16 / 01 / 2008, 08 : 09 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: يحيى الخطيب بطاقة حب و ذكرى/ طلعت سقيرق هدى الخطيب
[frame="4 10"]
* لا شيء يهزمنا كموت الأحبة / هدى الخطيب
نشرت في 2007-07-22
يترجل من مركب الأهل غالٍ حبيب....
يحيى الخطيب اسمٌ حبيب خطف الموت منّا صاحبه و حبٌ كبير بالفطرة و اللحم و الدم و الأعصاب و الدماء التي تسري في العروق و ذكريات عمر.. على مدى العمر...
حين يموت فردٌ منّا و فينا لا يكون مجرد حزن و لا مجرد وجع!!
الإنسان فينا لا يموت مرة واحدة حين ينتهي الأجل ربما لأنه موتنا هو الموت الوحيد الذي لا نتجرع أحزانه لكننا مع موت كل عضو من العائلة.. يموت جزء فينا..
لرابطة الدم بلا أدنى شك صلات غريبة لم تفك طلاسمها بعد......
و قد أوصى المصطفى الحبيب صلى الله عليه و سلّم بوجوب الحفاظ على صلة الرحم و حذّر من حرمانية قطعها لخصوصية معانيها مما نعلم و ما لا نعلم..
أقف فجأة بحيرة أمام إحساس راودني منذ شهور بأن عمي يحيى سيموت قريباً و بأنّ لحن الوداع في صوته و لهفتي عليه التي ازدادت و قد كنت صارحت ابن عمتي و صديقي طلعت حينها بهذا الإحساس!!
ما الذي يجعلنا على البعد ننقبض و نصاب بتوتر شديد لا نستطيع تفسيره حتى نصاب بالهلع.. و فجأة يصلنا الخبر.. حبيبٌ قريبٌ قد فارق الحياة و شجرتنا قُطع غصنٌ منها!!
يحيى يا عمي الحبيب..
لا أصدّق بأني لن أسمع صوتك بعد الآن و مداعباتك الخفيفة الظل و رنة ضحكتك.. و حين أذهب إلى طرابلس لن أجدك هناك.. لا أصدّق أني لن أراك على الدروب التي أدمنت وقع خطاك و كيف كنت أحفظك حتى حين لا تكون في البيت أعرف أين أجدك لأني أحفظ خطواتك و أدرك دروبك و أجيد قراءتك.. لن أسألك كما تعودت أن تحدثني عن نـور الدين، و لن تطمئنني كالعادة على قبره الذي تداوم على زيارته و الاعتناء به في غيابنا جميعاً و قد ضمك قبرٌ آخر بعيدٌ عن أبويك و شقيقك على غير ما تمنيتَ و توقعت
و الآن أنت أيضاً بتّ شوقا مثل نـور بعيدا بعيدا و كأنك فجأة تحولت إلى سراب...
نـور ترك وراءه طفلتين يتيمتين حين رحل هـدى و نجلاء..
و ها أنت تحرق قلوبنا و تترك ثلاثة أيتام: نجلاء و نـور و يونس ..
كنت أشكو لك حرقة رحيل نـور الدين رغم كل ما مرّ من سنوات و ها أنا أشكو حرقة قلبي على مرارة رحيلك..
لعلكما الآن معاً في مكانٍ ما أكثر عدلاً و أمناً و صفاء من هذا العالم..
لعلكما تحلقان فوق حيفا و دروبها التي طالما تمنيت رؤيتها يوماً رغم حبك لطرابلس التي نشأت و عشت عمرك فيها..
و هل أدركت روحي عبر لهفتي لسماع صوتك حين اتصلتُ بك قبل مغادرتك بساعات في رحلة الموت أني كنت أودعك؟!!
و هل أدركت يومها دروب طرابلس أنها تردد آخر وقع لخطواتك التي لن ترتادها مجدداً؟!!
إلى اللقاء عمي الغالي و إلى ذلك اليوم الذي أترجل فيه أنا أيضاً و تكون فيه أنت و نـور في استقبالي........
و إلى رحمة الله و فسيح جناته أيها الغالي الحبيب.....باقٍ في وجداننا و قلوبنا و باقٍ في نجلاء و نـور و يونس
[/frame]
|
|
|
|