الجيش الاسرائيلي في 7 تشرين الثاني 1956 يقول:" لقد أرجعتمونا إلى المكان الذي أعطينا فيه القانون ، وفيه كلّفنا الرّب بأن نكون شعباً مختاراً، لقد رأينا بأم أعيننا الآيات التي لا تموت تحيا من جديد ، الآيات التي تنبئنا عن رحيل أجدادنا من مصر وعن وصولهم إلى صحراء سيناء. ونقرأ قول غولدا مائير:" وجد هذا البلد كانجاز لوعد صدر عن الرّب بالذات". ويقول مناحيم بيغن:" وعدنا هذه الأرض ولنا عليها حقوق". ثم نقرأ ما قاله موشي دايان:" إذا كنّا نملك التوراة وإذا ما اعتبرنا أنفسنا شعب التوراة وجب علينا احتلال الأراضي التوراتية ، أراضي قضاة ورؤوساء القدس والخليل وأريحا وغيرها من الأمكنة.".

(2) " فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهرون أخوك يكون نبّيك أنت تتكّلم بكلّ ماآمرك وهرون أخوك يكّلم فرعون ليطلق بني اسرائيل من أرضه، ولكنّي أقسّي قلب فرعون وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر ولا يسمع لكما فرعون حتى أجعل يدي على مصر فأخرج أجنادي شعبي بني اسرائيل من أرض مصر بأحكام عظمية فيعرف المصريون أنّي أنا الرب" سفر الخروج 7/1-5 /.

(3) " ثم قال الرب لموسى ادخل إلى فرعون فإني أغلظت قلبه وقلوب عبيدة لكي أصنع آياتي هذه بينهم" سفر الخروج.

(4) وكان هابيل راعياً للغنم وكان قابيل عاملاً في الأرض وحدث من بعد أيام أنّ قايين قدّم من أثمار الأرض قرباناً للرّب وقدّم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرّب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر . فاغتاظ قايين جداً وسقط وجهه فقال الرّب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك إن أحسنت أفلا رفعٌ وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة ، إليك اشتياقها وأنت تسود عليها، وكلّم قايين هابيل أخاه وحدث إن كانا في الحقل أنّ قايين قام على أخيه هابيل وقتله." سفر التكوين الاصحاح الرابع/ 18/.

(5) " وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر وسكر وتعّرى داخل خبائه. فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما. فلما استيقظ نوح من خمره علم بما فعل ابنه الصغير فقال: ملعونٌ كنعان عبد العبيد يكون لإخوته . وقال مبارك إله سام وليكن كنعان عبداً لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبداً لهم ." سفر التكوين الاصحاح التاسع.

( 6) وتكّلم حمور معهم قائلاً شكيم ابني قد تعّلقت نفسه بابنتكم، أعطوه إيّاها زوجة وصاهرونا تعطونا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم اسكنوا واتجرّوا فيها وتملكّوا بها . ثم قال شكيم لأبيها ولاخوتها دعوني أجد نعمة في أعينكم فالذي تقولون لي أعطي . كثرّوا عليَّ جداً مهراً وعطّية فأعطي كما تقولون لي وأعطوني الفتاة زوجة . فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكرٍ وتكّلموا لأنّه كان قد نجسّ دنية أختهم فقالوا لهما لانستطيع أن نفعل هذا الأمر. أن نعطي أختنا لرجل أغلف لأنّه عار لنا. غير أننأ بهذا نواتيكم إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكرٍ نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً وإن لم تسمعوا لنا أن تختتتنوا نأخذ ابنتنا ونمضي فحسن كلامهم في عينّي حمور وفي عيّني شكيم بن حمور ولم يتأخر الغلام أن يفعل الأمر لأنّه كان مسروراً بابنة يعقوب وكان أكرم جميع بيت أبيه فأتى حمور وشكيم إلى باب مدينتهما وكلّما أهل مدينتهما قائلين هؤلاء القوم مسالمين لنا فليسكنوا في الأرض ويتجرّوا فيها وهوذا الأرض واسعة الطرفين أمامهم نأخذ لنا بناتهم زوجاتٍ ونعطيهم بناتنا غير أنّه بهذا فقط يواتينا القوم على السكن معنا لنصير شعباً واحداً بختننا كل ذكرٍ كما هم مختونون، ألا تكون مواشيهم ومقتناهم وكلّ بهائمهم لنا نواتيهم فقط فيسكنون معنا. فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة واختتن كل ذكرٍ كل الخارجين من باب المدينة . فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوّجعين أنّ ابني يعقوب شمعون ولاوي أخوي دنية أخذا كلّ واحدٍ سيفه وأتيا على المدينة بأمنٍ وقتلا كل ذكرٍ وقتلا حمور وشكيم ابنه بحدِّ السيف وأخذا دنية من بيت شكيم وخرجا ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لأنّهم نجسّوا أختهم، غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكلّ أطفالهم ونساءهم وكلّ ما في البيوت.".
انظر سفر التكوين الاصحاح 34/ 8- 29/.

(7) " وها أنا أشدّد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم فأتمجّد بفرعون وكل جيشه بمركباته وفرسانه فيعرف المصريون أنّي الرّب حين أمجّد بفرعون ومركباته وفرسانه" سفر الخروج الاصحاح 14/ 17- 18/.
" وقال الرّب لموسى عندما تذهب لترجع إلى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدّام فرعون ولكّني أشدّد قلبه حتى لايطلق شعبي".
سفر الخروج الاصحاح / 4/ .

