فلسطين .إيليا أبو ماضي
ديار السّلام ، و أرض الهنا***يشقّ على الكلّ أن تحزنا
فخطب فلسطين خطب العلى***و ما كان رزء العلى هيّنا
سهرنا له فكأنّ السيوف***تحزّ بأكباد ههنا
و كيف يزور الكرى أعينا***ترى حولها للرّدى أعينا ؟
و كيف تطيب الحياة لقوم***تسدّ عليهم دروب المنى ؟
بلادهم عرضة للضّياع***و أمّتهم عرضة للفنا
يريد اليهود بأن يصلبوها***و تأبى فلسطين أن تذعنا
و تأبى المرؤة في أهلها***و تأبى السّيوف ، و تأبى القنا
أأرض الخيال و آياته***و ذات الجلال ، و ذات السنا
تصير لغوغائهم مسرحا****و تغدو لشذّاذهم مكمنا ؟
بفسي " أردنّها " السلسبيل***و من جاوروا ذلك الأردنا
لقد دافعوا أمس دون الحمى***فكانت حروبهم حربنا
و جادوا بكلّ الذي عندهم***و نحن سنبذل ما عندنا
فقل لليهود و أشياعهم***لقد خدعتكم بروق المنى
ألا ليت " بلفور " أعطاكم***بلادا له لا بلادا لنا
" فلندن " أرحب من قدسنا***و أنتم أحبّ إلى " لندنا "
ومنّاكم وطنا في النجوم***فلا عربيّ بتلك الدنى
أيسلب قومكم رشدهم***و يدعوه قومكم محسنا ؟
و يدفع للموت بالأبرياء***و يحسبه معشر ديّنا ؟
و يا عجبا لكم توغرون***على العرب " التامز و الهندسنا "
و ترمونهم بقبيح الكلام***و كانوا أحقّ بضافي الثنا
و كلّ خطيئاتهم أنّهم***يقولون : لا تسرفوا بيتنا
فليست فلسطين أرضا مشاعا***فتعطى لمن شاء أن يسكنا
فإن تطلبوها بسمر القنا***نردّكم بطوال القنا
ففي العربيّ صفات الأنام***سوى أن يخاف و أن يجبنا
و إن تحجلوا بيننا بالخداع***فلن تخدعوا رجلا مؤمنا
و إن تهجروها فذلك أولى***فإنّ " فلسطين " ملك لنا
و كانت لأجدادنا قبلنا***و تبقى لأحفادنا بعدنا
و إنّ لكم بسواها غنى***و ليس لنا بسواها غنى
فلا تحسبوها لكم موطنا***فلم تك يوما لكم موطنا
و ليس الذي نبتغيه محالا***و ليس الذي رمتم ممكنا
نصحناكم فارعووا و انبذوا***" بلفور " ذيّالك الأرعنا
و إمّا أبيتم فأوصيكم بأن*** تحملوا معكم الأكفنا
فإنّا سنجعل من أرضها***لنا وطنا و لكم مدفنا !
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|