17 / 03 / 2009, 37 : 12 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
الحكاية الخامسة عشر من منغوليا: البنات الثلاث و نداء الأم
إلى منغوليا سنطير ببساط نور الأدب لنمكث قليلا في شرق وسط آسيا ونتعرف على حكاية الأم وبناتها الثلاثة.
الحكاية الخامسة عشر: البنات الثلاث و نداء الأم.
يحكى أن امرأة عاشت سنين طوال من حياتها تعمل بمشقة و جد من أجل تنشئة بناتها الثلاثة وتوفير مايحتاجنه من مأكل و ملبس.
كبرت البنات و صرن شابات رشيقات خفيفات الظل كأطيار السنونو و جميلات كالبدر المضيء.
تزوجت الواحدة تلو الأخرى و غادرن بيت والدتهن إلى بيوت أزواجهن.
مضت أعوام وشاخت الأم وفي يوم أحست بشدة المرض و العجز يداهمنها فهمست لسنجاب بُنِّي وقالت: "أيها الصديق الوفي اذهب وقل لبناتي أن يحضرن بسرعة فإني لا أظن أنه بقي في العمر الكثير".
قفز السنجاب من غصن لآخر و من مكان لآخر حتى وصل بيت الكبرى وحين أخبرها ردت:'آه أيها السنجاب أريد أن أرافقك لكن علي أن أنظف أولا هذين الإناءين'.
غضب السنجاب وقال: ليبقيا ملتصقين بك إلى الأبد !
وماكاد ينهي كلامه حتى إنقلب الإناء ان على الفتاة والتصقا بها وهي منبطحة أرضا وهكذا بقيت بقية حياتها تزحف كالسلحفاة.
وصل بعدها السنجاب إلى بيت البنت الثانية و أخبرها بما آلت إليه والدتها فردت:' مؤسف حقا طبعا سأذهب لزيارة أمي لكن بعد أن أنتهي من نسج هذه الخيوط التي سأبيعها في السوق قريبا".
غضب السنجاب وقال:'لا كففت عن نسج الخيوط يوما، لتبقي على هذا الحال طوال حياتك!"
وماكاد ينتهي من كلامه حتى تحولت الفتاة إلى عنكبوت تنسج الشباك تباعا .
في بيت البنت الثالثة كان الأمر مختلفا فما أن أخبرها وكانت يداها غارقة في العجين حتى انتشلت يداها وهرولت إلى بيت أمها.
فقال لها السنجاب:'جعلك الله عونا و مفرحة للآخرين دوما أيتها الفتاة النبيلة! وليجعل ابنائك وأبناء ابنائك محبوبين نافعين مثلك".
عاشت الابنة الثالثة عمرا طويلا و الجميع يشهد لها بالخير و المحبة وحين اقترب أجلها تحولت لنحلة ذهبية تطير من زهرة لأخرى تصنع عسلا للناس ، صيفا تغمس ساقيها في الرحيق كما كانت تضع يديها في عجينة الخبز حين أتاها السنجاب وشتاء ا حين تموت أشياء كثيرة في الطبيعة تنام هي في خليتها دافئة وحين تستيقظ تجد أمامها سكرا و عسلا للأكل.
النهاية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 11 / 10 / 2009 الساعة 56 : 10 AM.
|
|
|