[خيري حمدان]

الغالية ميساء
بداية أرجو أن لا تبحثي عنّي بين هذه الشخصيات، أحاول أن أكون حيادياً، بالرغم من أنّي عشت في هذا الوسط فترة طويلة من الزمن. هذا إحدى المجتمعات التي تمارس الحياة بطريقة مختلفة، قاتل في بعض المناحي، ديمقراطي في بعضها الآخر، إنساني أحياناً، ووحشي في مواقف أخرى كما ستقرأين حين أتناول لعنة المخدّرات وقدرتها التدميرية. ولكن قصة الحبّ هذه التي عاشها بطل قصتي جديرة بالقراءة، وكريستيان هذا الذي سيصاب بالجنون بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، هو انعكاس لصديقٍ فلسطيني اسمه محمد جنّ عشقاً، وكأنه مجنون ليلى وأشرفت أنا على علاجه في إحدى المصحّات الطبية بعد أن كاد أن يفقد صوابه وحاول الانتحار من أجل فتاة جميلة، على أية حال محمد الآن بصحة جيدة ويعيش ويعمل في مدينة الزرقاء وقد قابلته قبل سنتين وتأكدت من أنه بخير. وربما كان وجودي إلى جانبه قد خلّصه من جحيم الغيرة ودوامة الحيرة والجنون. فقدت سنة دراسية لكنني أنقذت حياة إنسان وانا غير نادم على ذلك. مصائر البشر محيّرة، أكتب بتحرر مطلق ولا أعكس تجربة شخصية بقدر ما أكتب ما شاهدته في مدينة طلابية كانت تتسع لعشرات الآلاف من الطلاب في مكان واحد.
وإهدائي لجميع الذين فقدوا القدرة على الكتابة بحرية من أبناء وطني وجميع الدول التي تعاني من القهر والقمع.
شكراً لحضورك ..
لا ادري لماذا تحوّل محمد اليتيم والوسيم (مجنون سيلفيا) ولكن ألا يحقّ للكاتب ما لا يحقّ لغيره؟
محبتي