عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 02 / 2009, 30 : 07 PM   رقم المشاركة : [8]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: حصريا: كتاب اليهودية بين النظرية والتطبيق

[align=justify]
تتمة: الباب الثاني (محتوى التعاليم الدينية اليهودية)

الفصل الأّول

"النزعة العدوانية"

إنّ ماقامت به ياعيل صار مفخرة كبيرة،. لدى اليهود . ومثلاً سار عليه الخلف.. وقد ترّنمت دبورة بهذا السلوك واعتبرته من الأعمال الصّالحة التي يباركها الرّب يهوه فنقرأ:” تبارك على النساء ياعيل امرأة حابر القيني على النساء في الخيام تبارك . طلب ماءً فأعطته لبناً في قصعة العظماء. قدّمت زبدةً مدّت يدها إلى الوتد ويمينها إلى مضراب العملة وضربت سيسرا وسحقت رأسه شدّخت وخرّقت صدغه"(57)
وبعد وفاة "دبورة" عاد بنوإسرئيل يعملون الشر في عيّني الرّب فغضب الرّب، وسّلط عليهم المديانيين سبع سنين، وقد عانى الاسرائيليون منهم معاناة كبيرة كما يروي كاتب سفر القضاة حتى صرخوا إلى الرّب مستنجدين فأقام لهم قاضياً جديداً يدعى" جدعون بن يوآش الأبيعزري" الذي كان مزارعاً يعمل مع والده حسب الروّاية. حيث أتاه ملاك الرّب وأمره ملاك الرّب أن يتجهز ليشن عدواناً على المديانيين مشيراً إلى أنّ الرّب سيكون معه فنقرأ :"فقال له الرّب إني أكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد." (58)
لقد اجتمع لجدعون عدد من العاطلين الخارجين على القانون وقدرهم كاتب السفر بثلاثمئة رجل . وبهم بدأ جدعون أعماله العدوانية هنا وهناك ضدّ المديانيين وقتل أميري المديانيين آنذاك " غراب وذئب " وقطع رأسيهما .(59)
إنّ جدعون هذا هذا كان خارجاً على القانون، والسلطات المحلية تطارده ومن معه، فكان يلجأ من مكان إلى مكان ويستخدم العنف والغدر للحصول على الطعام من السكان الآمنين في المنطقة. فهو وبعد أن نجح في قتل " غراب وذئب" بحيلة دبرها وجماعته، هربوا إلى الأردّن . ووصل سكّوت فطالب سكانها أن يعطوه خبزاً ليتابع عدوانه فرفض أهل سكوت فهم يعرفون أنّه خارج على القانون والسلطات المحلية تلاحقه، لهذا هدّدهم جدعون قائلاً :" عندما يدفع الرّب زبح وصلمناع بيدّي أدرس لحمكم مع أشواك البّرية بالنوارج"(60)
وكذلك فعل معه أهل فنوئيل، فوعد بهدم برج فنوئيل، وتابع سيره إلى أن وصل إلى منطقة تدعى " قرقر" حيث يعسكر هناك ملكا مديان " زبح وصلمنَّاع " ومعهما جيش يقدره كاتب السفر بخمسة عشر ألفاً ، وقد تمكن جدعون من القضاء على هذا الجيش واسر الملكين المديانيين زبح وصلمناع، ثم جاء إلى سكُّوت كما وعد فنقرأ:" ودخل إلى أهل سكُّوت وقال هوذا زبح وصلمناع اللذان عيرتموني بهما قائلين هل أيدي زبح وصلمنَّاع بيدك الآن حتى نعطي رجالك المعيين خبزاً . وأخذ شيوخ المدينة واشواك البرية والنوارج وعلَّم بها أهل سكُّوت . وهدم برج فنوئيل وقتل رجال المدينة " (61)
إنّ جدعون هذا الذي كلّفه الرّب شخصّياً ليكون قاضياً على إسرائيل ومخلصّاً لبني إسرائيل من سطوة المديانيين، تخلى عن هذا الاله بعد أن حقّق انتصاراته على الآمنين وسرق منهم أقراط الذهب والفضة بالاضافة إلى الأهلَّة والحلق وأثواب الأرجوان والقلائد التي في أعناق جمالهم. فصنع في مدينته عفرة أقوداً حيث نقرأ :" فصنع جدعون منها أقوداً وجعله في مدينته في عفرة وزنى كلّ إسرائيل وراءه هناك فكان ذلك لجدعون وبيته فخّاً"...(62)
