عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 02 / 2009, 36 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الجنس الأدبي وحكم الظرف ..

[align=justify]
لماذا لم يكتب محمود درويش رواية ، مع أنه كان من أشدّ الناس رغبة في ذلك ؟؟.. لماذا لم يكتب بديع حقي غير ديوان واحد رغم شغفه الظاهر في قصصه ورواياته بالشعر ؟؟.. لماذا كانت روايات عبد السلام العجيلي قليلة بل غير موجودة رغم حياته الغنية بمادة تصلح لأن تكون أساس روايات كثيرة .. ؟؟.. وقد نمدّ بل نطيل في هذه التساؤلات إلى ما لا نهاية ، وسيكون الجواب الطبيعي الذي يخطر على الفكر مباشرة أنّ كل مبدع اتجه لما يوافق إبداعه وكان الأقرب إلى هواه .. ومثل هذا الجواب أقرب إلى منطق الأشياء وأصلها ، إذ من البديهيات أن تكون الكلمة طيعة في يد الكاتب لهذا الجنس أو ذاك ..وأذكر أنني عندما سألت الدكتور الأديب بديع حقي عن سبب كتابته لديوان واحد ليس إلا ، قال : وجدت نفسي في القصة والرواية فبقيت على ذلك .. رغم أن بديع حقي يعتبر أبو القصيدة الحرة أو قصيدة التفعيلة ، ولهذا قصة أخرى..لكن هل تكون الموهبة هي الحكم دوما في الاختيار والتوجه لهذا الجنس الأدبي أو ذاك؟؟..
خلال لقاءات كثيرة مع الدكتور الأديب الراحل عبد السلام العجيلي كنت أجد أنّ انصرافه للقصة القصيرة والخاطرة والزاوية وما إلى ذلك ، كان نتاج حياته الغنية بمثل هذه القصص السريعة التي تولدت عن حياته كطبيب صار معروفا في طول الأرض وعرضها ، خاصة في مدينة الرقة ، حيث قال لي مرة " حين تكتب لي أي رسالة ..لا تتوسع في العنوان ..اكتب فقط " الرقة – العجيلي .." وفعلا كان هذا كافيا لتصل الرسالة إليه مباشرة ، وأذكر أنني قلت له يكفي أن تكتب " سورية – العجيلي " حتى تصل الرسالة ، فوافق ضاحكا ، ولا أحد ينكر طبعا شهرة العجيلي الأديب والطبيب في مدينة الرقة وبشكل يفوق التوقع ، إذ كان يعرف بيته وعيادته الصغير والكبير في مدينة الرقة ..
أعود إلى الجنس الأدبي وخضوعه أو افتراض وقوعه تحت حكم الموهبة .. وفي حالة العجيلي خاصة هناك حكم مضاف هو حكم القصص القصيرة التي عرفها خلال عمله كطبيب ، مما جعل أكثر كتاباته تمتح من هذا المعين الذي لا ينضب ، لكن إضافة إلى ذلك كان هناك حكم الوقت عند عبد السلام العجيلي ، فالرجل كان مشغولا باستمرار ، وعلى سفر دون فارق زمني يتيح له التفرغ ، وفي حوار أجريته معه وسألته حول ذلك قال :" بدأت بكتابة رواية عن تجربتي الفلسطينية في المشاركة بجيش الإنقاذ . لا أزال أحتفظ بالصفحات الأولى من تلك البداية.. ولكن مشكلتي مع الكتابة الروائية ، وقد تحدثت عنها كثيراً ، أني لا أملك الوقت المتجانس الذي يمتد أمدا يمكنني من البقاء في نفس الظروف وتحت التأثير نفسه فأكمل الرواية التي تحتاج إلى زمن لا يقل عن ستة شهور .. تتغير ظروفي في السفر أو في ممارسة بعض المشاغل التي تبعدني عما بدأته وتلقيني تحت تأثيرات جديدة وحوافز إلى الكتابة جديدة ... في دروجي بدايات لروايات عديدة لم أستطع إكمالها ، ومنها هذه الرواية الفلسطينية التي ما أظنني أعود إليها ، وهذا ما جعلني أقتصر على كتابة الأعمال القصيرة من مقال وقصة ومحاضرة وأبتعد عن العمل الطويل الذي هو أجدر بالاهتمام وأطول عمراً في البقاء.."..
حكم الزمن هنا حكم نهائي لا يدانيه حكم ..وظني أن كثيرين قد وقعوا مثل عبد السلام العجيلي تحت تأثير هذا الحكم الذي لا يتيح للإنسان أن يتفرغ لكتابة الرواية مثلا ، فهي مرتبطة ارتباطا كليا بالزمن وضرورة توفره بشكل متواصل ، وهو ما لم يكن متاحا للعجيلي وسواه ممن أراد أن يكتب رواية وظلت رغبته حبيسة حكم قوي هو الزمن المرهون بالتقطع والتبعثر .. طبعا دون نسيان أو تناسي أن الشيء الأول والأخير هو الموهبة التي لا يسبقها أي شيء في ميزان الإبداع .. فالموهبة هي المحرك الذي لا يسبقه والذي لا يتعداه شيء من مران وظرف وسوى ذلك .. لكن لا بأس أن ننظر إلى الكثير من الأمور المحيطة بكل عمل إبداعي ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس