عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 02 / 2009, 32 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
المختار المختاري
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية المختار المختاري
 





المختار المختاري is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

كأس أخرى لهذا الليل

أصدقائي الأعزاء حمدا على حياتكم حتى الآن , حمدا على هذه الحياة التي لا تزال على زيفها ووزرها حين تبدع أقلامكم كلمة ومعنى آخر للموت حمدا لأن ثمة فضاء لنلتقي فيه . ذاك اللقاء الذي يعيدنا إلى ذاكرة بغداد بشوارعها ومقاهيها وحاناتها ومنتدياتها ابتداء من سوق الكتب القديمة بالسراي وحتى الكرادة أو المنصور أو الشعب ...
لطالما طال النقاش وطال جميع ما ينتجه الفكر الإنساني من إبداعات وفنون وأدب ، لكن اليوم نخاله أقصر من نقطة على سطر فقط ، لذالك فإن هذا التواصل الجديد عبر جريدة العرب طمأنني عليكم الواحد تلو الأخر ، من حكمت الحاج إلى عبد الستار ناصرالى الأستاذ حاتم الصقر إلى وسام هاشم وخضير ميري إلى عبد الخالق كيطان ومحمد تركي ألنصار وعبد الزهرة زكي ، إلى جميع ألأسماء التي رافقتني أيام بغداد ، أبعث تحياتي التي توحدكم في واحد نخاطبه جميعا ذات سكر صاروخي أو خوف من الحب أو شجاعة تسأل : أين أنت أيها الموت الصديق في بعض الأحيان .والصدوق أحيانا أخرى:
أصدقاء الغريب
في كل برق...
يسري وجهك الحنطي فيهم ...
في الموت ثم ينام ...
يغسل أوتار روحي من درن الذكريات
ويفتش في هوامش ألأيام...
عن رسم
عن اسم لبغداد
يفك طلاسم الزمن...
يمسح عن وجهها غبار الكلام...
في كل برق
أرى خطوط يديكم مشققة
تستل من النسيان أغنية الغمام
ليس يدرك كنهها
سوى تلفت الحمام إلى عش الحمام...
أو إلى قلب ...عليه أزكى السلام ...
وفي كل برق
أكتشف طائرة
تكمن في الأزرق ألكحلي...
أستلقي على لهبي ... أتساءل
أما من غضب يعري الزمان أمامي...
يستلم العصر الرخو قبلة
مكسورة على مدخل الملح...
فيدون القلب أكاذيبه الصغيرة والكبيرة
ويجرح الحلق حزن السؤال...
عن موت السلالة........
ومعنى وجهي الممسوح بالبراءة
أين العباءة التي طالما كانت تجير الغرباء...
أتذكرون كم كان لصديقتي من سلطان عليكم
حتى أنكم قلبتم على رأسي الدنيا ...
لتجبروني على الاعتراف لها بالحب
رغم كل الفقر القاتل...
أتذكرون البرق الذي يصغي للنسيان
يتمتع بعذب ألحان دمعة
ويتهجد ... الليل كله عله يصيب جنة الخلد
فيمنحنا الخروج منا
إلى سياق الدخول في حزن الموت
أصدقائي بالنهاية نحن الإنسان
الذي يرقب موعد هدوء الحب
ليؤكد للجدران الناعمة
بأنه مازال حيا
وعند حسن الظن أحيانا...
لكن في كل برق
يردم جلد الحضارة البائس
من حقيقة اللغة الشقية
فيصعد الجسر الشعبي راكضا خلف ظله
حتى يطرد الحلم ....من جلده باكرا...
فيكتشف على الضفة المقابلة
عاشقين..يسرقان قبلة في غفلة الخبز والقنابل
يصرخ في الموت لبيك يا قلب
والآن لو تدرون
حتى الآن ليس لي بيت أكسوه بسعف النخلات...
أوحد فيه الليل والذكريات
وأطل من نافذته على وظيفة وهمية حتى
أمدد بابه على الرمل
وأفرش جريدتين وأكثر إن توفر
لأنام على أمل
وبما أني لا أحسن دس وجهي ...في الصور
واقتناص فرص الخبر
أفرح كثيرا وحتى الموت...
لكي لا تهرب عواصم الضوء من حزني
وتسرق مني رحيق الله من بنفسجي
وفي كل برق ...أمد يدي الثملة إلى صوتي
أمسك برد الليل الكافر...
لأطلق سراح أغنية
وأصعد بموتي درجة نحو الخلود...
أنا الموجود هنا ... أنا الوجود
أهتف مناديا الآن ...هل تروني بوضوح أكثر
هل تروني أكبر...
هل تروني بوضوح الصوت والموت
كيف أبحر يا أصدقاء غربتي ...
المختار الأحولي
تونس1998

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
المختار المختاري غير متصل   رد مع اقتباس