ونقرأ أيضاً في سفر القضاة عن " يفتاح الجلعادي" الذي أقامه يهوه ليكون قاضياً على إسرائيل وكيف قام بأعماله العدوانية ضدّ السكان الآمنين في عبر الأردّن في أرض الأموريين في جلعاد. وهذا القاضي كان ابن امرأة زانية حسب الروّاية التوراتية، وكان خارجاً على القانون ومعه عدد من الرّجال البطالين الذين التفّوا حوله.(63)
قام يفتاح الجلعادي بأعمال عدوانية متعددة ضدَّ عمون كما يروي كاتب سفر القضاة حيث نقرأ:" ثم عبر يفتاح إلى بني عمّون لمحاربتهم فدفعهم الرّب ليده. فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى منّينت عشرين مدينة وإلى آبل الكروم ضربة عظيمة جداً .".(64)
ومن القضاة أيضاً " شمشون " الذي كان جبّاراً كما يصفه كاتب السفر ، وتزوّج من إمرأة فلسطينية . وقد قام شمشون بأعمال عدوانية كثيرة ضدّ الفلسطينيين، فنقرأ أنّه قتل في مدينة أشقلون ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم،"( 65)
ونقرأ أيضاً أنّه أمسك ثلاثمئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذنباً إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثمّ أضرم المشاعل ناراً واطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزّرع وكروم الزيتون . ( 66)
كان شمشون مطارداً من قبل السلطات المحلية لأنّه كان من الخارجين عن القانون وشرساً إلى الدرجة التي لم يكن فيها قادراً على العيش دون أن يقتل ويسلب ويغزو السكان في المنطقة، فالعدوان في عروقه، وقد راح ضحية هذه الرّوح العدوانية آلاف الفلسطينيين كما يرد في الرواية التوراتية .(67)
وفي الاصحاح الثامن عشر من سفر القضاة، نقرأ عن عدوانٍ بشع قام به أفراد عشيرة " الدّانيون" بنوددان أحد أسباط بني إسرائيل، ضدّ سكان منطقة " لايش" الذين كانوا يعيشون حياة هانئة مطمئنة حيث نقرأ :" فأرسل بنودان من عشيرتهم خمسة رجالٍ منهم بني بأس من صرعة ومن أشتأول لتجسّس الأرض وفحصها.".((68)
" فذهب الخمسة الرجال وجاؤوا إلى لايش ورأوا الشعب الذي فيها ساكنين بطمأنينة كعادة الصيدونيين مستريحين مطمئنين وليس في الأرض مؤذٍ بأمرٍ وارثٌ رياسة وهم بعيدون عن الصيدونيين وليس لهم أمرٌ مع إنسان ". (69)
فارتحل من هناك من عشيرة الدانيين من صرعة ومن أشتأول ستمئة رجل متسّلحين بعّدة الحرب . وصعدوا وحلّوا في قرية يعاريم في يهوذا ." ((70)
" وجاؤوا إلى لايش إلى شعبٍ مستريح مطمئنٍ وضربوهم بحدِّ السيف وأحرقوا المدينة بالنّار. ولم يكن من ينقذ لأنّها بعيدة عن صيدون ولم يكن لهم أمرٌ مع إنسان . وهي في الوادي الذي لبيت رحوب. فبنوا المدينة وسكنوا بها ودعوا اسم المدينة دان باسم دان أبيهم الذي ولد لاسرائيل وأقام بنودان لأنفسهم التمثال المنحوت." ( 71)
وفي سفر صموئيل الأوّل نقرأ من الحضّ على العدوان والسلوك العدواني الذي نفّذه شاول وجماعته بتوجيهات من صموئيل النبّي أو الكاهن الذي كان يؤكد دائماً أنّ الاله يهوه يرغب في ذلك ، وهذه الرغبة هي قرار ثابت لامجال للتخّلي عنه أو التردّد في تنفيذه . "فيهوه" منتقم، مرعب ، غيور ، يغضب فوراً يسير أمام جنوده ، يحارب عنهم ويأمر بذبح البشر وتدمير المدن وقتل الشيوخ والأطفال ، هكذا كان يصّوره صموئيل أو يريده، إلهاً غاضباً، قاسياً متعطشاً للعنف والقتل والدماء، وهو في حمأة غضبه يضرب بالوباء ، أو يشقّ الأرض لتبتلع الناس أو يصعق بالموت. أو يسّلط النار لتلتهم النّاس وتأكلهم أو يضرب الناس بالبواسير.( 72)
