في عقلي ركن صغير جميل أهرب اليه كلما شعرت بالتوتر و الإنزعاج .. كلما إزدادت ضغوط الحياة ومشاكل البشر أفر مهرولاً إليه.. أشعر فيه بالهدوء والإرتياح و الطمأنينة والسكينة .. يتحول الإنسان البالغ الناضج المُفكر المُدبر , إلي طفل صغير يلهو في عالم الحدائق الجميلة و الزهور الملونة .. الفراشات المزركشة تطير في مرح وحرية وأمان في الهواء الطلق , وطيور النورس التي تلهو في سعادة على سطح البحر..ورذاذ أمواج البحر بعد مصافحتها للصخر ..حبات المطر تتهادى تحتضن الرمل .. ألوان قوس قزح الساحرة .. أضواء وأنوار مدينتي العاشقة .. مدينة الأماني و الأحلام .. الألوان و الأنغام .
هناك أعيش مع أبطال الحكايات الطفولية البريئة , علاء الدين و مصباحه السحري , ذات الرداء الأحمر , سندريلا وحذائها الجميل , الأقزام السبعة وأغانيهم المرحة , بونوكيو وأنفه الخشبي ومغامراته الفرحة .. وغيرها وغيرها من عالم قصص الأطفال الساحر البديع . تمتلأ مشاعري بالبهجة و الإبتسامات , وتغلف روحي بالمرح و الضحكات ..
فجأة أفيق من غفوتي و أعود لحقيقتي .. ضجيج الحياة الصاخب .. تنهدات الألم الصارخ ومشاكل العمل الجامح .. تأوهات القلب الجريح و ألم الإرهاق الصريح .. معارك النفس البشرية .. ومناوشات العلاقات الإنسانية ..
ولكني في وسط هذا الزحام القاتل .. أختلس اللحظات .. وأسرق الثواني .. وأركض مهرولاً طفلاً سعيداً إلى ركني الهادئ الجميل .. أمرح و أبتسم .. أسرح وافرح .. وأعود حاملاً لحياتي صندوق الألعاب السحرية .