السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كالدمية في يده
أشعر بنفسي كدواة حبر أسود كلما وضعت فيها ريشة جديدة امتلأت بالسواد ، قلبي دواة حبر أسود،الدم الذي يجري في شراييني مداد أسود ،الزفير الذي أخرجه من رئتيّ دخان أسود ،كل هذا لأن آخر بريق للأمل لوح لي بيده مغادرا ً قبل قليل.
نعم انتهى الحوار ... ووقف الصمت حائلا ً بيننا حتى أعيننا لم يعد يروق لها تبادل النظرات ، لم يعد العتاب يجد طريقه إلينا ، كل شيء حولي تائه ،لا أرى أمامي سوى الضباب ،أزفت ساعة الرحيل ،سأرحل لا مفرّ، فلم يعد لدي خيار آخر .
هولا يجيب ، كعادته لا يجيب ، شارد كعادته شارد في فكره ،في نظراته ، في أوهامه وأحلامه ، مللت أن استبقيه ، مللت أن استرضيه ،مللت أن استجديه ، سأرحل دون استئذانه، فهو من جاءني، وسيرحل دون استئذان ! أتاني كالطيف ،كالحلم ،كنسمة ربيعيه في ليالي الصيف الحارة ،كضوء الشمس المتسلل من غيمات كانون الباردة.
أتاني ولم يستأذنني ، دخل حياتي وقلبي وعقلي وفكري وتسلل من خلال أوردتي ، سرى من رأسي حتى أخمص قدمي فاستحكم جميع حواسي وأصبح يحركني كالدمية في يده،وكنت سعيدة ، سعيدة جدا ً،لم أشتكي ،لم أتذمر وكيف لي ؟ ولكن هو لم يشأ أن أتسرب إلى حواسه فأمتلكها وأحركها كدمية كما فعل هو،وقف