17 / 02 / 2009, 53 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [16]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: حصريا: كتاب اليهودية بين النظرية والتطبيق
[align=justify]
تتمة: الباب الثالث - ((الصهيونية والدين اليهودي))
الفصل الثالث
التعليم الصهيوني وأهدافه .
q بناء الشخصية اليهودية صهيونيّاً:
q استحضار التاريخ :
q تزييف الآثار العربية في فلسطين:
q بناء الشخصية اليهودية صهيونيّاً:
خلف شعار "الثقافة الوطنية الدينية" ومن خلال شبكة واسعة من المدارس الدينية والمؤسسات التعليمية التي انتشرت في الأوساط اليهودية في مختلف البلدان وفي الكيان الصهيوني تسعى الصهيونية لخلق جيل يهودي متعصّب منغلق نفسياً ودينياً مشارك للأوساط الصهيونية "العلمانية" الأخرى في تنفيذ المشروع الاستيطاني وترجمة الأفكار الغيبية المثيولوجية إلى واقع.
إنّها تنمّي الشخصية اليهودية على العدوان والتسلّط واحتقار الأغيار والعمل على التمسّك بالأرض باعتبارها أرض الأجداد التي ورّثهم إيّاها الاله شخصياً، وذلك من خلال المناهج التعليمية الدينية والمدنية في المدارس والمعاهد والمؤسسات الدينية المنتشرة في كلّ مكان. وتلعب الحركات الدينية الصهيونية دوراً بارزاً وهاماً في عملية التربية والتعليم الديني. وفي الحياة السياسية والاجتماعية الداخلية في إسرائيل الآن.
الدراسة الدينية تحتلّ مكاناً بارزاً في مناهج التعليم عموماً. وكثير من الموضوعات التي تعالج تحت أسماء مختلفة "كالوطن والتاريخ والجغرافية واللغة العبرية" تدرس من الزّاوية الدينية، وتؤكّد هذه المناهج على تنمية الوعي والحسّ اليهودي لدى الأطفال بقصد زيادة التركيز على صلة الطالب اليهودي بتراثه القديم من خلال دراسته الدينية.
ويتمّ التركيز في هذه المناهج على زرع الأفكار الدينية في عقول الناشئة لتبرير وجود رابطة دينية بينهم وبين أرض فلسطين ممّا يعطيهم الحقّ في بناء دولة لهم فيها، ويروجوّن أنّ إقامة دولة يهودية في فلسطين هو تحقيق لما جاء في التوراة فالرّب قد اختار الشعب اليهودي واختار الأرض. وما دام هذا الاختيار إلهّياً فإنّه يعطي امتيازاً للأرض وللشعب الموعود بها أيضاً. وبذلك تكون أرض إسرائيل مخصّصة لبني إسرائيل وحدهم دون غيرهم.( [1])
كما يتمّ التركيز أيضاً على أنّ الحياة اليهودية في فلسطين لم تنقطع منذ أيام الرّومان إلى العصور الحديثة. وأنّ دولة إسرائيل هذه أُنشئت في بلادٍ قطنها المحتلّون والغزاة العرب طوال /1300/سنة . وأنّ عودة المهّجرين اليهود من كافة أنحاء العالم وتوطينهم في فلسطين تحت ستار العودة إلى أرض الوطن التاريخي ليس باعتبارهم غرباء عن هذه الأرض بل باعتبارهم سكّانها الأصليين الذين ظلّوا بعيدين عنها طوال العهود السابقة.([2])
وفي كتاب "التعليم في إسرائيل" للدكتور منير بشور وخالد مصطفى الشيخ يوسف. نجد تفصيلات عن هذه المناهج والمواد التي تدّرس في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية والدراسات العليا في المنهجين المدني والديني والسّاعات المقرّرة لكل موضوع، ونأخذ مثالاً على ذلك "منهاج المدرسة الإبتدائية الدينية والمدنية:
الصف الأوّل (بنوعيه الديني والمدني)
الموضوع........................................... ......................... الساعات المقرّرة
- اللغة: وتشمل (قصص التوراة، معرفة البلاد، الصحّة، الصلاة والشرائع الدينية..... 10-12
- الفن والحرف................... 6-8
- الحساب.......................... 4
- الرياضة والألعاب............. 2
الصّف الثاني :
التعليم المدني.
الموضوع................... الساعات المقرّرة
-التوراة................................5
اللغة، معرفة البلاد الطبيعية.......6
-الفن والحرف........................5
-الحساب...............................4
-الرياضة والألعاب...................2
-النشاطات الاجتماعية..............2
التعليم الديني
الموضوع................ الساعات المقرّرة
التوراة والصلوات .................11
-اللغة- معرفة البلاد الطبيعية.....4
-الفن..................................3
-الحساب..............................4
-الألعاب...............................2
الصّف الثالث
التعليم المدني
الموضوع......................السّاعات المقرّرة
-التوراة والهاغادا.....................4
-اللغة العبرية..........................5
-الطبيعة ومعرفة البلاد...............2
-الحساب................................4
-الرياضة والألعاب....................2
-الحرف.................................2
-الزراعة...............................2
-الفنون.................................1
-الموسيقى.............................1
-النشاطات الاجتماعية...............1
التعليم الديني
الموضوع......................السّاعات المقرّرة
-التوراة والأحاديث الدينية..........7
-اللغة العبرية.........................3
-الطبيعة ومعرفة البلاد..............2
-الحساب...............................3
-الرياضة والألعاب...................2
-الفنون والحرب: للبنات............3
-للصبيان...............................2
-الصلوات والشرائع: للبنات.......4
-للصبيان...............................5
-الزراعة...............................2
الصّف الرابع
التعليم المدني
الموضوع.................الساعات المقرّرة
-التوراة والهاغادا...................5
-اللغة العبرية.........................5
-الطبيعة ومعرفة البلاد.............3
-الحساب...............................4
-الرياضة والألعاب...................2
-الحرف................................2
-الفن والموسيقى....................2
-النشاطات الاجتماعية..............1
التعليم الديني
الموضوع........................الساعات المقرّرة
-الصلوات والشريعة اللغوية.......6
-اللغة العبرية.........................3
-الطبيعة ومعرفة البلاد..............2
-الحساب...............................3
-الرياضة والألعاب...................1
-الحرف................................1
-الموسيقا..............................1
-الفن....................................1
-التوراة.................................6
-الزراعة...............................2
وينطبق هدف التعليم الرسمي الاسرائيلي الذي حدّده قانون التعليم الرّسمي على التعليم العربي أيضاً ليبتعد المواطن العربي عن ثقافته وتنمحي هويته وشخصيته. فمنهاج التاريخ الذي يبدأ منذ الصّف الخامس يشتمل على الموضوعات التالية:
-تطوير الحياة في الشرقين الأدنى والأوسط.. خمس حصص.
-العبرانيون، عشر حصص
-الامبراطورية الفارسية ثلاث حصص
-الجزيرة العربية، خمس حصص
-اليونان، سبع حصص.
كما تدرسّ بقية موضوعات المنهاج من زاوية علاقتها باليهود في فلسطين فمثلاً، في دراسة تاريخ الجزيرة العربية القديم، يركّز المنهاج على انتشار المستوطنات المزدهرة اليهودية في الجزيرة ولا سيّما في الجنوب كاليمن وحضرموت والحجاز وبنو قريظة وبنو قينقّاع وخيبر ووادي القرى ويثرب أو المدينة المنوّرة، ثمّ يهود الحميريين ويوسف ذو نواس . ([3])
أمّا في دراسة الأمبراطورية الفارسية فيجري التركيز على "كورش" وتصريحه لليهود بالعودة إلى إسرائيل ثم بناء الهيكل الثاني. وفي دراسة اليونان يركز المنهاج على مقاومة اليهود في إسرائيل لانتشار الديانة اليونانية بينهم، ثورتهم على اليونان، المكابيون. يهودا المكابي وانتصاراته إلخ. أي أنّ تاريخ الصف الخامس يدور حول العبرانيين، ويهدف إلى ترسيخ الاعتقاد أنّ فلسطين بلد يهودّي منذ القديم. ([4])
وفي منهاج التاريخ للصف السادس يكّون التاريخ الاسلامي 56% من مقرّر التاريخ، لكن يتمّ التركيز في هذا المنهاج على الخلافات في التاريخ الاسلامي بين علي ومعاوية والخلافات بين الفرق الدينية والصراع بين الأمويين والعباسيين كما يفرد المنهاج فصلاً لما يسّميه بالجهود اليهودية في الحضارة الاسلامية مثل التعاون بين اليهود وبين العرب في المجالات السياسية والثقافية ولا سيّما في الأندلس وفي مصر الفاطمية، والأمويين، وموسى بن ميمون وشلومو بن جبيرول.([5])
وفي التطرق إلى الرومان والبيزنطيين يركّز على الشخصية اليهودية في فلسطين متجاهلاً الشعوب الأخرى هناك. فتجسّم ثورات اليهود ضد الرومان والبيزنطيين بشكل بارز لإعطائهم صفة الشعب الحيّ المقاوم للغزو الحضاري. ([6])
أمّا في كتب الاجتماعيات المقرّرة للطلاب العرب في المرحلة الالزامية فتبرز سياسة التهويد تماماً. هذه السياسة تقوم على إيهام الطالب العربي بأنّ فلسطين أرض يهودية منذ القدم، والعمل على طمس معالم عروبتها، وتظهر هذه الناحية في جميع مواد المنهاج وتعبّر عنها كتب الاجتماعيات بعدّة طرق منها :
-استبدال جميع أسماء الأماكن والأنهار بأسماء عبرية مثل "صفات بدلاً من صفد، وبيت شأن بدلاً من بيسان ووادي هبور بدلاً من وادي غزّة وجبال يهوذا بدلاً من جبال القدس والخليل".
