أصدقائي الأعزاء حمدا على حياتكم حتى الآن , حمدا على هذه الحياة التي لا تزال على زيفها ووزرها حين تبدع أقلامكم كلمة ومعنى آخر للموت حمدا لأن ثمة فضاء لنلتقي فيه . ذاك اللقاء الذي يعيدنا إلى ذاكرة بغداد بشوارعها ومقاهيها وحاناتها ومنتدياتها ابتداء من سوق الكتب القديمة بالسراي وحتى الكرادة أو المنصور أو الشعب ...
لطالما طال النقاش وطال جميع ما ينتجه الفكر الإنساني من إبداعات وفنون وأدب ، لكن اليوم نخاله أقصر من نقطة على سطر فقط ، لذالك فإن هذا التواصل الجديد عبر جريدة العرب طمأنني عليكم الواحد تلو الأخر ، من حكمت الحاج إلى عبد الستار ناصرالى الأستاذ حاتم الصقر إلى وسام هاشم وخضير ميري إلى عبد الخالق كيطان ومحمد تركي ألنصار وعبد الزهرة زكي ، إلى جميع ألأسماء التي رافقتني أيام بغداد ، أبعث تحياتي التي توحدكم في واحد نخاطبه جميعا ذات سكر صاروخي أو خوف من الحب أو شجاعة تسأل : أين أنت أيها الموت الصديق في بعض الأحيان .والصدوق أحيانا أخرى:
يسري وجهك الحنطي فيهم ...
يغسل أوتار روحي من درن الذكريات
يمسح عن وجهها غبار الكلام...
تستل من النسيان أغنية الغمام
سوى تلفت الحمام إلى عش الحمام...
أو إلى قلب ...عليه أزكى السلام ...
أستلقي على لهبي ... أتساءل
أما من غضب يعري الزمان أمامي...
فيدون القلب أكاذيبه الصغيرة والكبيرة
ويجرح الحلق حزن السؤال...
ومعنى وجهي الممسوح بالبراءة
أين العباءة التي طالما كانت تجير الغرباء...
أتذكرون كم كان لصديقتي من سلطان عليكم
حتى أنكم قلبتم على رأسي الدنيا ...
لتجبروني على الاعتراف لها بالحب
أتذكرون البرق الذي يصغي للنسيان
ويتهجد ... الليل كله عله يصيب جنة الخلد
إلى سياق الدخول في حزن الموت
أصدقائي بالنهاية نحن الإنسان
فيصعد الجسر الشعبي راكضا خلف ظله
حتى يطرد الحلم ....من جلده باكرا...
فيكتشف على الضفة المقابلة
عاشقين..يسرقان قبلة في غفلة الخبز والقنابل
يصرخ في الموت لبيك يا قلب
حتى الآن ليس لي بيت أكسوه بسعف النخلات...
وأطل من نافذته على وظيفة وهمية حتى
وأفرش جريدتين وأكثر إن توفر
وبما أني لا أحسن دس وجهي ...في الصور
لكي لا تهرب عواصم الضوء من حزني
وتسرق مني رحيق الله من بنفسجي
وفي كل برق ...أمد يدي الثملة إلى صوتي
وأصعد بموتي درجة نحو الخلود...
أنا الموجود هنا ... أنا الوجود
أهتف مناديا الآن ...هل تروني بوضوح أكثر
هل تروني بوضوح الصوت والموت
كيف أبحر يا أصدقاء غربتي ...