إن شاول الذي مسحه لاحقاً صموئيل ملكاً على إسرائيل كما يروي كاتب سفر القضاة . كان متمرداً وخارجاً على القانون ومعه عدد من العاطلين المتمردين أيضاً لاهم لهم إلاّ العدوان والسلب والنهب، وقد تبنّاه الكاهن الحاقد صموئيل ودعمه مشيراً إلى أنّ يهوه وراءه، فنقرأ :" وقال صموئيل لشاول إياّي أرسل الرّب لمسحك ملكاً على شعبه إسرائيل والآن فاسمع صوت كلام الرّب. هكذا يقول ربّ الجنود. إنّي قد افتقدت ما عمل عماليق باسرائيل حين وقف له بالطريق عند صعوده من مصر. فالآن اذهب واضرب عماليق وحرَّموا كلَّ ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة . طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً جملاً وحماراً . فاستحضر شاول الشعب وعدّه في طلايم مئتي ألف راجلٍ وعشرة آلاف رجل من يهوذا.".( 73(
فالسلطة المحّلية كانت تلاحق هؤلاء العصاة المتمردين الذين كانوا يختبئون في المغاور والكهوف خلال النهار ويتحركون ليلاً يقطعون الطرق ويسلبون الناس الآمنين . فنقرأ :" وقال شاول لننزل وراء الفسطينيين ليلاً وننهبهم إلى ضوء الصباح ولا نبقي منهم أحداً .".(74)
وفي نفس الفترة التي كان فيها شاول متمرداً وخارجاً على القانون ويقف وراءه الكاهن صموئيل ، كان داود يظهر على السّاحة شيئاً فشيئاً ، يقضي أيامه في الغزو والسّطو بتوجيهات من الرّب يهوه مباشرة فنقرأ :" فقال الرّب لداود اذهب واضرب الفلسطينيين وخلّص قعيلة ".( 75)
وكان داود يسأل الرّب ليتأكد إن كان بمقدوره ضربهم والانتصار عليهم ويجيبه الرّب مؤكداً على أنّه سيدفعهم إلى يده وسيتمكن منهم فنقرأ:
" فعاد أيضاً داود وسأل من الرّب فأجابه الرّب وقال قم انزل إلى قعيلة وحارب الفلسطينيين فإني أدفع الفلسطينيين ليدك، فذهب داود ورجاله إلى قعيلة وحارب الفلسطينيين وساق مواشيهم وضربهم ضربة عظيمة وخلّص داود سكان قعيلة."(76)
" وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لأنّ هؤلاء من قديم ٍ سكّان الأرض من عند شور إلى أرض مصر . وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلاً ولا امرأة وأخذ غنماً وبقراً وحميراً وجمالاً وثياباً ورجع وجاء إلى أخيش". (77)
لقد خلت السّاحة لداود بعد أن مات شاول ونشط في عملياته العسكرية ضد السكان من الفلسطينيين والموآبيين والكنعانيين بشكل عام . ولم يكن هناك من يقف في وجهه لأنّ الرّب معه ، وهو الذي يحضّه ويدفعه لأن يغزو ويحارب عنه حسب ما يرد في سفر صموئيل الثاني ، حيث نقرأ : "وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين وذللهم وأخذ زمام القصبة من يد الفلسطينيين وضرب المؤابيين وقاسهم بالحبل أضجعهم على الأرض فقاس بحبلين للقتل وبحبلٍ للاستحياء" ( 78)
" وضرب داود هدد عزر بن رحوب ملك صوبة حين ذهب ليرّد سلطته عند نهر الفرات فأخذ داود منه ألف وسبعمائة فارس وعشرين ألف راجل . وعرقب داود جميع خيل المركبات وأبقى منها مئة مركبة "(79)
" وقتل داود من آرام سبعمئة مركبة واربعين ألف فارس وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك"( 80)
إنّ الأنبياء أو الكهنة أو رجال الله الناطقون باسم يهوه كانوا دوماً وراء كل الأعمال العدوانية والانغلاق والتعصّب والحقد تجاه الشعوب والأمم الأخرى .
