قربا مربط النعامة مني
[align=justify]اهتزت ثنايا الحارث بن عباد بسماعه نبأ مصرع ابنه بجير، فانحسر بصره، و اشتد هول المأساة لدى علمه بأن قاتل فلذة كبده هو الزير سالم أبو ليلى المهلهل. عزم على الثأر، فتأججت حرب البسوس بين القبيلتين العربيتين بكر و تغلب في أعقاب الإجهاز على مبعوث السلام بجير بن الحارث بن عباد. امتطى الأب النعامة و هو اسم فرسه، و التحق ببيداء الوغى الذي ابتعد حسمه عن الأفق القريب. و قد تمكن الحارث بن عباد من كسر ظهر الزير أبي ليلى ثم جز ناصيته ليريح ضميرا قضمته النهاية المفزعة لعليائه، و بهزيمة الزير انطفأت حرب البسوس التي أشعل مارق العرب جذوتها و هو يعاقر سرمديتها متصنعا الإنتخاء، إلى أن فصل الحارث بن عباد رأسه عن جسده. و قد آخى الحارث بن عباد بين فرسه العنجرد و الشموخ العربي الذي انتشى في أوصاله و هو يطوي رمال المدى بحثا عن أنفاس قاتل ابنه، فخلد أسطوره انتصاره بمطولة شعرية تحت عنوان : " قربا مربط النعامة مني". و قد مزج الشاعر المصري محمد أبو دومة في رائعة قصائده كلها، بين رعب المشهد و رونق المنتهى، مستتنهضا الهمم في زمن الإستحمار العربي كما قال مالك بن نبي و آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي. و في الصور الشعرية الواقعية التي رسمتها ريشة الشاعر، اختصار لكل الأوجاع المتهاطلة على الأمة العربية و قد قسمتها إلى مشاهد سياقية متمايزة : [/align]
[align=justify]1/ المشهد الأول : الحارث بن عباد، الإستسلام أو الحرد؟ (الحرد هو الثأر)[/align]
لا تقعدا أخوي
قوما...
لا تقعدا...
قربا مربط النعامة مني
هي النفس تواقة،
تزهق النفس في
هي النار نزاعة،
تقضم الروح قضما
مليا...
انهضا..
قربا مربط النعامة مني
كبدي لا فلذة اليوم...فيه.
.. .. .. ..تفلذ...لي
قولا:
كيف أكبادنا تفقه الضخ
من غير فلذة...؟
يا أنتما...ما بكما أ طرشتما؟
قوما...
قرباها...و ادنوا منها
دنو اشتهائي لكرة...
أبلغا صمتها السوء...
أن ليس في نبذها رغبة السعي،
للثأر...لذة...
ليس في نبذها،
طيف عزة...
خبراها: نعامة الخير
ما بعد وقدة القلب وقدة...
إنها ميتة واحدة لا عداها ...
ميتة وتر،
فإما حرة عاطرة...
أو نتن عبدة.
أعلماها...أعلماها
.. .. .. أعلماها
[align=justify]المشهد الثاني : الحارث بن عباد يصطدم بصمت الخيانة، فتتلاطم في ذهنه انطباعات الرضى و انطباعات العجز...[/align]
سمعناك...
هيهات يا صاحب الترح
يجدي لم تعد للمرابط أرض بها...
فك في سكتة الليل سرج النعامة
غاب الجوار...المجير...
حرق القيظ عشبته...
و السحابة من دون ضرع...
سقمت،
النعامة سقمت....
و انحنى ظهرها
نحت الكبو لحم ركبتها...
فججت رئتتيها حراب السعال...
ذاتها اتسخت...
لقد ...وأدو بالرمال الإباء...
فهل بعد ذا...
يتأبى أبي...
[align=justify]المشهد الثالث : الخيانة المستطيرة.[/align]
باعها صاحباك...النعامة...
باعها صاحباك...الحصيفان....
جبنا...و جوعا...
و جوعا...و جبنا...
باعها صاحباك...
كما باع غيرهما....
سابقات الرموز و الخصال...
باعها صاحباك...
و فرا...فرارا...مريرا.. مريبا...
و النادبات ارتدين جلابيب،
طين لها....
[align=justify]المشهد الأخير: النعامة أبت أن تشرب من ماء الحصار، فماتت عطشى.[/align]
قربا مربط المهانة مني...
إن ثوب الأذلاء بال....
قربا مربط المهانة مني....
داهمتني العدا... أين آلي؟
قربا مربط النعامة مني...
فقد أضعت عما بخال ( يصور الشاعر ببراعة وضع الإقتتال العربي)
قربا مربط النعامة مني ....
أي حال...من الضيم...أودى بحالي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|