أخي العزيز الأديب الشاعر طلعت سقيرق،
نلتقي بأشخاص ترسم بصماتهم لنا دروباً معبدة بالحب والصدق ويختزلون الزمان والمكان بلمساتهم الإنسانية فنشعر بالإنتماء لهم برغم كل القيود الجغرافية ، ولقائي بك أخي طلعت من هذا النوع.
منذ اكثر من عامين قرأت لك قصيدة "جئتكِ أسقي حقلَ العمر" ، تسمرت أمام وهج القصيدة وسبَحت عيني في مساحات من الحلم واليقظة،
عندما قرأتك أحسست بإنني اقتربت من قرص الشمس وعانقت بسمة القمر وصافحت النجوم نجمة نجمة وغبنا جميعاً في حالة من النشوة والإعجاب
أغرتني حروفها الموسيقية فدندنتها بروح طفلة مقبلة على الحياة
كنتُ أخبئ ُ حقل الروح ِ
لأسقي كفك في أغنيتي
طالتْ في أشجار ِ العمر ِ ضلوعي
ثم تمدد في آصال ِ الوقت ِ ربيعي
واصطادتني عند الشارع ِ
من أزهار الليلك ِ كفك ِ
من بين احرفك رأيتك تطل بطيبة ونبل فتشجعت وقررت أن ازعجك بخربشاتي أرسلت لك احداها على خجل ولم اتوقع ان تجد رسالتي الألكترونية طريقها الى بريدك ، وبتواضع ورٌقي التقطت محاولتي المتواضعة بكفيك الكريمتين وارسلت لي رسالة تشجيع اطلقَت قلمي من عقاله.
اسمح لي اخي الحبيب ان أغتنم الفرصة بمناسبة عيد ميلادك لأنثر هنا أحرفي النقية المغمسة بياسمين مشاعري الفياضة احتفاءَ بهذه المناسبة وعرفاناً بالجميل ، فأنت من ساعدني على ان اخطو خطواتي الأولى في عالم الأدب الذي كنت اراه بعيداً،
بطيبة كسرت حاجز الخوف الماثل امامي فمددت يديك لي وكانت البداية،
وبخبرة الأديب المتمرس وجهتني
وبمسؤولية الشاعر المثقف تبنيت كلماتي
وبمحبة الأخ الذي يتمنى الخير لأخته شجعتني على إعلان كتاباتي بإسمي الصريح.
أخي الغالي طلعت ، تعودت على حرفك الشامخ الذي يطير كحمامة بيضاء تحط على قلوب قرائك حاملة لهم رسائل محبة وسلام ، اقرأ لك فاشعر بإنني اسير تحت المطر، يهطل بوحك فيغسل تعب الروح بشهد الحرف الذي يجري بكفك بلا توقف وانتشى بقطرات حرفك النقي وأتدحرج معها حتى عمق الفكرة لتنبت في اعماقي نبضات حية تشعرني بإنني ما زلت أعيش أيام الزمن الجميل .
لك حرف ساحر قادر بضربة قلم على حملنا الى مواطن الفرح بعد ان عجزت خطانا على حملنا الى محطات الفرح القليلة في سفر الغربة الذي لا ينتهي.
وعندما تكتب عن وطننا المسلوب أشعر بالإنتماء الى أدق التفاصيل ، فأتوسد ذراع حرفك وأغيب في نشوة تحمل رائحة الوطن المعبق بالزعتر والريحان وزهر الليمون.،
لم أجد اجمل من كلماتك لإهديها اليك والتى اخترتها من قصيدة سنة التى احببت كل كلماتها،
[align=center]
سنةٌ .. سنهْ
يمتصّني نبضُ الحنين فأنثني
أرتادُ كلَّ الأزمنهْ
أرتادُ كلَّ الأمكنهْ
وأصيحُ يا سنةُ .. سنهْ
لن أطفئَ اليوم الأخيرَ
بغيربسمةِ عاشقٍ
يهديكِ أحلى سوسنهْ ..
[/align]
استاذي واخي الأديب الشاعر طلعت سقيرق
دمت نقياً صافياً كالمطر أبا محمود ودام نهر عطائك سخياً لا ينضب
اسمح لي ان أغرس بجانب قلبك الطيب سوسنة أودعها صادق مودتي وأطيب تمنياتي لك بالخير والسعادة وراحة البال
متعك الله بنجاح ابنائك ورؤية احفادك ينعمون بالفرح والأمان في حيفا بإذن الله.
كل عام وأنت بألف خير
سلوى حمّاد
18/3/2009