عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 02 / 2009, 16 : 09 PM   رقم المشاركة : [553]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح

الأستاذ رشيد، حقيقة كتابة رسالة غرامية على ورق سكر يشبه القنابل سابقة متميزة، أتذكر في هذا السياق صندوق الهدايا الذي يشبه مغزل الصوف، حيث كنا أنا و أقراني نتفق على اختيار أجمل فتاة للقبيلة التي احتضنت التآلف الجميل بين العرب و الأمازيغ. نأتي في الصباح الباكر إلى منزل الفتاة بعد أن نتأكد من أن الأب غادر لصلاة الفجر و الأم ذهبت إلى الحقول، نخبرها بقرارنا و نهديها مغزل الصوف و يتعين عليها أن تضعه في مكان محدد و على أحد الأولاد أن يجد المغزل،الطفل الذي يجد المغزل يحظى بالفتاة من خلال عرض تراثي خاص، فنقصد كبير القبيلة و الذي كان هو جدي رحمه الله ليختار لنا أفضل حصان في القبيلة، نركب عليه الفتاة و الولد الذي عثر على المغزل، و نتحلق حول الحصان و نحن ننشد :"تاغ تامامتنغ اغرم، تيزيزوا أينغا ما حرزوز أو رتنرضي، أوياتاس إي الشريف آد ياغول" و هو ما ترجمته :"لقد وصل شذى عسلنا إلى كل أطراف البلدة، فنحن نحمل أحلى نحلة إلى رباط الشريف الذي نتبرك به"...كانت عادة جميلة في تلك الأيام الغابرة.
و عندما دخلت إلى المدرسة، لم تكن لي علاقة خاصة بأحدى الفتيات، و سأصارحكم بأنني أهوى الجمال، و كأي ولد فقد كان الجمال أكثر ما يشدني إلى الجنس الآخر و لم أفكر في ارتشاف عبق العلاقات البعيدة المدى لأن الإلتزام صعب جدا، و كذلك الأمر في الجامعة باستثناء علاقة مؤقتة مع فتاة يهودية، و في الحقيقة فقد ساعدتني استطاعتها المادية على انهاء دراستي الجامعية، و بعد التخرج غادرت و لم أفكر في لقائها مجددا. إلى أن التقيت صدفة بزوجتي، كانت قد بدأت التدريس بالوحدة الجامعية بنيس/فرنسا، تبادلنا أطراف الحديث في أول لقاء بمقصف الجامعة و تطورت العلاقة إلى علاقة غرام حقيقي. طبعا في الجامعة كانت لي علاقات مع الزميلات، لكنني كنت دائما أرفض تطويرها إلى علاقات تحمل في طياتها المسؤولية...
الجميل في النساء قابليتهن الفريدة للتفاعل مع محتويات التعبيرات العاطفية الأخاذة ، و أتمنى أن لا أثير غضب إحدى سيداتي الرائعات في المنتدى، فإني أعتقد أن المرأة تعتقد دائما أن وراء كل تعقيد عاطفي تتوارى عبقرية استثنائية. على كل الحال، الطبيعة اهدتنا جمال النساء و ما علينا إلا أن نقبل بهذه الهدية الرائعة و التي أتمنى لها الأبدية.
أعشق أيضا الحالات الابداعية المتجددة، و خصوصا عندما تؤديها امرأة، عندما أقتنع بامتيازية سيدة ما فإني لن أتردد في الإشادة حتى الرهبانية، و تروقني أيضا الكتابات التي تعكس انسية المرأة، و حتى في المحاضرات عندما ألقيها فإنني غالبا ما أستشهد بمقولات النساء الرائدات، بل إن ذلك أصبح عادة عندي.