لانقرأ عن أي واحد منهم كان يحضُّ على السلام والمحبة والتآخي والعفو عند المقدرة والتسامح .. جميعهم يحضّون على العدوان والابادة والقتل وعدم الرأفة، والتمّسك بالاله يهوه ربّ الجنود هذا الاله الحاقد الذي لا يرتاح إلاّ بمنظر الدماء، والقتل والتحريم والقطع ، وحرق المدن.
في سفر الملوك الثاني مثلاً نقرأ أنّ يهورام ملك إسرائيل ويهو شافاط ملك يهوذا اتفقا على محاربة موآب ، وقرّرا استشارة نبِّي ليسأل لهم الاله يهوه إن كان سيدفع ليدهم موآب أم لا . فأحضرا أليشع بن شافاط وكان نبيّاً آنذاك فقال لهم :" هكذا قال الرّب اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً لأنّه هكذا قال الرّب لاترون ريحاً ولا ترون مطراً وهذا الوادي يمتلئ ماءً فتشربون أنتم وما شيتكم وبهائمكم. وذلك يسيرٌ في عيني الرّب فيدفع موآب إلى أيديكم فتضربون كل مدينة محصّنة وكلّ مدينة مختارة وتقطعون كلّ شجرة طيبة وتطمّون جميع عيون الماء وتفسدون كلّ حقلة جيدة بالحجارة..".(81)
وفي سفر أشعيا، نجد أنّ هذا النّبي " أشعيا " يشعر بالكآبة والاحباط من التقصير الذي يراه من بني إسرائيل ، فهو يريدهم أن لايستريحوا من أعمال العدوان، نظراً لأنّ الاله يهوه يبغض الأمم الأخرى ويحقد عليها ويرغب في سحقها وإبادتها من أجل شعبه الخاصّ المقّدس. لهذا فإنّ سفر أشعيا عبارة عن دروس في الحقد والعنصرية والعنف ، يحذّر فيها اليهود من التخلّي عن أعمال العدوان والتسّلط والقتل حتىلا يغضب الإله يهوه وتنفيذاً للشريعة التي بنيت على التحريم والقطع والحضّ على العدوان والفوقية والعنصرية . فنقرأ :" اقتربوا أيّها الأمم لتسمعوا وأيّها الشعوب اصغوا. لتسمع الأرض وملؤها المسكونة وكلّ نتائجها . لأنّ للرّب سخطاً على كلّ الأمم وحموَّاً عل كل جيشهم . قد حرّمهم دفعهم إلى الذبح. فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم . ويفنى كلّ جند السموات وتلتف السموات كدرجٍ وكلَّ جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمة والسٌّقاط من التينة. لأنّه قد روي في السَّموات سيفي هو ذا على أدوم ينزل وعلى شعبٍ حرّمته للرّب سيفٌ قد امتلأ دماً اطلى بشحمٍ بدم خرافٍ وتيوسٍ بشحم كلى كباشٍ لأنّ للرّب ذبيحة في بُصرة وذبحاً عظيماً في أرض أدوم. وسقط البقر الوحشيُّ معها . والعجول مع الثيران وتروى أرضهم من الدّم وترابهم من الشحم يسمَّن . لأنَّ للرّب يوم انتقام سنة جزاء من أجل دعوى صهيون ." (82)
ونقرأ في موضع آخر :" ولكن هكذا يقول ربّ الجنود لاتخف من آشور ياشعبي الساكن في صهيون. يضربك بالقضيب ويرفع عصاه عليك على أسلوب مصر. لأنّه بعد قليل جداً يتُّم السّخط وغضبي في إبادتهم. ويقيم عليه ربُّ الجنود سوطاً كضربة مديان ".(83)
" هوذا السيد ربّ الجنود يقضب الأغصان برعبٍ والمرتفعو القامة يقطعون . والمتشامخون ينخفضون . ويقطع غاب الوعر بالحديد ويسقط لبنان بقديرٍ ". (84)
ثم نقرأ في الاصحاح الثالث عشر :" وحيٌ من جهة بابل رآه إشعيّاء بن آموص. أقيموا رايةً على جبل أقرع . ارفعوا صوتاً إليهم أشيروا باليد ليدخلوا أبواب العتاة . أنا أوصيت مقدَّ سَّي ودعوت أبطالي لأجل غضبي مفتخري عظمتي صوت جمهورٍ على الجبال شبه قومٍ كثيرين صوت ضجيج ممالك أمم مجتمعة. ربّ الجنود يعرض جيش الحرب . يأتون من أرض: بعيدةٍ من أقصى السّموات . الرّب وأدوات سخطه ليخرب كلّ الأرض." ( 85)
" هوذا يوم الرّب قادم قاسياً بسخطٍ وحموّ غضبٍ ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خطاتها " (86)
إنّ كافة الأمم والشعوب في نظر إشعيا خطاة وبالتالي فإنّ يهوه سيبيدهم من الوجود قتلاً ليبقى شعبه الخاصّ المقدس فقط فنقرأ :" وأعاقب المسكونة على شرّها والمنافقين على إثمهم وأبطل تعظّم المستكبرين وأضع تجبّر العتاة. وأجعل الرجل أعزَّ من الذّهب الإبريز والإنسان أعزَّ من ذهب أوفير لذلك أزلزل السّموات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط ربّ الجنود وفي يوم حموّ غضبه ويكون كظبي طريدٍ وكغنمٍ بلا من يحميها يلتفتون كلّ واحد إلى شعبه ويهربون كلُّ واحد إلى أرضه . كلّ من وجد يطعن وكلّ من انحاش يسقط بالسّيف . وتحطّم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم."(87)
لقد تعمد إشعّياء أو كاتب سفر إشعيّاء أن يحسم موضوع التهاون في مسألة الاندماج والمساواة والانسانية ، فاليهود هم الأخيار، هم النخبة والزرع المقدس، هم الأسياد، وهذا ما ينبغي، أن يفهمه كل يهودي ويغدو منهجاً وطريقاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلوك. وهذا يستدعي دون شّك استخدام العنف والقسوة. فنقرأ: " لأنّ الرّب سيرحم يعقوب ويختار أيضاً إسرائيل ويريحهم في أرضهم فتقترن بهم الغرباء وينضمون إلى بيت يعقوب ويأخذهم شعوب ويأتون بهم إلى موضعهم ويمثلكم بيت إسرائيل في أرض الرّب عبيداً وإماءً .(88)
وفي الاصحاح الثلاثين نقرأ :" هوذا اسم الرّب يأتي من بعيد غضبه مشتعلٌ والحريق شفتاه ممتلئتان سخطاً ولسانه كنارٍ آكلةٍ ونفخته كنهرٍ غامرٍ يبلغ إلى الرقبة لغربلة الأمم بغربال السّوء وعلى فكوك الشّعوب رسنٌ مضلٌّ ." (89)
ونقرأ في الاصحاح التاسع والأربعين : " هكذا قال السيد الرّب ها إنّي أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن . ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك. بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أنّي أنا الرّب الذي لايخزي منتظروه"(90)
ويستُّمر إشعيّاء في التأكيد على أنّ كافة الأمم سوف تكون في خدمة إسرائيل حيث نقرأ:" لأنّه تتحوّل إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم "
" وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك. وتنفتح أبوابك دائماً نهاراً وليلاً لاتغلق . ليؤتىّ إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم . لأنّ الأمّة والمملكة التي لاتخدمك تبيد وخراباً تخرب الأمم " (91)
" ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم، أمّا أنتم فتدعون كهنة الرّب تسمون خدام إلهنا . تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون"(92)
كما نجد هذه النزعة العدوانية في سفر إرمّيا أيضاًَ . وكاتب هذا السفر يركز على ضرورة التمسّك بالرّوح العدوانية تجاه كافة الشعوب وهو يحذر من مغبة التخّلي عن هذه الرّوح ، لأنّ غضب يهوه سريعٌ وتعطشه للدماء لاحدود له . فنقرأ :" الرّب من العلاء يزمجر ومن مسكن قدسه يطلق صوته يزئر زئيراً على مسكنه بهتافٍ كالدَّائسين يصرخ ضدّ كلّ سكان الأرض بلغ الضجيج إلى أطراف الأرض لأنّ للرّب خصومة مع الشّعوب هو يحاكم كلّ ذي جسدٍ يدفع الأشرار للسّيف يقول الرّب. هكذا قال رب الجنود. هوذا الشّر يخرج من أمّةٍ إلى أمّةٍ وينهض نوءٌ عظيمٌ من أطراف الأرض. وتكون قتلى الرّب في ذلك اليوم من أقصاء الأرض إلى اقصاء الأرض . لا يندبون ولا يضّمون ولا يدفنون. يكونون دمنةً على وجه الأرض."(93)
