عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2009, 19 : 09 PM   رقم المشاركة : [692]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: بوح خريفي

بوح لا بد عنه

يتساءل البعض هل للتغيير الحاصل في إدارة مكتوب سببا ًً رئيسيا ًومباشرا ً في فرار
بعض الأقلام النشطة .. الجادة .. المحببة إلى نفس كل قاريء وزميل ؟
أم أنها الحرب الأخيرةعلى غزة هي من رمت لها بعدا ً آخر فتسببت بشكل غير مباشر
في هجرة الأقلام والصفحات البيضاء ؟؟

وجدت نفسي أمام أسئلة لا مفر من محاولة الأجابة عليها .

قال لي أحد المدونين الفلسطينين في يوم ما وكان هذا قبل الحرب الأخيرة على غزة
" انت يا ميساء ما زلت مواظبة على التدوين والنشر هذا يعني انك
ما زلت تصرين على الحياة "

لامس بكلامه العفوي أو بتساؤله الإستنكاري جرحا ً عميقا ً في داخلي .. لم أتعمد أنا اخفاؤه ..
لكنني لم أصارح به نفسي ايضا ً ..
أنا أكتب لأن الكتابة هي وسيلتي أو بالأحرى هي صلة ارتباطي
بهذه الحياة .. في هذه الفترة العصيبة أنا أدون وأنا أعلم علم اليقين أنني كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
كمن تتنازعه سكرات الموت وهو قابع بين مطرقة الموت وسنديانة الحياة ..
أن تدون عن الحياة وأنت ميت أمر صعب .. أن تحاول أن تبث الحياة في كل الجثث التي من حولك
سواء ٌ تلك التي حظيت بكفن ٍ أم تلك التي تلتحف أوراق الحياة كفنا ً لها .. وأنت ميت صعب .. أن
تلقي بريشة القلم .. أن تمزقها .. أن تسكب مدادها في العدم فهذا يعني ليس مجرد انتهاء الحياة بالنسبة إليّ بشكل
صريح ومباشر بل هي إشارة ما تصدر مني أنا بحق كل من يتشبث بعصا التدوين لرمي تلك العصا ..
لكسر تلك الأقلام .. لبعثرة الأفكار ثم الإندثار في مقبرة الحياة .
أساق الى التدوين كمن يساق إلى حبل المشنقة .. كمن ينفذ بحق رقبته حكم الأعدام .. غصة كبيرة
في القلب .. مرارة في الحلق .. زوغان في الفكر .. في الأمل .. في النظرات .. أستنطق النصوص كمن يستنطق الحجر
.. أستحلب الفكرة .. أعصرها .. أخمرها .. أعتقها .. أصفيها .. أنخلها .. أغربلها
القي بها إلى جثثهم .. أرشها .. رشا ً.. رشا ً على وجوههم الجامدة .. القليل منهم تستنهضه الكلمة .. يستنشقها ..
يحاول أن يتشبث بها .. يحاول أن يثبت أنه موجود .. البعض يلوكها ويمضغها ثم يلقيها ويستسلم للإنزواء ..
البعض يبتلعها كالحبوب المسكنة للأوجاع .
وأسال نفسي : إلى متى نستمر في تكفين أنفسنا بأعلام التدوين ؟ إلى متى نستمر في تشريح جثثنا بأقلامنا وعرضها
لجمهور المتفرجين في صالات المتاحف ودور العرض المجاني ؟
أليس الأفضل لنا ولأقلامنا بعد كل هذه الهزائم والإنكسارات أن ننزوي بل أن نختفي عن الوجود وليس الإنزواء فقط؟
التغيير الحاصل في مكتوب كان الشعرة التي قصمت ظهرالبعير .. التغيير شتت الأقلام التي كانت تراود نفسها الثكلى
على هجرة بيت مكتوب وربما الهجرة إلى الفراغ .. العدم .. اللاشيء ..
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل