الموضوع: الأستاذ
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 04 / 2009, 57 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
صالح صلاح شبانة
كاتب نور أدبي
 





صالح صلاح شبانة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سنجل -رام الله-فلسطين

الأستاذ

الأستاذ
صورة تراثية عاشها وعاصرها واستوحاها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
**********************
قبل ما تصير المدرسه مدرس ، وأستاذها يلبس
بدله وطربوش وعوينات ،بدال الدمايه والشاروخ وكِبِر الروزه
ويحمل في جيابه دستة أقلام ، و ع كل ذان من ذنيه قلم ،
وتحت الطربوش قلم ، ويُنّفُخ حاله لأبو موزه
وعصاته أطول منه ، عُمره في حياته ما ابتسم ،
و لا حدا شاف سنه ، قالب ع مدار الساعه بوزه
قلبه مجرد من ألرحمه ، وعينيه يتلقمطن يقدحن شرار،
وأسنانه يصركن ،بهز العصاه اللي هي هيبته مكل حروزه
وياما طفَّش تلاميذ ، وكَرَّه ناس في العلم ،
وهججهم من المدرسه ، هي المدرسه سجن يا ناس ولاَّ حوزه؟؟
المدرسه حوزة علم ، بس لهذاك العصر قوانين ،
وبقت الأرض بدها زُرّاع ،والشباب إلهم عوزه
والشجر والحجر والنبت بده أيادي ، تبحش وتزرع ،
تبني و تسنسل ، تزرع الداليه والتينه ، والبرقوقه واللوزه

وقبل الأستاذ بقى الخطيب ، اللي شايل هموم البلد ع اكتافه
وترى البلد بلاه ومن غيره ، ما بتسوى ساوي
هو الشيخ الإمام ، حافظ كلام الله ، هو الوحيد الكاتب القاري ،
هو العالم المعلم ، وهو الطبيب المداوي
هو اللي بعمل حجاب المريض ، والشريد والطريد ،
وكاره لبنت عمه ، وعينه بتتسلبد لغزاله بره مثل واوي
والتقاليد بقت تضرب وتقسم ، تجمع وتطرح ،
واللي بقوله الكبير لازم يمشي ، ولاَّ بشويه الشاوي
وبقى الحجاب معزز لدوره ، وبقى يقَسِّم ع الموس ،
إن إتأخرت شاه ولآَّ نعجه بحميها من كل ذيب وعاوي
وبقى إيقَرّي القواريط أليف با ، وشوية حساب ،
ويحفظهم آيات من كتاب الله ، وشعر منه للوطن وللعاشق الهاوي
وبقت هيبته في البلد عاليه فوق ، يشارك الناس فرحها وحزنها
وينسف من أكلها ، وتلاقيه للسَّير راوي

ولمّا انحسر الكُتَّاب وراحت عصور الجهل والتجهيل ،
وصارت وزارة معارف ، إلها مناهج مقرره وفكرها جديد
وأسلوبها قايم على أساسات ، وكل جيل يقرا مع جيله ،
تيفهم ويناقش ويتعلم مليح ، و يحيا سعيد
ودخل نظام العلم الجديد ، مدارس وملاعب وزيّ موحد
وأستاذيه منذورين للعلم ، طبعهم قاسي واشديد
وأبياتنا وامياتنا بقوا اسعد الناس في ها لأستاذ ،
اللي طرازه مستجد على حياتنا ، وموديله جديد
وصاتك ها لقواريط ، عليك الكسر وعلينا الجبر ،
اضرب و لا تهاب ، خلي عصاتك أطول منك وإيدك من حديد
هذا جيل بخاف و ما بستحي ، أوعى الرحمه تلامس قلبك ،
إملد فلقه ، إجلد بالعصا ، إصفع بالأيد
وبقى الأستاذ ما يحطها في بير خارب ،الله يسامحه ويحسن له ،
حي وِلاَّ ميت ، ختيّرنا وطعم قتلاته تحت اسنانا فريد

بقى الأستاذ رمز الفهم والعلم ، وقعدته وين ما حل في الصدر ،
وإلو الإحترام والهيبه وين ماتوجه و وين ما راح
يداوي قلوب الناس ، بحلو الحديث والمعشر ولمعرفه ،
اللي انفرد فيها ، تلاقيه قريب من لِقلوب والأرواح
بقينا زغار نحلم بصيد الحراذين ، تننقع ايدينا بدمها المسفوك ،
تنتحمل الضرب وعُنف الأستاذ السفاح
بس بقى الأستاذ حريص علينا ، ويتمنى يشوفنا أستاذيه مثله ،
كبار ، سيرتنا مليحه وعطرنا فوّاح
وين استاذ أيام زمان من استاذ اليوم ؟؟ الأستاذ،
اللي بقى يحكم ويرسم ، عُمُر ما حدا في ساحته طاح
والأستاذ المسالم ، اللي بمشي الحيط الحيط ،
وتلاقي مين ينط بين اكتافه ، ولهيبة العلم استباح
الفرق زغير زغير !!! زمان بقت قوانين الناس ، تعزز دوره ،
وتعطيه قوه ، واليوم خلته ملطشه وللجوخ مسَّاح

تقرا بلهجة أهل سنجل

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
صالح صلاح شبانة غير متصل   رد مع اقتباس