فإرميّا النبي ، الناطق باسم يهوه لاينسى أبداً أن يؤكد لبني اسرائيل أنّ يهوه ورغم ما يحمله من حقدٍ تجاه كل الأمم وتجاه من يتخّلى عن شريعته وقراراته فإنّه سيعيد لبني إسرائيل أمجادهم حتى لو أفنى كل الأمم الأخرى . لكن بشرط أن لا يندمجوا بالشعوب، وأن لايتخلوا عن العدوان بأشكاله المختلفة. فنقرأ:" أمّا أنت ياعبدي يعقوب فلا تخف يقول الرّب ولاترتعب ياإسرائيل لأنّي ها أنذا أخلصّك من بعيدٍ ونسلك من أرض سبيه فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح ولا مزعج . لأني أنا معك يقول الرّب لأخلّصك وإن أفنيت جميع الأمم الذين بدّدتك إليهم فأنت لا أفنيك بل أؤدبك بالحقِّ ولا أبّرئك تبرئةً. لأنّه هكذا قال الرّب كسرك عديم الجبر وجرحك عضالٌ. ليس من يقضي حاجتك للعصر . ليس لك عقاقير رفادةٍ. قد نسيك كلُّ محبيك. إياك لم يطلبوا لأني ضربتك ضربة عدوٍّ تأديب قاسٍ لأنّ إثمك قد كثر وخطاياك تعاظمت قد صنعت هذه بك. لذلك يؤكل كلّ آكليك ويذهب كلُّ أعدائك قاطبة إلى السَّبي ويكون كلُّ سالبيك سلباً وأدفع كلُّ ناهبيك للنهب."(94)
" هوذا زوبعة الرّب تخرج بغضبٍ. نوءٌ جارفٌ على رأس الأشرار يثور. لا يرتدُّ حموُّ غضب الرّب حتى يفعل وحتى يقيم مقاصد قلبه." (95)
إنّ إرميا، يصّب جام غضبه وحقده على كلّ الشعوب والأمم مؤكداً أن يهوه سوف يفني هذه الأمم وسيبيدها ويقتل شبانها وأطفالها وشيوخها ويحرق مدنها من أجل شعبه الخاصّ المقدس . فيبدأ بمصر ويصَّب لعنته عليها ويدفعها ليد نبوخذ نصر ملك بابل فيضرب جيشها ويبيده وينتقم يهوه من المصريين فنقرأ :" فهذا اليوم للسيد رب الجنود . يوم نقمةٍ للانتقام من مبغضيه فيأكل السّيف ويشبع ويرتوي من دمهم . لأنّ للسّيد ربّ الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات"( 96)
ويتابع إرميّا إلى بابل، مؤكداً على فنائها وعودة اليهود منها إلى أورشليم، بامانٍ واطمئنان. ثمّ يركز على أنّ الفلسطينيين سيهلكون، هكذا قال له الرّب فنقرأ :" كلمة الرّب التي صارت إلى إرميّا النبي عن الفلسطينيين قبل ضرب فرعون غزة"(97)
" بسبب اليوم الآتي لهلاك كلّ الفلسطينيين لينقرض من صور وصيدون كلَّ بقيةٍ تعين لأنّ الرّب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور" (98)
ويتوعد أيضاً بضرب موآب وتخريبها وإبادتها من الوجود . حيث نقرأ :" قريبٌ مجيء هلاك موآب وبليتها مسرعةٌ جداً . اندبوها ياجميع الذين حواليها وكلّ العارفين اسمها قولوا كيف انكسر قضيب العزِّ عصا الجلال . انزلي من المجد اجلسي في الظّلماء أيتها الساكنة بنت ديبون لأنّ مهلك موآب قد صعد إليك وأهلك حصونك. قفي على الطريق وتطلعي ياساكنة عروعير. اسألي الهارب والناجية قولي ماذا حدث . قد خزي موآب لأنّه قد نقض. ولولوا واصرخوا أخبروا في أرنوب أنّ موآب قد
أُهلك( 5)
كما يتوعّد بني عموّن قائلاً :" ها أيامٌ تأتي يقول الرّب وأسمع في ربّة بني عموّن جلبة حربٍ وتصير تلاً خرباً وتحرق بناتها بالنّار فيرث إسرائيل الذين ورثوه يقول الرّب"(100)