-محاولة إظهار علاقة تاريخية بين الأماكن الجغرافية في فلسطين وبين العبرانيين.
-توجيه الطلاب لما يوهم بأنّ فلسطين يهودية منذ القدم والشعوب الرومانية والبيزنطية والفرس والعرب هم غزاة .
وتقوم أيضاً هذه السياسة على تهيئة نفسية الطلاب العرب لنوايا اسرائيل التوسعية وإيهامهم بأنّ هذا التوّسع أمرّ طبيعي، كما تسعى للحطّ من شأن العرب اجتماعياً واقتصادياً وإظهار تأخرهم ، وإضعاف ثقة الطالب العربي بنفسه وبقومه. وتصوير التاريخ العربي وكأنّه عمليات غزو وقرصنة للبلدان التي احتلوها والتأكيد على الخلافات بين الخلفاء والأمراء والشعوب والطوائف المختلفة.([7])
إنّ فلسفة التعليم الصهيوني قد بنيتْ أصلاً على تلقين التراث الديني اليهودي وإفهام الطلاب بأنّ الحضارة البشرية هي نتاج مشترك بجهود الشعب اليهودي. وقد عبرّ الكاتب اليهودي (موشيه مينوحين) الذي تخرّج من المدرسة الثانوية اليهودية الأولى "الجمنازيوم" عن الرّوح التي تبثّها المدارس اليهودية قائلاً: "منذ أول سنوات دراستنا في الجمنازيوم. كنا نتلّقى يومياً خطباً لا تنتهي عن واجباتنا المقدّسة نحو أمتنا وبلادنا وأرض آبائنا وكان يقرع قلوبنا الفتّية أنّ أرض آبائنا يجب أن تخلص لنا نظيفة من الكفّار العرب وأنّه يجب أن تسخّر حياتنا لخدمة أرض آبائنا وللقتال من أجلها.". ([8])
==============================
[1] - جاء في كتاب أصدره الحاخام ميمون عام 1937 "وميمون هو أول وزير للشؤون الدينية في إسرائيل" إنّ الرباط بين إسرائيل وأرضها ليس كالرباط الذي يشدّ جميع الأمم إلى بلادها وأوطانها، فهو لدى تلك الأمم وفي أجلى مظاهره رباط سياسي علماني خارجي وعرضي مؤقت بينما الرباط القائم بين الشعب اليهودي وبلاده كناية عن سرّ خفي من القداسة". انظر قضية فلسطين في ضوء القانون الدولي .حسن الحليي
[2] -التعليم في إسرائيل -الدكتور منير بشور وخالد منير بشور وخالد مصطفى الشيخ يوسف -مركز الأبحاث. منظمة التحرير الفلسطينية.
الهاغادا: هي التراث الشعبي العبراني المسّتمد من التلمود.
[3] -التعليم في إسرائيل -الدكتور منير بشور وخالد مصطفى الشيخ يوسف. مركز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية-ص101-104
[4] -نفس المصدر ص 206
[5] -نفس المصدر ص 208
[6] -التعليم في إسرائيل -الدكتور منير بشور وخالد مصطفى الشيخ يوسف. ص208
[7] -نفس المصدر 208-211
[8] -الفكر السياسي الفلسطيني بعد عام 1948 -الموسوعة الفلسطينية -القسم الثاني -المجلد الثالث الأستاذ الياس سحاب . الطبعة الأولى بيروت 1990ص614
يتبــــع>>> [/align]
|
|
|
|