رد: بوصلة الحنين الفلسطيني
الأستاذ المبدع طلعت سقيرق
تقول:
(ألا يحق لمن ورثني ملامحي ومشاعري وأحاسيسي وتفكيري وتصوراتي والكثير من عاداتي وحركاتي وسكناتي أن يورثني الحنين إلى وطن عاشه وبيت سكنه وهواء تنفسه وصورة كان جزءا منها ؟؟.. ألا يحق له وهو الذي ورثني تكويني كله ، حتى كنت ما أنا عليه ، أن يورثني الشوق والحنين إلى بلد داخل في صلب هذا التكوين ومعبر عنه في كل شيء ؟؟.. لماذا يحق له أن يورثني رنة صوتي ولا يحق له أن يورثني تطلعي إلى وطن عاشه فداخل كرياته وصار جزءا منه حتى العمق ؟؟.. )
صدقت أستاذ طلعت لقد ورثنا هذا الحنين إلى الوطن من الذين ورثونا تكويننا وملامحنا ومشاعرنا وأحاسيسنا برمتها, وقد زاد هذا الحنين في قلوبنا حتى بعد أن فقدناهم , لأنهم زرعوا شتلة الحنين هذه بنا ونحن سقيناها حبا وشغفا واشتعالا وثقافة , فتعلقنا بفلسطين حتى دون أن نراها,ونسعى جميعا لأن نرتمي بأحضانها بكل الوسائل , كل في مجاله .
نعم هذه البوصلة بوصلة الحنين الفلسطيني تولد مع كل فلسطيني وتكبر معه , والله ياأستاذ طلعت سأقدم لك هذه القصة: ابن أخي عمره تسع سنوات اسمه أيهم وهو دائما يسألني احكيلي عن صفد أقول له أنا مابعرفها, بس راح احكيلك مثل ماسمعت من جدو , وأبدأ أحكي له , لو تعرف ماذا يقول لي : أنا أحبها وأحب أن يصبح اسمي أيهم صفد , قلت له مو معقول يكون اسمك هكذا, قال لي: طيب بلاش خليه يكون أيهم فلسطين . هذا هو الحنين وهذا هو الشغف . فعلا إنها بوصلة نحملها داخلنا فهي زادنا الذي لاينطفئ . ومستحيل أن ينطفئ , وسنورثها إلى أولادنا وأحفادنا حتى نعود لوطننا الحبيب .
دمت وسلمت أستاذ طلعت ودام قلمك .
|