الموضوع: وشم الذاكرة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 02 / 2009, 50 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


وشم الذاكرة.

[align=justify]
مثلما وقع في العديد من بلدان العالم الثالث، انطفأت فترات النمطية السياسية الجافة، و بدأ الإنسان المضطهد في المغرب ينسجم مع المفردات الحقيقية للعقد الإجتماعي القائم بين الحاكم و المحكوم أو بين الحاصل على السلطة و من يصبو إلى الحصول عليها و هو الإنسان الذي تعرضت حريته في الثقافة و الممارسة السياسية للمصادرة خلال مرحلة توطيد سلطة العرش التي تزعمها الملك المغفور له الحسن الثاني. أصبح الحوار في شأن حقوق الإنسان و الثقافة الحقوقية كليا و شاملا لكل الإصطفافات الإجتماعية داخل المجتمع المغربي. و برزت الحركة النسائية إلى الوجود الغائي و السببي بمطلب مقدس هو المساواة بين الجنسين. بيد أن التكريس للسلوك الحقوقي اتسم باستبدادية ارتدادية تذكرني بالثورة و الثورة المضادة في تاريخ الديمقراطية الشيوعية، فالمساهمة الثقافية للمرأة المغربية وصلت مستوى يستحق انتقادا لاذعا. و لا حاجة إلى جهد توثيقي لإدراك مدى انتكاس الحضور النسوي في الأدب و الفكر الذي ولد مرتجفا، إن لم يكن قد تهاوى أمام قوة الإغواء التي يتسم بها المشهد السياسي المغربي. و باستثناء تجربة الراحلة مليكة مستظرف فإن الأدب النسائي المغربي العملي فقد وميض الأمل الذي ساور المبشرين بظاهرة النيو ديل المغربية.

إشكالية المساهمة النسائية في صياغة الخصوصية الفكرية و الأدبية في المغرب موضوع متشعب، و سأخصص له لقاء عميقا مع الشاعرة و الأديبة المغربية حبيبة زوكي التي لم يحن في اعتقادها الراسخ موعد التراقي الأدبي النسائي، و قد اخترت من بين قصائدها المفعمة بمعاني الإنتماء الإنسي الشخصاني، قصيدة :"وشم الذاكرة" الذي قد تتنافى مع روح الأبوة المثالية المهيمنة على الأخلاق الجمعية في منتدى نور الأدب :

وشم الذاكرة للشاعرة و الأديبة المغربية حبيبة زوكي :
[/align]


في ذاكرة طفل

خيوط تتدلى

من شجرة الحياة

أم تندت عيناها

بحركة يد شاردة

أب يشرب بشراهة

سجائر قاتمة

ينفخ دخان خيبته

يشعل سيجارة الندم

بأعقاب الكراهية

يرسم دمية العمر

على سطح من طين

و الطين بعد لقاء الشمس

انكسر ، اندثر

تشظى ثم انتحر

في ذاكرة الطفل

كل الآباء يستحقون الشنق

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس