الموضوع: عُلبة الحُلي
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 02 / 2009, 46 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
جُمان يوسف
كاتب نور أدبي
 




جُمان يوسف is on a distinguished road

عُلبة الحُلي

[align=center]


عُلبة الحُلي [/align]





سارت نحو تسريحتها لتختار احدى حُليّها لتتزين بها وقت العشاء .. فقد كانت مدعوة مع زوجها الى بيت احد الأصدقاء
جلست الى التسريحة .. وتناولت علبة مجوهراتها الصغيرة .. وبدأت تفكر .....

ماذا تختار؟
اثناء حيرتها تلك .. شردت بأفكارها قليلاً .. حين رأت احدى حُليها .. والتي اهدتها اياها والدتها يوم زفافها
قبضت عليها بحنو ورقة .. ومع ابتسامة الرضا التي صاحبتها اخذت تنادي على ابنتها الصغيرة لتريها تلك الحُلية

جاءت ابنتها .. اخذتها بين ذراعيها وكأنها تضم العالم .. فهي عالمها
واخذت تخبرها كيف اهدتها اياها والدتها ليلة زفافها .. وبدأت بأستعراض بقية الحُلى .... هذه من والدك .. وتلك من جدك .... وهكذا حتى انتهت من استعراض حُليّها .

عادت تحضن ابنتها من جديد .. وتخطط معها المناسبات القادمة في حياتها ..
حين تنالين شهادة الثانوية العامة .. سأمنحك احدى هذهِ الحُلي .. وعند انتهاءك من الجامعة ستنالين أُخرى .. أما ليلة زفافك فستكون هذه الحُلية التي اهدتني اياها جدتك هديتي اليكِ

زاد شرودها .. ورأت ابنتها عروساً .. يوم جاء فارس احلامها لطلب يدها .. ويوم قراءة الفاتحة .. ثم التخطيط لحفل الزفاف .. وتحضير جهاز العروس والبيت ووو .... حتى ليلة الزفاف

رأت ابنتها في الثوب الأبيض .. كحمامة بيضاء .. جميلة .. رشيقة .. تكاد من الفرحة تطير ، وبدأت السعادة ترتسم على وجه الأم اكثر واكثر .. وهي ترى ابنتها بتلك الحُلة
وكيف تتقدم منها قبل خروجها للناس .. وتضع في جيدها الحُلية التي اهدتها اياها والدتها ليلة زفافها وتوصيها بأن تهديها لأبنتها حين تُزف الى عريسها.
لتكون الحُلية الأبهى في كل ليلة زفاف على مر الأجيال في عائلتها.


ارتعش جسدها فجاءة وخفق قلبها بقوة حين سمعت جرس الهاتف ..
واستيقظت من احلامها الوردية
فامتلئت عينيها بالدموع وانقبض قلبها حين وجدت نفسها وحيدة في غرفتها .. امام تسريحتها ..
فهي لم تنجب البنت التي تمنت .. والتي طالما حلمت بها.






لم تَكُن أُماً يوماً .. وقد لا تكون

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع جُمان يوسف
 
[bimg]http://img520.imageshack.us/img520/9695/3mra3amw4.jpg[/bimg]
جُمان يوسف غير متصل   رد مع اقتباس