سألني احدهم .. لماذا سترحل ؟
فقلت له ؟ رغم كل ما اشعر به من من من ..........
فليس لي بدخائل النفوس ولا أسرار القلوب
ولا أعلم كيف أعبر أو أقول و علي أية حال .
تلك كلماتي فاقرؤوها ؟
تلك رسالتي فاحملوها ؟
تلك همساتي تأملوها ؟
تلك شكواي فاسمعوها ؟
وهاكم قصتي فانشروها ؟
وبعد النشر أعيدوها و قصوها و لأولادكم ورثوها
زوجت قلمي .. لبنت ؟ من بنات أفكاري!!
أنجبا كلمات حللوها !!
لاتذرفوا الدمع علي أنينها ؟
و لا تحزنوا لبكائها ؟
بل حكموا عقولكم في ندائها
كلمات ؟ تداعبني تخاصمني .. تصاحبني .. تشابهني..تخاطبني !
كلمات ؟؟
تركت أهلها و البيت و السكن ؟
و طارت شريدة .. طريدة .. وحيدة .. بربوع هذا الوطن ؟
عاصرت شتي المآسي و كل المحن؟
آهاته .. انكساراته .. انتصاراته.. سكناته .. دمعاته .. حسراته
فأومأت بعبارات لهذا الوطن ؟
و تركتها إرثا له عبر الزمن ؟
فافترش التراب لها .. و غطها بثوب كالكفن !
قالت :
ولدت بوطن من المحيط إلي الخليج اتساعه ؟
حبلي بثروات و خيرات ضياعه ؟
و عشت بأمل به .. أعياني إتباعه ؟
من ارض لأرض .. بشتى بقاعه ؟
رأيت وطنا ..شابا .. شيخا .. مكسورة ذراعه ؟
غنيا .. فقيرا ؟ كفيفا .. بصيرا ؟ كثيرة أوجاعه؟
طليقا .. سجينا ؟ سقيما ..سليما ؟ قطط .. و الله سباعه ؟
لست ادري ؟
هل غردت خارج السرب ؟
هل عزفت خارج الفرقة ؟
هل أنشدت خارج الكورس .. وما أدري!! والله لست أدري
كلماتي أبوا أن يقرأوها .. نداءاتى .. أبوا أن يسمعوها ؟ ربما عزفت على أوتار لم يعزفوا عليها ؟ وما أدرى .. والله لست أدرى
مع أني أحب والله هذا الوطن .. تراب هذا الوطن ..أهل هذا الوطن
اعشق فيه البيت و الأهل و الولد و السكن ؟
بل لا ارضي بديلا عن هذا الوطن ؟
وطنا حفرت البطولات أمجاده ؟
رفعت للدنيا مشاعل النور ..أولاده؟
علمت الدنيا أفكار أحفاده ؟
وتقولون إني ناقم عليه و حاسده ؟ ولا أدري
و الله لست أدري
أتحسبون أني ؟
حين أداعبه.. أخاطبه ..أني مجنون شارد!
حين أخاصمه..أباعده .. حسود حاقد !
و الله لم تفهموني ؟ لماذا لست أدري !
و الله لست ادري
وطني أضاء الدنيا قبل الضياء .
وطني علم الأرض قبل العلم و العلماء.
وطني أرسى دعائم الحق قبل مجيء الأنبياء.
وطني ….
لغة ؟ الأمن كلامها .. الوفاء شعرها
هذه هي عــروبتي كما اعرفها و أحســــها ؟ تمكن مني حبـها ..ولا ادري.. لذلك ؟
حلقت في سماء اليأس بأجنحة الآمال لمصالحة الكون العجيب رأيت الشـمس تصب عسجدها فوق الدروب فتألقت للآمال عرائس رأيتها كما الفردوس في وضح النهار ورأيت كتابكم ؟ فهبطت وتجولت برياض أفكاركم رأيت أيد الندى تمســح غبار الفـكر من ثمار أشـــجارها رأيت عــرائس من الأفكار تتراقص رأيت ملائكة الإلهام تتمايل وتنثر فوقها من نفيس الدر مالا عين رأت ولخطر على فكر بشر فتنعمت بجلســـــة طاب وطاب بظلها الشعر.. نعم رأيت ؟ بيان وفراســة ميســـاء وبلاغــــة ورشـــاقة همسات سلوى حماد واســـتمعت بعــزف الناي من لانا راتب ولا أنســـى ما حييت ؟ فيروز الأدب أميرة الكلمة هدى الخطيب نعم .. أن لهم شـــــعاع بــراق نسيجه من خيوط الشمس.. شعاع ؟ يهتدي بـــــه الثـــائرون والســـــاعين نحــــو التــغير والله إن لهم كلمـــــة ؟ كجــرس الإنذار الذي يدق ناقوس الخطر لا بل ســــيف قاطـع لكل لسان وأيد تدمر وتنهش جسد أمتنا.. لا. كلماتهم حبــــال مشــــانق عالقـــات تنتظر مجــرمي وســفاحي الأمـــــة والمــتلاعبين بوطــنــيـــتــهم . نعــــــم والله.. فهــــــم يحملون على عاتقهم زرعـــه القـادم ونبته الحـــر الذي ســينبت أحـــرار يحــررون كل أســـير .. نعم فــهم ؟ الحــلم الذي لم نحلمـــه ؟؟ والرؤيـــا التـــي لــــم تتـحقق بعد؟ هــــــم .. نملة ســـــليمان التي نبهت قومـــها ؟؟ وحمـتهم أيضا هم عصــــــي موســـي … التـــي ســتشـق بحــــر التخلف العــــربـي أنهم .. أنهم ؟؟ ســــــــــفينة نـــوح ! فتحياتي لســـــــفينة النجاة وربانها الذين يلاطــمون مـــــوج تلك الكلــمات .. للوصــــول بها لشــــاطىء النجــــاة أو ســــميه أن شـــئت ؟ نحـــو مســـتقبل أفضل بقيادة جيل حر مستنير يعرف معنى كلمة ( وطن )....
نعم استأنست بكم رأيت فيكم غايات الخير كنور النهار أبيت أن أقطف من زهوركم وورودكم ولكن لا أخفى أنى تعطرت وتزينت وتطو ست من أريجها أخذت منكم حاجة النفس وأمنية القلب وحاليا .. حاليا ؟ هبط على صفحة فكرى طائر الرقراق ناشرا أجنحة الذهاب إلى أين لا أدرى وحتى حينه ؟ سأكتب حتى يجف الحبر منى .. سأكتب حتى يهرب الدم منى .. سـأكتب حتى يــزاح الهم عنى .. سأكتب وأســــطر وأكتب لأني عاشق للورق والقلم والسـطور.. ســأكتـب ؟
عن هذا الوطن المغتصب والشــعب المصلوب .. ســأكتب عن هـــــذا الزمن والوعد المكتوب .. تلك أخر كلماتي إليكم وأخر رســــالتي فأنى عم قريب راحـــــل أو علني رحلت . بالفعل
فسلاما ووداعا ربما ............... يأتي اللقاء