[محمود طلعت سقيرق]

هل التنويم المغناطيسي حقيقية أم وهم؟ هل تبادل الأفكار بين شخص و آخر هل هي حقيقية أم وهم ؟ هل التخاطر حقيقة أم وهم؟هل استخدام العقل كجهاز التحكم عن بعد حقيقة أم خيال؟
ان الكثير من الناس ينكر تلك الأفكار التي نطرحها , وذلك أما لعدم سماعهم بها بشكل كامل أو بسبب الجهل الذي يحيط بهم , و البعض من الناس يبتعدون بشكل كبير عن تلك الأفكار و ذلك بسبب ما يدعون بأنها أوهام, ولا يوجد أي شيء يثبت تلك الأشياء, فكيف نستطيع مثلاُ استخدام العقل كجهاز تحكم عن بعد و هو في داخلنا, اي داخل الإناء الذي يحتويه العقل,فإنه من الصعب جداً استخدامه كجهاز تحكم عن بعد,فالنسبة لهؤلاء الناس يعتقدون ان العقل موجود للتفكير في اشياء محدودة كالفصل بين الألوان و انتقاء الملابس الجيدة و الأبتعاد عن الشيء السيىء و اجتناب المحرمات , ولكن يبتعدون عن الأشياء التي تمنح العقل خاصيته الأساسية ألا و هو التفكير, أي التركيز أي الأبتعاد عن الأشياء الثانوية و التقرب من الأشياء الأساسية التي تعرف العقل تعريفاً يليق به.
أما بالسنبة لموضوعنا اليوم فهو التنويم المغناطيسي , هل هو موجود أم لا؟ و هل التنويم المغناطيسي هو نوم حقيقي ؟أم انه اسم فقط كباقي الأسماء؟
صراحة التنويم المغناطيسي موجود الأن أمام عيوننا و لكن دون أن نعلم فإن اعجبك موضوع ما , و أصبحت تركز به تركيزاً شديداً فهو نوع من انواع التنويم المغناطيسي كيف؟ ولنفترض ان تلك الأفكار التي أطرحها منذ البداية قد نالت اعجابك,فقد نلت ايضاً منك, لأنك قد ركزت تركيزاً شديداً على أفكاري التي أطرحها و ابتعدت عن العالم الخارجي الذي حول ركزت في ما أقوله , اي ان عقلك اصبح بيدي ولكن دون أن تدري ,وذلك عبر الأفكار التي طرحتها , ولكن أن لم تنل اعجابك فإن عملية التنويم المغناطيي قد فشلت.
فمثلاً موقع نور الأدب يحتوي على الكثير من الأفكار و المواضيع المتعددة, ولكنك تهتم مثلاً بالثقافة ولا تهتم بالمطبخ ولعل الأفكار الثقافية لفلان تشدك اكثر من فلان آخر,وذلك ظناً منك ان افكاره تدخل الى رأسك بطريقة أسهل من وأسرع الى عقلك,والآخر يهتم بالمطبخ أكثر من المواضيع الثقافية وايضاً تعجبه طريقة فلان عن شخص آخر,و لكن في النهاية اهتمامك بتلك المواضيع و انشدادك لها هو تنويم مغناطيسي بحد ذاته.
ان اكبر دليل على ذلك نجده على شاشات التلفزة , فعندما ترى أحد الأفلام ان كانت أفلام رعب , أو افلام رومنسية, أو أفلام اكشن,فإن الكاتب بطريقة ذكاءه يشدك بشكل كبير لرؤية تلك المقاطع المتسلسلة, فعندما تجلس أمام التلفاز , تظهر لك المقاطع التي تبكيك مثلاً , أو التي تضحكك , أو التي تعطيك درسأ في الحياة,كل ذلك يعتبر تنويماً مغناطيسياً ولكن دون أن تشعر , فهو يتحكم بعواطفك و يأخذك الى عالم خارجي عن طريق أفكاره مما يؤدي ألى نسيان العالم الخارجي الذي حولك,فمثلاً انت تجلس في البيت ولكنك في نفس الوقت تعيش للحظات في بيت آخر دون أن تدري.
ان التنويم المغناطيسي هو عبارة عن إحاء يعطى لك , و أن الإحاء يلعب دور كبير في حياتنا, فلو اتى شخص اليك و قال لك ان وجهك شاحب اليوم , و اتى شخص آخر و قال لك نفس الكلام , فإن تلك الكلمات تأخذ حيزاً كبيراً في داخلك , مما يؤدي الى شعورك بالمرض بالرغم من أنك في كامل الصحة و العافية , و لكن تلك الأفكار التي زرعت داخل عقلك, قد بدأت بالذوبان داخله وأخذت ايضاً بالتأثير على سلوكك.
وقد أكد الكثير من الأطباء على وجود التنويم المغناطيسي الذي يستخدمونه في حياتهم اليومية على المرضى, فقد قام بعض الأطباء بإستخدام التنويم المغناطيسي كوسيلة للتخدير عوضاً عن المخدر الموضعي الذي يستخدمونه داخل المستشفيات,وقد نجحوا في ذلك.