(8) ثم قال الرّب لموسى قل لهرون خذ عصاك ومدَّ يدك على مياه المصريين على أنهارهم وعلى سواقيهم وعلى آجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دماً فيكون دم في كلِّ أرض مصر. في الأحجار وفي الأخشاب . ففعل هكذا موسى وهرون كما أمر الرّب. رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر أمام عيني فرعون وأمام عيون عبيده فتحّول كل الماء الذي في النهر دماً ومات السّمك الذي في النهر وأنتن النهر فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماءً من النهر وكان الدّم في كلّ أرض مصر ".. سفر الخروج الاصحاح 7/ 19- 21/.

(9) سفر الخروج الإصحاح الثامن

(10) سفر الخروج الإصحاح الثامن والإصحاح التاسع

(11) سفر الخروج الإصحاح التاسع والاصحاح العاشر

(12) سفر الخروج الإصحاح العاشر والاصحاح الثاني عشر

(13) " فقال الرّب لموسى مالك تصرخ إليَّ قل لبني إسرائيل أن يرحلوا وارفع أنت عصاك ومدّ يدك على البحر وشّقه فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة وها أنا أشدّد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم فأتمجّد بفرعون وكلّ جيشه بمركباته وفرسانه فيعرف المصريون أّني أنا الرّب حين أتمجّد بفرعون ومركباته وفرسانه". سفر الخروج الاصحاح / 14/ " ومّد موسى يده على البحر فأجرى الرّب البحر على اليابسة والماء سورٌ لهم عن يمينهم وعن يسارهم وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر ". سفر الخروج الاصحاح الرابع عشر.
" فدفع الرّب المصريين في وسط البحر فرجع الماء وغطّى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد وأما بنو إسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سورٌ لهم عن يمينهم وعن يسارهم ". سفر الخروج الاصحاح الرابع عشر

(14) " وسمع الخبر في بيت فرعون وقيل جاء إخوة يوسف فحسن في عينّي فرعون وفي عيون عبيده فقال فرعون ليوسف قل لإخوتك افعلوا هذا . حّملوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا إلى أرض كنعان وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إليّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض . فأنت قد أمرت افعلوا هذا خذوا لكم من أرض مصر عجلات . لأولادكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأنّ خيرات أرض مصر جميعها لكم .". سفر التكوين الاصحاح / 45/ 16- 20/.

(15) " فكلّم فرعون يوسف قائلاً أبوك وأخوتك جاؤوا إليك. أرض مصر قدامك ، في أفضل الأرض أسكن أباك وإخوتك .". سفر التكوين الاصحاح / 47 / 5-6/

(16) وفعل بنو إسرائيل حسب قول موسى طلبوا من المصريين أمتعة فضةٍ وأمتعة ذهبٍ وثياباً واعطى الرّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين ". سفر الخروج الاصحاح 12/ 25- 26 /.

(17) نقرأ أيضاً :" فإّني أدفع إلى أيديكم سكان الأرض فتطردهم من أمامك لاتقطع معهم ولا مع آلهتهم عهداً لايسكنون في أرضك لئلا يجعلوك تخطئ إليّ ". سفر الخروج الاصحاح 23/ 31- 33/.

(18) سفر الخروج الاصحاح 23/ 27-28/.

(19) سفر العدد الإصحاح 30/ 1-3/.

(20) سفر العدد الإصحاح 31/ 1- 17/

(21) وحدث في تلك الأيام لّما كبر موسى أنّه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم فرأى رجلاً مصرّياً يضرب رجلاً عبرانياً من إخوته فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحدٌ فقتل المصري وطمره في الرّمل ." سفر الخروج الاصحاح الثاني /11- 12/.

(22) " فسمع ثيرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الّله إلى موسى وإلى إسرائيل شعبه . أنّ الرّب أخرج إسرائيل من مصر. فأخذ ثيرون حمو موسى صفورة امرأة موسى بعد صرفها وابنيها اللذين اسم أحدهما جرشوم لأنّه قال كنت نزيلاً في أرض غريبة. واسم الآخر أليعازر لأنّه قال إله أبي كان عوني وانقذتي من سيف فرعون . وأتى ثيرون حمو موسى وابناه وامرأته إلى موسى إلى البرّية حيث كان نازلاً عند جبل الّله ".. سفر الخروج الاصحاح الثامن عشر /1-5/.
ونقرأ أيضاً النصائح التي قدمّها الكاهن ثيرون لموسى :" الآن اسمع لصوتي فأنصحك فليكن الّله معك كن أنت للشعب أمام الله وقدم أنت الدعاوي إلى الّله وعلّمهم الفرائض والشرائع وعرفّهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه ، وأنت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله أمناء مبغضين الرّشوة وتقيمهم عليهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات فيقضون للشعب كلَّ حين : ويكون أنّ كل الدعاوي الكبيرة يجيئون بها إليك وكلّ الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها وخفف عن نفسك فهم يحملون معك " سفر الخروج الاصحاح الثامن عشر / 19- 22/.
" فسمع موسى لصوت حميه وفعل كل ما قال ". خروج الاصحاح الثامن عشر / 24/.

(23) فتجنّدوا على مديان كما أمر الرّب وقتلوا كل ذكرٍ وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم آوي وراقم وصور وحور ورابع خمسة ملوك مديان، وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف". انظر سفر العدد الاصحاح الثلاثون.
يتبــــع>>>
[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس