[طلعت سقيرق]

[align=justify]
هدى يا صديقتي وأميرتي الأثيرة
تأبى الطيور إلا أن تحط على كفيّ حاملة كل ما في العالم من حلم دافئ لتفرده من القلب للقلب شال عمر يبقى جميلا ومثمرا وشهيا وعامرا بالأمل لأنك لونتِ عيد ميلادي هذا بحروفك فراحت الكلمات ترقص فرحا وتطير نورا وتمشي مختالة كونها مست قبل السفر أصابعك فازدانتْ بعطر أحاسيسك ومشاعرك .. فهل أفتح لعيد ميلادي هذا كل شبابيك الزمان والمكان كي يبقى ساكنا في ضلوعي لا يبرح وإن للحظة واحدة ، أم أجعل من هذا اليوم عيدا لورد الحروف ترفع رأسها فيه واضعة تاج الإمارة على كل حروف العالم ما دمت قد كتبتِ في عيد ميلادي فكان الميلاد بك أحلى وأبهى وأجمل وأروع ؟؟..
ما كنت أعرف من قبل أنّ لعيد الميلاد طعم السكر ورائحة النعناع وقامة الأغنيات ، فماذا أدخلتِ في عيدي هذا حتى صار بكل هذا البهاء والسحر؟؟..هل أشعلتِ رمان المواويل فانبسطت على طول الوقت كي تقول لي : آن لك أن تحمل وقتك بالقلب والشريان وكريات الدم ، فقد صار لهذا الوقت معناه الجديد الذي لم تعرفه من قبل ، ولم تجد له مثيلا من قبل ، ولم يكن يخطر في بال الزمن أن يكون الوقت روحا تنبض بالحياة وتروح تشرب ماء الخلود كي تبقى في دورة الزمن دون أن تنزع عن رأسها تاج الفرح ؟؟..
هل قلتِ : كل عام وأنت بخير ؟؟.. أم فردت فيروز البحار على طول الطرقات حتى تكحل المكان ببهاء الصفاء ونداء الياسمين ، فما عاد أي شيء كما كان من قبل ..كل شيء تغير حتى ساعة يدي ..لا تعجبي فقد صارت ساعة يدي تدور عقاربها باتجاه كلماتك بدل أن تسير سيرها المعتاد ..
لست بحاجة لأن تتصالحي مع الأيام فما أسهل أن تلم الأيام ضفيرتها لتأتيك متأبطة كل دواوين الشعر لتقول وحدك سيدة الشعر ومعنى القصيدة وصباح الخير في كل سطر ..
هل قلت لي : كل عام وأنت بخير ؟؟.
ليتك إذن تبدئين التأريخ من هذه اللحظة ، وليتك تفتحين كل الشبابيك كي تسمع العصافير كلماتك فيصير لحنها المفضل ما قلته وما كتبته .. وليتك تزيدين في القاموس معنى جديدا لهذه العبارة لأنها منذ قلتها صارت أكثر بهاء وجمالا وضياء وروعة ..
شكرا لأنك قلت : كل عام وأنت بخير ، فقد علمت الشجر كيف يزهر من جديد ، وعلمت الورد كيف يتفتح أكثر ..
لك الكثير من الود الجميل ..وكل عام وأنت بألف خير ..

[/align]