رد: آداب السلوك الاجتماعي والتفاعلي في المنتديات
الأستاذة الخطيب :
[align=justify]
أثرت ضمن هذا المنتدى الخاص أحد أهم المواضيع العملية المرتبطة بالفعاليات الثقافية الإفتراضية، و انطلاقا من كون الغرب صاحب السبق في تأسيس العمل على شكل ورشات و منتديات و بخاصة مقاطعة كيبيك، و هو ما يعرف في القاموس البيداغوجي الجديد ب : Les ateliers و هو أسلوب متبع في كثير من الأنظمة التعليمية المتطورة على كافة المستويات التعليمية. انطلاقا من هذه المعطيات، فإنني أحيل نظرية "المنتدى" إلى مدرستين متكاملتين :
1/ المدرسة الألمانية أو المدرسة الموضوعية :
ترى هذه المدرسة أن التجمع الإنساني الذي يشكل الإبداع الثقافي فضلا عن النجاح في إيصال الرسالة قاعدته الغائية يرتكز على مقومات مشتركة تتسم بالموضوعية و هي :
- وحدة اللغة : استعمال المتفاعلين للغة واحدة.
- وحدة المرجعية التاريخية و السياسية : اقتناع المتفاعلين بتفسير سياسي موحد للأحداث التاريخية الكبرى للتجمع الإنساني الواقعي الذي ينتمون إليه، و بالتالي يتحقق تفادي الخلافات ذات المنشأ السياسي أو التاريخي.
- وحدة الرسالة و المصير : التوصل إلى كتابة قانون داخلي توافقي يهدف كل عضو على حدة أو بالتعاون مع المنتدى بأكمله إلى تطبيق المحددات الواردة في القانون الداخلي و تحقيق أهدافه الأساسية.
2/ المدرسة الفرنسية أو المدرسة الذاتية :
تضيف نظرية :"الأمة" في الفكر الفرنسي محددا أساسيا و مهما تجاهلته الرؤية الألمانية و هو :
- الإرادة التي تخامر كل عضو على حدة بأهمية الإنخراط ضمن تجمع إنساني إبداعي ما. و من هنا يستنتج موقف خاص بالمدرسة الذاتية هو :
- يحق للعضو تأسيس مجموعات اشتغال تنتمي إلى المجموعة الكبرى أي المنتدى (على النقيض من الرؤية الألمانية).
و قد اعترفت الرؤية الفرنسية بصحة المنطلقات الألمانية لكنها أعطت مركزا متقدما لحرية و إرادة الفرد و التي لا يجوز للجماعة استدماجها بواسطة القوة أو الإغراء الإستلابيين. حري بنا أن نتعلم من التصرف الفرنسي، فهو كان مرنا و ايجابيا مع الموقف الموضوعي الألماني و لم يعتمد الإقصاء الذي يروج استعماله في علاقات المنتديات العربية و العالمثالثية عموما.
القاعدة النظرية للقانون الدولي تبنت المعطيات التي جاءت بها كلا المدرستين، لكنها مالت إلى أهمية المواطنة الفردية و التي تؤدي إلى صناعة المواطنة الجماعية الناجحة. يجدر بي أن أشير هنا إلى أن المدرسة الذاتية الفرنسية تتناقض مع مفهوم :"الإستصلاح" الذي ابتكره المذهب المالكي السني.
إذا كان مستوى التواصل داخل موقع نور الأدب متماسا مع التقدم الغربي في النظرة إلى الملتقيات و المنتديات و مؤخرا المقاهي الثقافية فإن الروافد الأيديولوجية للكثير من أعضائه لا تتكيف مع ضرورة الحوار و الإنفتاح على اعتقادات الآخر، تحدثت عن الموضوع في سلسلة مقالات ضمن منتدى هيئة المثقفين العرب لكنها لم تحظ بالتجاوب المؤمل من رواد نور الأدب.
الموقع يعاني أيضا من مشكلة تحديد مجاله الإبستمولوجي :"الأدب" أم "الفكر"، لا أحد يناقش الهوة السحيقة التي تفصل بين الإبداعات الأدبية و الإحتياجات المجتمعية في العالم العربي الذي تحتاج مجتمعاته بالدرجة الأولى إلى إضاءات سوسيو-اقتصادية، قانونية، سلوكية، سوسيولوجية قبل حاجتها إلى الشعر و القصص المخيالية. كما أن الموقع يعاني من مشكلة تحديد مجاله الإجرائي :"اقتباسي" أم "إبداعي". من الطبيعي أن تشوب السلوكات الحوارية أخطاء ثقيلة في ظل سقف ديونتولوجي غامض.
[/align]
تحياتي لك.
|