---------------------------------------------

(57) سفر القضاة الاصحاح الرابع.

(58) سفر القضاة الاصحاح السادس

(59) سفر القضاة الاصحاح السّابع.

(60) سفر القضاة الاصحاح الثامن

(61) سفر القضاة الاصحاح الثامن .

(62) سفر القضاة الاصحاح الثامن

(63) " وكان يفتاح الجلعادي جبار بأسٍ وهو ابن امرأة زانية " سفر القضاة الاصحاح /11/
" وأقام في أرض طوب فاجتمع إلى يفتاح رجال بطالون وكانوا يخرجون معه " الاصحاح / 11/

(64) سفر القضاة الاصحاح الحادي عشر

( 65) سفر القضاة الاصحاح الرابع عشر

( 66) سفر القضاة الاصحاح الخامس عشر.

(67) " وحلّ عليه روح الرّب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم"
" وقال شمشون بلحي حمارٍ كومةً كومتين. بلحي حمارٍ قتلت ألف رجل" سفر القضاة 14-15

((68) سفر القضاة الاصحاح الثامن عشر

(69) سفر القضاة الاصحاح الثامن عشر

((70) سفر القضاة الاصحاح الثامن عشر

( 71) سفر القضاة الاصحاح الثامن عشر.

( 72) " وخرجت نارٌ من الأرض وأكلت المائتين والخمسين رجلاً" سفر العدد 16
" ثقلت يد الرّب على الأشدوديين واخرجهم وضربهم بالبواسير" سفر صموئيل 6
- أما أهل بيت شمس " ضرب منهم خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً لأنّهم نظروا إلى تابوت الرّب" سفر صموئيل الاصحاح السادس.

( 73( سفر صموئيل الاصحاح الخامس عشر.

(74) سفر صموئيل الاصحاح الرابع عشر.
" وكانت حرباً على الفلسطينيين كل أيام شاول وأذ رأى شاول رجلاً جباراً أو ذا بأسٍ ضمه إلى نفسه ." 14/ 52

( 75) سفر صموئيل الأوّل الاصحاح الثالث والعشرون

(76) سفر صموئيل الأوّل الاصحاح الثالث والعشرون

(77) سفر صموئيل الأول الاصحاح السابع والعشرون

( 78) سفر صموئيل الثاني الاصحاح الثامن

(79) سفر صموئيل الثاني الاصحاح الثامن

( 80) سفر صموئيل الثاني الاصحاح العاشر.

(81) سفر الملوك الثاني الاصحاح الثالث .

(82) سفر إشعيّاء الاصحاح الرابع والثلاثون

(83) سفر إشعياء الاصحاح العاشر

(84) سفر إشعياء الاصحاح العاشر

( 85) سفر إشعياء الاصحاح الثالث عشر

(86) سفر إشعياء الاصحاح الثالث عشر.

(87) - سفر إشعيّاء الاصحاح الثالث عشر

(88) سفر إسعيّاء الاصحاح الثالث عشر

(89) سفر إشعيّاء الاصحاح الثلاثون

(90) سفر إشعيّاء الاصحاح التاسع والأربعون

(91) سفر إشعياء الاصحاح السّتون.

(92) سفر إشعيّاء الاصحاح الحادي والسّتون

(93) سفر إرميّا الاصحاح الخامس والعشرين

(94) سفر إرميّا الاصحاح الثلاثون.

(95) سفر إرميّا الاصحاح الثلاثون

( 96) سفر إرميّا الاصحاح السادس والأربعون

(97) سفر إرميّا الاصحاح السابع والأربعون

(98) سفر إرميّا الاصحاح السابع والأربعون

( 5) سفر إرميّا الاصحاح الثامن والأربعون

(100) سفر إرميّا الاصحاح التاسع والأربعون.


[/align]

يتبــــع>>>
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس